"هاري، لا تراسلني أو تتَّصل بي. لا تأتي إلى منزلي، لا تأتي بالقرب منِّي. هذا الأفضل لنا الآن، أرجوكَ فقط.. فقط ثِق بي."ويلو أرسلت الرِّسالة و بدأت بالشهيق.
والد ويلو هدَّدها بأنها إذا لم تخبر هاري أن يبتعد عنها، أو حتَّى إذا رآها مع هاري أو كما يدعوه بـ"الحثالة" هو سيتَّصل بالشرطة لهاري و سيبلِّغ عنه لأخذه لابنته خارج الولاية في منتصف الليل، و لجعلها تتسلَّل (من المنزل). هو أيضًا أخبر ويلو أنَْه سيطردها من المنزل و لن تكون قادرة على العودة.
لذا، كلُّ ما فعله والد ويلو و والدتها الَّتي لم تعترض حتَّى، قد أصبح مخيفًا كثيرًا. هي حاولت أن تُخبر والديها بأنَّ هاري تغيَّر و هو يعلم ما الأفضل له. كلُّ هذا أوصلها لحزم أغراضها و الذَّهاب أو أن تخرس و تركِّز بدراساتها للجامعة. هي كانت مصدومة، خاصَّةً لاعتقادها بأنَّ والدتها ستكون بصفِّها.
"ويلو، أكُلُّ شيءٍ بخير؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟ هذه ليست أنتِ."
"أنا سأتَّصل بكِ، أجيبي أرجوكِ."
و هاري اتَّصل. ليس مرَّةً واحدة ولكن على الأقل إثنى عشرة مرَّة قبل أن يقرِّر أن ويلو لن تستسلم. ويلو أرادت أن تُجيب، بالطبع. هي أرادت أن تُجيب و تصرخ و تبكي و تسمع إحدى نكات هاري السخيفة لتهدئتها و إضحاكها و هي أرادت أن تسمع هاري يخبرها بأنَّ الأمر سيصبح بخير لأنَّه هنا. ولكنَّ لم تستطع. لأنَّها إذا أجابت، هاري لن يكون هنا، إطلاقًا. و هي أرادت أن تحميه. هي تكره أنَّها لا تستطيع فعل أيِّ شيء.
ويلو لامت نفسها على كلِّ ما أصابها. لأنَّها إذا لم تكن غبيَّةً جدًّا، لا شيء من هذا كان سيحدث. هي لم تكن تستطيع الإجابة أو معاودة الإتصال. ولكنَّها همست، " شكرًا لكَ، هاري. من فضلكَ إبقى آمنًا. من فضلكَ لا تكرهني."
متمنِّيةً أن يستطيع سماعها.
"من فضلكِ أخبريني ما الشيء الخاطئ الذي فعلته."
لا شيء، ويلو فكَّرت. هذا كلُّه بسببي.
"ويلو، أرجوكِ تحدَّثي إليْ. مهما فعلت، أنا آسف."
"مرحبًا؟"
"أنا أعلم أنَّكِ هناك. هل أنتِ غاضبة؟ من فضلكِ لا تكوني. هل كلُّ شيءٍ على ما يُرام؟"
هي لم تكن بخير، لا شيء كان بخير لأنَّ هاري لم يكن بجانبها.
لم تتوقَّف الرَّسائل حتَّى الرَّابعةِ صباحًا.
ويلو بكت حتَّى نامت.
و في فترة من ثلاثة شهور، شرَبَ هاري زجاجة فودكا للمرَّة الأولى. لتخدير الألم، هو فكَّر.
'لأنَّ لا شيء مؤلم و لا شيء مرغوبٌ به أكثر منها'
أنت تقرأ
مُشرَّد // ه.س
أدب الهواةحيث فتاةٌ غنيَّة و فتىً مشرَّد يقعان في الحب بأعجوبة. The writer/الكاتبة: @electrahes ٢٩/١٢/٢٠١٩ - ٩/٨/٢٠١٩