سبعة عشر

84 2 0
                                    


أحيانًا أنت لا تعرف المعنى الحقيقي للفراغ حتَّى تجِد نفسك جالسًا على أرضيَّة حمَّامك تجهش بكاءًا متمنِّيًا أن يكون أحدهم بجانبك ليحضنك، و يخبرك أنَّ الأمور ستصبح بخير. 

ويلو لم تعتبر نفسها طبيعيَّةً أبدًا. الفتيات اللَّاتي بعمرها كنَّ يتسكَّعن خلال الصيف و يعتنين بأظافرهن، يتسكَّعن على الشاطئ أو في المركز التجاري، و يَبَتنَ عند صديقاتهنَّ المقرَّبات. كان لدى ويلو صديقٌ واحد، هاري. الذي كان يجب عليها أن تدفعه بعيدًا. 

إذا قابلتَ شخصًا مثل ويلو، عليك أن تجمع قطعها المكسورة. ستجدها مثيرةً للاهتمام، و ستتغلَّب على أفكارك و تأخذ عقلك و مع علمك بالَّذي ورِّطت به نفسك، لن تمانع لأنَّها هي. الَّتي تحطِّمك و تجمعك بنفس الوقت. 

ربَّما لهذا السَّبب هاري و ويلو كانا غير مثاليَّيْنِ بمثاليَّة. أحدهما كان مثل الزُّجاج المكسور المنتشر فوق الأرضيَّة في حين أنَّ الآخر لن يمانع أن يُجرح و يتألَّم ليُصلِح الشخص الآخر. شخصٌ هشٌّ بشدَّة، و جميل، و مؤلم يضع الجروح في عقلٍ ثمين قد يحصُل على مكانٍ في قلبِ الآخر. الشَّيء هو أنَّك إذا كنت تريد ذلك أم لا ذاك الشَّخص يريد منك أنت أن تقوم بكسره، عندئذٍ سيعتقدُ أنَّك أنت الَّذي ستقومُ بإصلاحه بعدها. 

لأيَّام وجدت ويلو نفسها تحدِّق في السَّقف تفكِّر بلا شيء أو تكتب في مذكِّراتها أنَّك لا تحتاج أن تكون في علاقة لتُجرح من قِبَلِ شخصٍ ما، أو من نفسك. هي تساءلت عن كيف هو هاري و ماذا يفعل. هي أرادت أن تزوره في العمل و تجلس في حين يملأ كوبها مرارًا بالمجَّان حتَّى عندما لم يكن يجب عليه فعل ذلك، هي أرادت أن تجلس و تراقب هاري يضحك و يبتسم و هو يتحدَّث مع أحد الزَّبائن، هي أرادت أن ترى هاري أو تشعر بيده على ظهرها أو تشعر بيده تمسِّد على ذراعِها للأعلى و للأسفل يخبرها بأنَّها ستكون بخير و ستكون سعيدة و ستتقدَّم لأنَّها كانت قويَّةً كفاية لفعل ذلك. لمرَّة اعتقدت ويلو أنَّها كانت تقع بالحُب. ولكن كلُّ ذلك أدَّى لحبيبين أحبَّا بعيدًا عن الحب. 

و أخيرًا أفكار ويلو تحطَّمت و عندما أصبحت عيناها ضعيفتان للبكاء أكثر، هي قرَّرَت أن تخرًج. من غير وِجهة، هي قرَّرت أن تقود على طريقٍ طويل حتَّى تلاحظ أنَّها بدأت تعود للمنزل قبل أن يعود والداها من العمل. 

لذا هي قادت. و قادت. و قادت. نظرها بدأ يصبح مشوَّشًا و لمرَّة لم تستطع تحمُّل الشخص الَّذي بدأت تتحوَّل له. 

"فتاةٌ حسَّاسة." هي نادت نفسها. 

"من يبكي على فتًى تعرَّف عليه لعدَّة شهور فقط؟ أنتِ لا تعرفين شيئًا عليكِ الذَّهاب للجامعة و تمالكُ نفسكِ." هي تحدَّثت و كأنَّ هناك شخصًا يجلس في مقعد الرَّاكب. 

"أنا وحيدةٌ بشدَّة." هي ضحكَت بخفَّة. 

"يا إلهي أنا وحيدةٌ بشدَّة." ضربَت يدها ضدَّ المقوَد و أراحت رأسها ضدَّه. 

مُشرَّد // ه.س حيث تعيش القصص. اكتشف الآن