7

313 29 65
                                    

"بااااا اب، اباااا بااابااه"

وسعوا جميعًا أعنيهم بصدمة ناظرين للطفلة التي تعبث بوجه يونقي المتصنم و شعره النعناعي بينما تستمر بنطق بابا لأول مرة

تجمد الشاحب مكانه ناظرًا للفراغ بعدم تصديق دون أن يتحرك جسده قيد أنملة عدا عن بعض الدموع التي تُذرف رغمًا عنه ليهمس بشرود

"هل هي حقًّا نطقت ما سمعت أم أنني جننت حقًّا بسبب هذا العالم؟"

نطقت جايونغ بصوت مختنق

"لا، لم تُجن يونقي، هي حقًّا تنطق بها."

عض الشاحب سفليته بعنف حين راوده نبض عنيف و دفء غريب ليعاود دفن رأسه أعمق بمعدة الطفلة التي عبست و بدأت بالبكاء بصوت متوسط مرددة بابا كون والدها لا ينظر إليها بل يخبئ وجهه عنها

ابتلع الشاحب غصته و بكاءه ليرفع رأسه مبتسما من بين دموعه

"أجل يا روح أبا و حياته؟"

صمتت الطفلة لتبتسم باتساع حين رأت وجه والدها أخيرًا لتمد يديها إليه ليفهم فورًا أنها تريده أن يحملها بحضنه ملصقًا إياها لصدره الدافئ ففعل لتدفن وجهها بصدرها بينما تردد أبا حتى غفت بأحضانه من كمية الدفء و الحنان التي تلقتها منه

جلس أرضا بينما يعانقها أكثر إليه متكورًا على نفسه يريد امداد نفسه بالطاقة لتحمل باقي المصائب و مواجهتها. في الجانب الآخر كانت جايونغ قد مدت كفها من بين القضبان مكوبة وجنة الغرابي اليمنى بحزن يتبادلان نظراتٍ حزينة

أمسك الغرابي كف يدها ليقبل باطنها قبلة عميقة مطولة ثم فعل المثل لظاهرها، أخيرًا شابك أصابعهما معًا ليلصق ظهر يدها على وجنته ناظِرًا لعينيها اللتان أصبحتا تذرفان الدموع رغمًا عنها

همست بضعف و ألم

"آسفة"

عبس الغرابي لينطق محاوِلًا إبهاجها

"انظروا لهذه البدينة الخرقاء كيف تعتذر على أمر لا دخل لها فيه"

ردت من بين دموعها متصنعة الابتسامة بصوت مرتجف

"انظروا من يدعوني بالبدينة الخرقاء! الفقمة الجاهلة التي لا تفقه شيئًا عدا الغناء و الرياضة! مغفل!"

صدح صوت خطوات متسارعة ليأتي ذلك الشرطي اللطيف ناطقًا بتوتر

"اللعين قادم و قد انتهت الربع ساعة و زيادة عليها دقيقتان!"

رصيف الملائكة الحزينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن