Special Part

130 7 79
                                    

عاصمة كوريا الجنوبية سول
27/Dec./2011
بأحد المقاهي البسيطة والدافئة
الـ10:36 مساءً

كان الشاحب جالسا على أحد الكراسي الملاصقة للنافذة يراقب تساقط نُدَف الثلج متكئا برأسه على كف يده مرتديُا بنطالًا بنيا وكنزة صوف برقبة عالية بلون أبيض وفوقها معطف أسود، مرتديا نظارة بعدسات مربعة وإطاراتٍ سوداء بشعر أسود حالك.

"هيونق لقد قالوا بأن طلبنا سيجهز خلال عشر دقائق"

أتى شابٌ صغير بوجهٍ متحمس وابتسامة لطيفة ليجلس مقابل الشاحب وعلى ما يبدو فقد أتى للتو من أمام طاولة الحساب بعد أن قام بطلب ما أراداه...أجل لا يوجد نادل لتسجيل الطلبات فهو مقهى بسيط جدا ليتحمل تكلفة توظيف نادل. تذهب بنفسك لتطلب ما تريد وحين ينتهي طلبك سيتم المناداة على رقم طاولتك لتأتي وتستلمه من على طاولة الحساب.

"حسنًا"

كلمة واحدة نطق بها الشاحب دون أن يزيح عيناه عن نُدف الثلج بينما جلس الأصغر على هاتفه يتصفح به.

"جونقكوك"

"همم"

نطق الأصغر بهمهمة خافتة دون أن يرفع رأسه عن الهاتف.

"هل تعرف شعور أن تكون مدفونًا تحت أطنانٍ من الثلج الأسود؟"

رفع رأسه عن هاتفه باستغراب ناظرًا للشاحب رافعًا أحد حاجبيه ناطقًا بغباء

"هاه؟"

"لا شيء"

"هيونق أأنت بخير؟ اصدقني القول!"

"أجل لا عليك، فقط بضع كلماتٍ لأسطر أغنية تراودني"

"أوه! حمدًا لله..لقد أخفتني بسؤالك الغريب"

........

وصلت سومين للموقع الذي تم إرساله لهاتفها من أحد أتباع مين هوانغ مخبرًا إياها بموقع يونقي الحالي. تنهدت بتردد وخوف وتوتر شديدين لتقف مطولًا بالخارج وعيناها توضح للناظر لها أنها شردت بعيدا جدا وليست بالواقع.

هي لا تريد...لا تريد سلب قلب أحدهم كذبا وخداعا...لا تُريد أذية أحد...قلبها أرق من أن تفعل ذلك فهي لم تؤذِ أي مخلوق بحياتها كلها ولن تستطيع أن تفعل. كان الشاحب قد تنبه على وقوف تلك الفتاة الغريبة بالفعل في الخارج منذ وقتٍ طويل.

خصلات شعرها السوداء الطويلة، بنطالها الأسود وكنزتها الصوفية الزهرية الفاتحة ومعطفها الأبيض ووشاحها المخطط بالمربعات بين الألوان الثلاثة: الأسود، الأبيض، والزهري بشكل متلائم جدا ومع حقيبتها السوداء الأنيقة وحذائها الرياضي الأسود والأبيض وتعابيرها الشاردة بالفراغ منذ ربع ساعة بهذا البرد القارس وقد احمر أنفها ووجنتاها بالفعل وبعض ندف الثلج البسيطة وجدت طريقها لتتجمع على كتفيها ورأسها مانحين إياها منظرًا ألطف.

رصيف الملائكة الحزينة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن