24

262 21 153
                                    

2016/1/12
الـ12:05 منتصف الليل
سيئول

"هيونغ توقف عن شرب الكحول وتدخين السجائر!"

تجاهله الشاحب الذي يدخن سجارته السابعة عشر لهذا اليوم. كلما اقترب موعد الزفاف كل ما ازدادت حالة يونقي سوءًا. بقي أسبوعان و حالته من سيئ لأسوأ.

لم يخبر الصحافة عن الأمر حتى الآن. هم يعلمون بشأن الخِطبة التي فعلت بلبلة كبيرة بالطبع لكن هذا لا يهم يونقي في شيء.

...........

الـ4:08 صباحًا

كان الشاحب يتقلب بنومه منزعجًا بسبب ما يحلم به..

إنه يحلم بيوم الزفاف. هو ميت منطفئ لونه باهت...هو باللونين الأبيض و الأسود و الجميع من حوله سعيد و ملون و كل شيء مزركش و بهيج و التبريكات و التهاني تنهار عليه من كل مكان...لم يهنئونه؟ أيهنئونه لتعاسته؟ أتعاسته تجعلهم سعيدين لهذه الدرجة..؟

بدأت حواسه تنطفئ ليزداد لوناه الأسود و الأبيض الشاذ بين باقي الملونين المشعين. بدأت أصوات الجميع تختفي..هم يتحدثون و يصرخون لكنه لا يسمع حرفًا واحدًا...البرودة بدأت تغلفه و بدأ يفقد بصره شيئًا فشيئًا

فجأة وسط ذبوله اقتحم برده و ظلامه دفئ محبب و مألوف ليبدأ البرد بالتلاشي و يحل محله الدفئ ثم شيئًا فشيئًا عادت حاسة نظره ليرى طيفها الذي يعرفه جيدًا مبتسمًا له بدفء بينما تتحرك شفتاها بشيء لم يفهمه كونه لا يسمع ليبتسم مرغمًا بسعادة هو سعيد لأنها هنا!  لتعود له حاسة السمع كذلك ببطء ليشعر بالتلهف لسماع ما تقول لكن ما قالت جعله ينتفض و يرتعد حيث كانت تقول

"عش سعيدًا يونقي جئت لأودعك وداعي الأخير و للأبد. سأراقبك دومًا و أكون بجوارك للأبد لكن لن تراني مجددًا"

طار جسدها و كأنه شبح لتقترب من يونقي و جسدها يطفو للأعلى لتكوب وجنتيه الشاحبتين طابعة قبلة على شفتيه و تنزلق دمعة من عينها ساقطة على وجنته لتتلاشى بعدها كأنها العدم. تلفت برعب حين اختفت محاولًا البحث عنها

"يونقي؟ ماذا تفعل؟ عمن تبحث؟"

"هوسوك أين اختفت سومين!!"

بهتت ملامح هوسوك الذي اقترب بغضب عارم لاكمًا الشاحب بعنف ليسقط أرضًا

"لقد رحلت هي و الطفلة بسببك!! لقد ماتتا!!! كانت سومين شاردة بك و بموعد زفافك اللعين الذي يقترب لتغفل عن سويونغ التي افتكت من يدها و قطعت الشارع لتدهسها سيارة و تموت!! لم تتحمل سومين الصدمة خصوصًا مع إرهاقها النفسي من كل ما يحصل و تأنيب ضميرها الذي يقول لها أنها هي من قتلت الطفلة بإهمالها لتصاب بجلطة و تموت هي الأخرى مع الطفلة و كللله بسبببكك! أنتتت!! أنت قتلتهما!!!!"

رصيف الملائكة الحزينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن