ثمانية و عشرون

57 1 0
                                    


 بعد سنتين 

***

ويلو كانت عائدةً إلى المنزل من الدراسة في الخارج في أوروبا. هي كانت متعبة، مستعدَّةً لتعود إلى سريرها، و مستعدَّةً لرؤية هاري مرَّةً أُخرى. هي تعلم أنَّها تركت رسالةً سيِّئة. هي تعلم أنَّه كان هناك وداعٌ أفضل كانت تستطيع أن تودِّعه به مُسبقًا. ولكنَّهما كانا واقعان في الحُبِّ بشدَّة لدرجة أنَّه مع الحُب تأتي التضحية. 

لذا عندما عادت إلى المنزل و أخبرتها والدتها أن ترتاح و تقوم بتفريغ حقيبتها غدًا، ويلو رفضت. والدها أخبرها أن تتوقَّف عن كونها عنيدة، ولكن ويلو كانت تعلم أنَّها لن تستطيع أن تمضي بقيَّة اليوم من دون أن ترى الَّذي كانت واقعةً في حُبِّه قبل سنتين. 

ويلو أخذت مفاتيح سيَّارة والدتها، و قادت إلى المقهى الَّذي بدأ كلَّ شيء. فجأة، هي كانت متوتِّرة و ترتجف حين اصطفَّت في موقف السيَّارات. وهي تفتح باب المقهى، ويلو تواجهت مع الواحدة و الوحيدة، آن. 

هي بدت أكبر، أضعف بكثير، ولكنَّها ما زالت تبدو جميلةً و سعيدة. 

"ويلو؟ أهذه أنتِ؟" السيِّدة العجوز سألت. 

"إنَّها أنا، آن. كيف حالكِ؟" 

"كيف حالي؟ كيف حالكِ أنتِ؟ لقد مرَّت كم.. سنتان! كيف كانت فرصة الدِّراسة في الخارج؟ أوه فقط أخبريني كلَّ شيء عنها." 

"لقد كانت مدهشة.. و جميلةً كثيرًا. إنَّها شيءٌ لن أنساه أبدًا. مع ذلك، إن كنتِ لا تعرفين الفرنسيَّة النَّاس تنزعج بسهولة." قالت ويلو و ضحكت آن. 

"مازلتِ ذات حسٍّ فكاهي ساخر. أنا سعيدةٌ أنَّكِ عدتِ. إذًا ما هي خُططكِ الآن؟" 

"أنا ذاهبةٌ للجامعة لسنتين أُخريتين ولكن ستكون في الولاية هذه!" 

"أوه، عزيزتي! هذا رائع. أنا متأكِّدةٌ من أنَّ والديكِ سعيدان بذلك." هي قالت و ويلو أومأت بموافقة. 

أن تكون في بلادٍ مختلفة ممتعٌ جدًّا، ولكن ويلو افتقدت مدينة نشأتها وهي سعيدةٌ بعودتها إلى هنا و إكمال مدرستها. 

"امم، هل تعلمين - شيءً- بشأن هاري؟" سألت ويلو. 

"هاري.. هاري ستايلز؟"

"نعم. هل تعلمين أين هو؟ أو أين قد يكون؟" سألت ويلو. 

"لا، أنا لا أعلم. الكثير يحدث في سنتين، حبيبتي. آخر مرَّةٍ رأيته فيها كانت قبل سنة تقريبًا، والدته أتت إلى المدينة لترى أخته ولكنَّها رأته و لا أتذكَّر ماذا حدث بعد ذلك. أعتذر، عزيزتي."

ويلو نظرت إلى الأسفل." هذا على ما يرام. شكرًا لكِ."

"ولكن ويلو.. هو استقال من هذه الوظيفة لشيءٍ أفضل بكثير. هل سمعتي قط بمعهد شيكاغو للفنون؟ هو الرئيس التنفيذي له -CEO-." آن قالت، مع ابتسامةٍ متكلِّفة على وجهها. 

"ما-ماذا؟ رئيسٌ تنفيذي؟"

"هو رجل مشغولٌ كثيرًا الآن." قالت آن و قاومت ضحكة. 

"أنا لا أعلم إن كان في المدينة أو لا، مع ذلك. هو دائمُ الذَّهاب و الإياب ولكن ذلك الفتى اللطيف دائمًا يأتي إلى هنا عندما يكون في المدينة ليتفقَّدني و هذا المقهى القديم."

ويلو قاومت رغبتها الشديدة بالصراخ. العديد من الأحاسيس تندفع من خلالها. هي كانت سعيدة و متشوِّقة و حزينة و متحمِّسة و قلقة. هي فقط أرادت أن ترى هاري، أن تخبره بكلِّ شيءٍ جرى خلال السنتين الماضيتين، ثم تسمع ما الَّذي يريد إخبارها به. هي فقط تريد أن تكون بجانب الشخص الَّذي اعتادت أن تُحبَّه. 

ولكنَّها أرادت أن تعلم إذ مازالت تُحبُّه بالقدر الَّذي اعتادت أن تُحبَّه به عندما كانت في الثامنة عشر. 

"أعتقد أنَّه سيتوجَّب علي البقاء هنا إلى حين يأتي إذًا." قالت ويلو و جلست في إحدى الكبائن. 

ابتسمت آن. 

"قهوة؟" 

مُشرَّد // ه.س حيث تعيش القصص. اكتشف الآن