ثلاثةُ أسابيع قد مرَّت.ويلو و هاري لم يرَيا بعضهما البعض منذ أسبوعين بسبب تغيُّر مكان هاري من عبر الشارع.
هي لم تعلم أين ذهب، أو لماذا لم يُخبر ويلو السبب في لماذا قرَّر أن يُغيَّر موقعه.
المدرسة قاربت على الإنتهاء وزقريبًا سترحلُ ويلو للجامعة. لذلك، أرادت ويلو أن تقضي وقتًا مع هاري بقدر المستطاع.
كان الوقتُ متأخِّرًا، حواليْ الثالثةِ صباحًا و قد قرَّرت ويلو أن تذهب للمقهى مرَّةً أُخرى. المقهى الَّذي قضى هاري و ويلو ساعاتٍ به، المقهى الَّذي أخبر به هاري ويلو عن ماضيه، المقهى الَّذي أخبرَت ويلو به هاري عن مشاكلها و هما فقط جلسا هناك و قاما بالاستماع و الضَّحِك ربّما أيضًا قاما بالبكاء.
هي دخلت المقهى و جلست في كابينة و أخرجَت مذكِّراتها و بدأت بالكتابة.
"هل يمكنني أخذ طلبكِ؟ هل تريدين البدأ بمشروب؟"
ويلو نظرت للأعلى من مذكِّراتها و كانت مصدومة - في الواقع مصدومة هو تعبير هيِّن. هي كانت مذهولة.
"هاري؟"
هو كان يرتدي مريَلةً حمراء فوق جينزٍ أسودٍ جديد، و قميصًا ذو لونٍ فاتح يمكِّنُكَ من رؤية وشومه من البلوزة العلويَّة. دفتر ملاحظات كان يتدلَّى من خارج المريَلة و هاري أخرجه للخارج و سأل،
"هل تريدين البدأ بمشروب؟"
هو كان يبتسم بتكلُّف، و بدا فخورًا بنفسه. ويلو كانت فخورةً به كذلك.
"لاتيه بالبُندُق من فضلك."
"اختيارٌ ممتاز، سأعود بمشروبكِ."
ويلو عادت للكتابة في مذكِّراتها. هي كتبت أشعارًا، و بسرعة خربشت، "لمن يبقى بلا حَراك، العالم هو مكان خياليْ. ولكن للمتقدِّمين، للصانعين، و للهازِّين/للرَّاقصين، الحياةُ دائمًا حولَهُم، دعوةٌ بلا نهاية."
"مشروبكِ." هاري قال في حين وضع مشروب ويلو على الطَّاولة.
"شكرًا لكَ."
"في الحقيقة، يمكنني الاستفادة من راحة الآن." قال هاري و هو يجلس في الكابينة من حول ويلو.
"كيف حالكِ؟" سأل هاري.
"أهذا ما ستسألُني؟"
"اه، كيف هي القهوة؟"
"أيُّها الأحمق! لقد حصل الكثير في ثلاثة أسابيع، لديكَ عملٌ الآن! متى حدث هذا؟ كيف؟"
هو ضحك، و قد كانت ضحكةً جميلة. تجعَّدت عيناه و غمَّزاتُه كانت عميقة في خدَّيْه و ابتسامته كانت مُشعَّة.
"في الواقع، اليوم الذي أتيتِ إلى هنا و أخبرتُكِ عن ماضيِّ، كنتُ في الحقيقة أملَأ استمارتي. لقد استمعت لإحدى العاملات تتحدَّثُ عن كم هم يحتاجون لشخصٍ ليعمل في الورديَّةِ الليليَّة. عندما كنتِ في المدرسة في إحدي الأيَّام أتيتُ في الصباح و سألتهم عن قبولهم بي، الرئيس كان متردِّدًا ليأخذني، و لكنَّني أخبرته عن مُنحي الدراسيَّة التي كنتُ أمتلكها و تلك الأُمور فاستسلم. قبل أسبوعٍ أتيتُ للمقابلة الخاصَّةِ بي و بعدها بيوميْن كنتُ قد أتيت للحصول على قهوة، وقال لي أنَّه لم يعلم كيفية الوصولِ إليَّ و لكنه قال إنَّها مُقدَّرة لي حين أتيت و حسنًا، لقد حصلتُ على الوظيفة! كما هو واضح."
"أوه هاري أنا حقًّا - أنا فقط سعيدةٌ و فخورةٌ بكَ جدًّا." ابتسمت ويلو و بقيَت هكذا طوال الليلة. كلاهُما بقيا و تحدَّثا لساعة، يشاركان بعضهما بما حدث في الأسابيع الثَّلاثة.
الضَّحكات ملأت المقهى، و بعض السُّخرية بالطَّبع.
"أين تقطُن الآن؟" سألت ويلو
"في الفُّندق الذي بعد شارعين. الليلة باثنان و ثلاثون دولارًا."
"أنا أرى، أنا تقريبًا أحِنُّ لرؤيتكَ بجانب حاوية القمامة." قالت ويلو و ضحك هاري.
"و متى تبدأ ورديَّتكَ و متى تنتهي؟"
"إنَّها تتغيَّر، في كلِّ مرَْةٍ يتعذَّر أحدهم عن المجيء أقوم بأخذ مكانه ولكنَّني أعملُ بورديَّاتٍ ليليَّة، مثل الآن. ورديَّتي تبدأ من الثانية ظهرًا حتَّى الثامنة مساءًا ولكنَّهم يدفعون لي أكثر مع الوقت لذا أنا أبقى و أعمل حتَّى أنام. ورديَّتي في أيَّام نهايةِ الأسبوع تبدأ من الرَّابعة عصرًا حتَّى التاسعة مساءًا. مرَّةً أخرى، أنا أعمل بعملً إضافي."
"واو، و هل أنتَ سعيد؟"
"كثيرًا. أعتقدت أنَّني نسيتُ كيف هو شعور السَّعادة. ولكن الآن مع حصولي على عمل، و أنتِ لتدعميني، أتذكَّر كيف هو شعور السَّعادة."
ويلو ابتسمت، و أنهَت قهوتها و أعطته خمسة دولارات كبَقْشيش.
"عليَّ العودة إلى المنزل الآن يا هاري، عليَّ الاستيقاظ للمدرسة خلال ساعتين."
"سأراكِ لاحقًا، أليسَ كذلك؟"
"بالطَّبع."
"حسنًا، وداعًا. إحظي بيومٍ لطيف و تعاليْ مجدَّدًا!" قال هاري بنبرةٍ لعوبة.
ويلو فتحت الباب لتخرج ولكنَّها استدارت عندما صاح هاري باسمها.
"أتذكرين عندما قلتُ لكِ في الرِّسالة أنَّني لن أخذُلكِ؟ حسنًا، هذا ما عنيته. هذه فقط البداية، في الحقيقة."
أنت تقرأ
مُشرَّد // ه.س
Fanficحيث فتاةٌ غنيَّة و فتىً مشرَّد يقعان في الحب بأعجوبة. The writer/الكاتبة: @electrahes ٢٩/١٢/٢٠١٩ - ٩/٨/٢٠١٩