راقت لي ⁦❤️⁩

23 3 1
                                    

لقد علمتنا الكتابة أن نترك مسافة بين الكلمة والكلمة لكي يفهم الآخرون ما نكتب.. وعلمتنا حركة المرور أن نترك مسافة أيضا بيننا وبين السيارة التي أمامنا؛ حتى لا نصطدم بها.. وكذلك علمتنا حركة الحياة أن نترك مسافة بيننا وبين الآخرين؛ حتى لا نصطدم بهم، أو نتصادم معهم.
قصة رمزية ذكرها احد الفلاسفه تقول «إن مجموعة من القنافذ اقتربت من بعضها في إحدى ليالي الشتاء المتجمدة طلباً للدفء، وهرباً من الجو الجليدي شديد البرودة، لكنها لاحظت أنها كلما اقتربت من بعضها أكثر، كلما شعرت بوخز الأشواك التي تحيط بأجسادها، مما يسبب لها المزيد من الألم.. وأنها كلما ابتعدت عن بعضها البعض شعرت بالبرودة تجمد أطرافها، وبحاجتها للدفء في أحضان أصدقائها.. بقوا على هذه الحال بين ألم الاقتراب، وهجير الانفصال.. الى أن توصلوا الى المسافة المناسبة التي تقيهم من برودة الجو الجليدي وتضمن لهم أقل درجة من ألم وخز الأشواك. وتذكر دوما أن ضبط المسافات من أكبر سنن هذا الكون .. وأن سير الكواكب مرتبط باحترام المسافات.. فلو اقتربت الشمس منا ميلا واحدا فقط لاحترقت الارض، ولو ابتعدت عنا ميلا لتجمد كل ما حولنا....
لكل إنسان منا صفاته الخاصة التي قد لا تظهر لك ولا تشعر بالم وخزاتها إلا عندما تكون على مسافة غير مناسبة منه.. البعض يعتقد أنه كلما ازداد قربا ممن يحبهم فإن هذا سيشعره بالسعادة، وهذا ليس صحيحا ، فحتى الاهتمام الزائد والحب الزائد قد يفقد معناه ويتحول الى اختناق .. لذا احرص على ضبط مسافاتك مع من تحب .... لتبقى محافظ على قيمتك ومكانتك على الاقل في نظر نفسك ..
إدارة المسافات فن يجب علينا تفهمه واتقانه... لا تقترب كثيرا فتمل ، ولا تبتعد وتبرد عواطفك...
لكي يبقى الجميل في عينيك جميلا، لا تقترب منه كثيرا.. البعض أجمل من بعيد، فحافظ على المسافة بينك وبينه

⁦❤️⁩ قلبٌ من نار 🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن