ابتلعت ريقها بصعوبة هامسة بقلق و خوف: يـ...يونقي...
لكنه لم ينظر إليها و لم يلتفت أساسا ولم يقم بأية ردة فعل حتى.
"أرجوك يونقي، أنت لا تُصدِّق ما يُعرض صحيح؟ إن الصحافة دومًا يسعون لتشويه الحقائق و اختلاق الفضائح من اللاشيء، أقسم لك أقسم لم يقبلني أو ما شابه كما يلمحون بهذه الصور المأخوذة من زاوية خاطئة بشكل متعمد و ليس موعدًا سريًّا كما يقولون أيضًا، كل مافي الأمر أنني احتجت يومًا كاملًا أستمتع فيه بعيدًا عن كل من أعرفهم و هو لاحظ ذلك فقام بالخروج معي للتغير من مزاجي لا أكثر!!"
سمعها يونقي لينهض حينما انتهت و يخرج من غرفة الزيارة طالبا الشرطي أن يعيده لزنزانته بصوت خافت جدًا و وجه متحجر متجمد خالِ المشاعر تحت بكاء سومين الصامت و دفنها لوجهها بظهر ابنتها بعد مغادرته
لكنها رفعت رأسها حينما سمعت صوت الباب يُفتح لترى الشاحب قد عاد بوجهه الشاحب و الجامد و ملابس السجن الزرقاء الداكنة بالرقم المنقوش ناحية أيسر صدره لكنه لا ينظر إليها أبدًا و هذا ما آلم قلبها
نطق هامِسًا بصوتٍ جامد: انتبهي لنفسك و للطفلة فالجو يصبح أبرد أكثر
ثم أنهى جملته و انسحب مغادرًا مع الشرطي الذي أغلق الباب مجددًا لتعض شفتيها بعنف كاتمة بكاءها خارجة من مركز الشرطة بعدما ألبست طفلتها العديد من اللفات و الشيء الأشبه بالبطانية المغلقة بالسحاب ثم خرجت للخارج شاعرة بالتعب و الإرهاق الجسدي و النفسي من المصائب التي تنكب عليها واحدة تلو الأخرى
"لا بأس سومين. أنتِ تعرفين أنه شخصٌ متفهم جدا. صحيح أنه غيور كثيرًا لكنه من النوع الذي يثق بك كثيرًا و غضبه ذاك كان بسبب غيرته الشديدة جدا و هو يحتاج وقتًا كي يهدئ أعصابه فيه. انظري رغم غضبه إلا أنه كان قلقًا عليك و على سويونغ الصغيرة و طلب مني أن نتدفأ جيدًا رغم غضبه العارم. إنه ليس شخصًا سيئًا و هو بالتأكيد يثق بي كما دومًا لذا اهدأي فقط ولا تبكِ"
هدأت نفسها بكلماتها الواقعية و المنطقية لتمسح دموعها الباردة و ترسم ابتسامة على وجهها بينما تقرب الطفلة الباكية لأحضانها أكثر مدفئة إياها قدر الإمكان لتستقل سيارة أجرة و تعود للمنزل
دخلت المنزل بابتسامتها المعهودة لتجد هانو و جيمين يتقاتلان على أسخف الأمور كالعادة هي ببنطال أزرق من الجنز و بلوڤر زهري بكتابة بيضاء كبيرة على الصدر بالإنجليزية تعني 'أحبك' بشعر مربوط للخلف و هو ببنطال أسود و بلوڤر مقسم لمستطيلات مقسمة بالنصف لمثلثات نصفها أسود و نصفها رمادي يرتديه فوق قميص أسود صوفي برقبة طويلة بشعرٍ منسدل
أنت تقرأ
رصيف الملائكة الحزينة
Romance"لا تكن سخيفًا يونقي، أنت تعلم أكثر من أي أحدٍ آخر أنني الوحيدة التي استطاعت عبور أسوار قلبك الشائكة. أوتظن أنني كنت سأستطيع العبور لهناك حقًا لو كنت بهذه السطحية سيد مين يونقي؟ مغفل!" ... "ما أنتِ سومين؟ قطعة من رحمة؟ أم الرحمة بذاتها؟ ألا يكفيك هل...