عودة شبح الماضي

40.7K 654 17
                                    

قاربت الساعه الثامنه مساءً حين تقدمت امرأة في الستين من عمرها تحمل أطباق الطعام وتضعها علي الطاوله.. وقفت بجانبها وهي تنظر إليها برضا فهي كانت تحمل شتى أنواع الطعام من حساء الفطر وشرائح اللحم المشوي والشوربا الساخنه والسلطه والارز وعصير التوت الطازج ... برغم من أن غرفه المعيشه صغيرة إلا أنها جميله ببساطتها والنار المشتعله في الموقت تنشر الدفء في المكان وكانت تمتلئ بالسعادة والحب..

جلست تلك المرأة علي الكرسي لتبتسم وهي تنادي علي أحدهم :-
"داانه دانه.. صغيرتي هياا فالعشاء جاهز"
وما هي إلا لحظات حتي خرجت من إحدى الغرف فتاة في ربيع عمرها رائعة الجمال حسنه الطله تمتلك بشرة بيضاء نقيه، وعيناها الرماديه. وشعرها الأسود الطويل، ووجنتيها الورديه و التي تقتلها فتنه تلك الغمازات الظاهره، تقدمت تلك الفتاة وهي ترتدي كنزه صوفيه واسعه وسروال من الجينز الضيق توقفت وهي تقبل تلك المرأة قائله بصوتها العذب :-
"جدتي انتي لم تنسي اي شيء احبه كالعادة"
تكلمت الجده بعد أن جلست دانه بجانبها وهي تسكب لها بعض الحساء الساخن :-
" وكالعادة أأمل ان تنهي وجبتكِ فأنتي نحيله جداً.. حين كنت في عمركِ......"
قاطعتها دانه وهي تأكل القليل من السلطه
"أوة.. جدتي الن ننتهي بعد.. أقسم أنني هكذا فلا دخل الطعام بمظهري.
توقت عن الكلام وهي تتذكر شي ثم اغلقت نصف عين ثم أكملت بنظرات مشككه لجدتها وهي تضع المعلقه جانبآ.. وتتحدث بنبرة تجوبها المكر :-
"ألم اقل لكِ أن تجعليني أساعدك في صنع الطعام.. صحيح انني لا أتقن هذا كثيرا ولكني سأحاول"
ابتسمت الجده لها وهي تنظر إلى عيناها بعطف
"لا عليكي صغيرتي انتي ما زلتي في السابعه عشر من عمرك، عليكِ ان تحافظي علي دراستكِ وان تنسي هذا الموضوع..... ضحكت لتكمل حديثها مازحه..... انا مازلت صغيرة أشعر بالنشاط في كل يوم ان كنت في الثانية والستون فهذا لا يعني أنني عجوز.. أكملت وهي تضع يديها فوق يد دانه.. أريد أن يكون لمستقبلك شأن عظيم "
تنهدت دانه وهي تزيح شعرها من علي عينها
" حسناً جدتي ولكن هذا لا يمنع بأن أنظف الطاوله بعد العشاء يا سيده فاتن... "
ظلت فاتن ودانه يتحدثون بمرح وحين انتهين من العشاء قامت دانه بتنظيف الطاولة بعد أن اقنعتها بصعوبه شديده..
وفي  النهايه جلست دانه وجدتها علي الشرفه يرتشفن القهوه.. وضعت دانه الفنجان من يديها وهي تنظر بتساؤل علي جدتها :-
" كيف لرجل لا يأتي إلي مدينتنا كثيرآ أن يمتلك هذه المساحات الشاسعه من الاراضي التي حولنا، فهو يمتلك كل شيء...... مزرعتنا الوحيده التي ليست ضمن أملاكه وهذا أفضل ما في الموضوع - اكملت بصوت منخفض اكثر - أنا ابغضه كثيرا"
قاطعها صوت ضحكت جدتها وهي تقول بصوت يشوبه التوتر :-
" انتي لم تريه حتي تكني له كل هذا.. لآ تحكمي عليه هكذا يا دانه فأنتي لم تقابليه حتى... "تحدثت دانه بدفاعيه..
" لم اقصد جدتي.. ولكنه مغرور حقآ  كيف له أن يدير هذه الشركات والمزارع وهو في الخارج... "
تنهدت فاتن وكأنها تحاول أبعاد شئ من الماضي قائله :-
"السيد كمال باشا رجل ليس كأي رجل. صحيح انه احيانا ترينه بلا قلب وبلا رحمه.. إلا أنه عانه كثيرآ في ماضيه... لم يستطع اي رجل إلي الان ان يقف في وجهه فهو الأول في كل شيء، - ضحكت وكأنها تحاول أن تمحي شيء من الحزن - أتصدقين ان أخبرتكِ أنه تولى أسطول شركات العزيز وهو في نفس عمرك... "
توقفت عن الكلام وكأنها تذكرت شئ يؤلمها.. وحين وضعت دانه يديها علي زراع جدتها بقلق التفتت إليها وهي تضحك :-
" إلا أنه رجل طيب فالقد ساعدني كثيراً. "
تناولت دانه قطعه من الكيك متسأله :-
" كيف! ؟"
فاتن:-
" قبل وفاة والدتك.. كنت في ضائقه ماديه فالقد راهن جدك علي مزرعتنا.. وحين توفي، حضر ذلك الرجل وطالب بأمواله أو أخذ المزرعة.. لم أشاء ان اخسرها. فلم أجد طريق أمامي إلا أن الجئ إلي السيد كمال عزيز باشا لم يبخل على في ذلك الوقت وسد الدين....."
قاطعتها دانه وهي تضحك بصدمه قائله :-
" لم أكن أعلم هذا.. صحيح أنني هنا منذ ثلاث سنوات إلا إنكِ لم تخبريني بهذا.. اوة جدتي لقد ظلمته أنه رجل طيب لقد قابل ان يساعدكِ.. تعلمين يا جدتي مدي تعلقي بهذه المزرعة حمدآ لله على هذا "
فاتن:-
" أجل وأنا أيضا  متعلقه بها..."
أخرجت هذه الكلمات وهي في عالم آخر يملاءة الحزن.. افقت علي صوت دانه حين حدثتها قائله :-
" جدتي ماذا بكِ؟ هل انتي بخير؟ أم إنكِ تخفي عني شيء؟! "
ضحكت فاتن وهي تضع يديها المرتجفه التي اكتساها التجاعيد على وجه دانه قائله :-
" أيتها الشقيه.. أصبحتي تتحدثين كثيراً.... ما عليكِ الأن سوا ان تذهبي إلي النوم. لأنني تعبت وأريد أن ارتاح الآن"
ابتسمت دانه  وقبل ان تذهب قبلت جبين جدتها قائله بمرح :-
" حسناً حسناً لا تنزعجي سوف أذهب تصبحي على خير خدتي"
ما أن ذهبت حتي تبدلت ملامح وجهها إلي الحزن والألم محدثة نفسها :-
" ماذا أخبركِ صغيرتي.. هااا؟! انا حقآ أسفه... - سقطت دمعه لتمسحها بسرعه -.. أنا لا أستحق هذه الابتسامة الجميله فأنا لم احافظ على حلم طفولتكِ صغيرتي "
قامت بضعف لتغلق الانوار وتذهب.......
تدق الساعه الخامسه صباحاً لتعلن عن هبوط الطائرة التي تخص( العزيز) لينتشر طاقم الحراسه في المكان لتأمين سيدهم من مكر منافسيه. رغم هذا فهو لا يحتاج إلي أي حمايه... حين نزل من الطائرة برجولته الطاغية وجاذبيته الصارخه وعضلات صدره التي ترتفع وتهبط من نفسه القوي...... شعره الأسود الفحمي الذي يمتزج به خصلات من الشعر الرمادي من ما تعطيه رونق من الجمال والوقار والجاذبيه.. وذقنه المرسومه بدقه على فكيه ونظراته الحاده مثل الصقر لتعطي لو عينيه الرمادية رونقآ من الجمال...  هرول أحد رجاله والعرق يتصبب من شدة الخوف لم يعطيه العزيز اي أهميه.. فقد كان يسير بخطواته المتزنه والقويه.. تكلم ذلك الرجل بعض الكلمات المبعثرة من شدة خوفه :-
"س  سي  سيدي ا أن ... إن السيد خالد ينتظر ردك علي الاتفاقيه التي يريد أن يعقدها معك م منذ ثلاثه أشهر......."
تحدث بسرعه في آخر كلامه حين شعر بأنزعاج سيده وقبل أن يصعد سيده إلي أحد سياراته الكبيره والمصفحه... خرج صوته القوي الذي يدب الرعب في قلب كل من سمعه :-
" أرفض..... "
خرج رفضه بكل سهوله ليدمر كل من حوله من منافسيه من جديد..... .






♥️♥️
#أدمنتكِ_يا_صغيرة
#wessam

دانه؟
الجده فاتن؟
برأيكم شو هو السر؟
ظهور كمال عزيز ❤️❤️❤️؟
بنهاية أرجو دعمكم ليصلكم كل جديد 😉
دمتم بخير 💕💕

أقبل اي نقد 😍🙃✋
👍👍

أدمنتكٍ يا صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن