أفتقــــــــــاد

12.9K 291 25
                                    

الُِوُجٍعٍ هـوُ ان يخـتنقٌ قٌلُِبَك وُلُِا تستطُيعٍ الُِصرٍاخ..
                    ................................
فَرٍحٍتٌيَ لُآ تٌدِۆمِ ...دِآئمِآ أجٍدِ مِنْ يَقتٌلُ فَرٍحٍتٌيَ
                                                ......
المكان مظلم  .  بـــــــاردٍ جـــــــداً  .  هدوء مخيف
يسيطر علي المكان....
خطوات واثقه متزنه  تسير  في الممر ليقترب صوتها
إلي أن توقفت أمام الباب  لحظات فقط لينفتح
البـــــــاب..
لم يتقدم.. من أقتحم الغرفه هكذا  .
و لم تلتفت لتُشاهد من....
هي تعلم  و هو يعلم أنها تعلم
بحضوره  ،   و لكنها تأبه الخروج من عالمها
ليكسر هذا الصمت المخيف نسمه من الهواء البارد
ليميل شعرها الأسود للأمام أكثر
وتسري قشعريره في سائر جسدها و ببطئ حركت
يديها الصغيره  في  محاوله منها لتناول وشاحها
لتشعر بشيء دافئ تفوح منه رائحة سجائر مميزه
مختلطه برائحة عطر فواحه
....
ألن يمل؟! لماذا يُلاحقني؟! لماذا يحاول كسر هذا
الحاجز  الذي أضعه بيني وبينه؟!
لماذا حين أميل أجده  أمامي؟!
أنه ذنبي أنا و ليس هو....
أيعقل أن يكون هو السبب!!
أجل هوو هو من جعلها تبتعد عني....
.....
هذا ما فكرت به قبل أن تصرخ بقوه مبعده سترته
عنها..
لم يبتعد بل ظل في مكانه يناظرها بعينيه المظلمتين
و كأنها تنطق بمعاني أخرى
يراقب كل تفاصيلها و كل زفير وشهيق يتعلق بها
...
"أبتعد عني.. أبتعد عني.. ألا تفهم.. لا أريد قربك
أنت السبب أجل أنت السبب...."
أنهت حديثها و هي تنظر يمينها ويسارها وكأنها
تبحث عن شيء..
وحين لم تجد مرادها انقضت عليه بكامل قوتها
المتبقية

...
تظن أنها تقوم بألحاق الضرر به بتلك اليدين
الصغيره...
وحين ترقرقت الدموع في عينيها أنزلت زراعيها
قائله بصوت مختنق و بالكاد يسمع:-
"لماذا... لماذا ظهرت في حياتي فجأة؟؟
لماذا أقتحمتها بهذه الطريقه؟!
لقد دمرتني
....
صمتت وهي تُنزل رأسها لتميل خصلات شعرها
وتتساقط علي وجهها مخفيه تلك القطرات
الساخنه
التي تتساقط بغزاره من تلك العيون الجميله التي
أرهقتها الحياة
.......
صمت.....الصمت هو من سيطر علي المكان
مع أنفاس مرهقه وتنهيدات حارقه...
...
......
"....لا تبكي.. كفااااا"
ثلاث كلمات خرجت ببرود مُثلج..
كان لحنها عكس ذلك الإيقاع الصادر من ذاك
القلب..
أبتعد عنها قليلا فقط بعض أنشاءات ممسك بزراعيها
يحسها علي الاستلاقاء..
و كأن الحياة فرغت منها.. فقط تراقب في صمت
وكأنها تنتظر القادم...
ملامحه جاااامده تخفي الكثير والكثير من المشاعر
لا يستطع أحد ان يقتحمها لمعرفه هويتها.
أبتعد عنها قليلا.. قائلاً..بصوته الرخيم..:-
"أرتاحي الآن ولا تفكري في اي شيء..
سيكون كل شيء علي ما يرام"
قبل أن يبتعد..ومن دون سابق أنذار أمسكت بيديه
كانت بارده مما سبب قشعاريره في ثائر جسدها
لم يتحرك من مكانه..
بل ظل متجمد في مكانه..بلعت ما تبقى من ريقها
قائله بضعف مسيطر عليها...
"أفتقدك...أبقى معي قليلا فقط..."
كان صوتها يرتجف وهو يخرج هذه الكلمات و كأنها
رجائها الأخير...
.......
........
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدمت بخطوات واثقة وما أن لمحها ذلك الرجل...
( كان يبدوا في عقده الخامس يحمل من الملامح
القوه والمكر...
يملأ الشيب رأسه...)
أبتسم بشوق لتلك القادمه وهو يضع تلك السجاره
الفاخرة أمامه...و ما أن جلست امامه..حتي بادرها بالسؤال:-
" كيف حال أجمل الجميلات..؟!..
لقت أشتقت إلي ذلك الوجه الجميل..."
رفعت تلك الشقراء شعرها و وضعته علي كتفها بأهمال..
قائله.. بشيء من الملل:-
"لست بخير.. لست بخير يا أبي.."
أعتدل في جلسته و هو يكسوه بعض من القلق..
"ولماذا لستي بخير؟! هل هناك ما أزعجكِ يا صغيرتي 
أخبريني فقط يا مرام"
نظرت إليه بضعف و كأنها تعلن مدى ضعفها في هذه
الحظه..
لتقوم فجأة من مكانها وتجلس بجانب والدها..
في محاوله منها لأخراج ما بها من ضعف عن طريق
تلك الدموع البارده......
" لقد مللت و تعبت كثيراً يا أبي..
(وضعت يدها علي مكان قلبها)
أنه يؤلمني كثيراً... أنا أحبه أحبه كثيراً لا بل أعشقه
لم يعد يهتم بي..
(أبتسمت من بين دموعها بضعف)
بل لم يعد يرغب بي كنت له بمثابة دميه جميله
يميل اليها وقت فراغه...
ولكني أحبه... وأريده بشده.."
حاول أبيها أن يسيطر علي أنفعلاته،،مقرباً أبنته
الي أحضانه  في محاوله منه لتهدأتها:-
"ششششششش كل شيء سيكون علي ما يرام
أعدكِ بذلك أهدئي فقط يا صغيرتي وأخبريني
بكل شيء..."
رفعت رأسها من علي صدره وعينها التي اكتست
اللون الاحمر من شدة البكاء..قائله بشيء من الصراخ
:-
"الم تستطع أن تستوعب بعد... كمال لم يعد يرغب
بي مثل السابق..
(رفعت كف يدها وهي تعد علي أصابعها)
لا يرد علي اتصالاتي..لا يريد رؤيتي... لا يريد أستقبالي في منزله أو حتي خارجه.. و حين أريد
أن أبحث خلفه أجد رأفت أمامي و ألف عائق وعائق
حتي أخباراً له علي أي موقع لا أرى..
وكأن الأرض أنشقت وأبتلعته.."
أبتسم أبيها أمام وجهها بشيء من المكر وهو يمسح
بأنامله دموعها:-
"هذا فقد تهدرين كل هذه الدموع الغاليه من أجل
هذا
الم اخبركِ قبل هذا أن أردتِ اي شيء فعليكِ بأخباري
الم أعدكِ أيضاً قبل هذا ان كمال لكِ.. أذن فهو لكي
"
أبتسمت وكأنها وجدت أملها الوحيد قائله:-
"و لكن يا أبي هناك عائق أمام طريقي"
ضمها إلي صدره مره أخرى و هو يمسح علي شعرها
مقاطعاً حديثها:-
" و هذا وعداً أخر لكِ...
سأمحي أي عائق يقف أمام طريقك يا عزيزتي "
رفعت رأسها و هي تضحك بمكر:-
"أياً كان هذا العائق أريدك أن تبعده عن طريقي وطريق كمال  
أو عن هذه الحياة... سيكون أفضل...."
أطلق ذلك الرجل ضحكته الماكره وكأنه يدعم ويفتخر
بحقد ومكر أبنته.........
......
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يغفر القلب جرحي مَن يداويه قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه كل الذي مات فينا كيف نحييه الشوق درب طويل عشت أسلكه
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه
ما زلتُ أعرف أن الشوق معصيتي والعشق والله ذنب لستُ أخفيه
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني كيف انقضى العيد وانقضت لياليه
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه
ما زال ثوب المنى بالضوء يخدعني قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه ولتسألي الليل هل نامت جوانحه
ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه
يا فارس العشق هل في الحب مغفرة حطّمتَ صرح الهوى والآن تبكيه الحب كالعمر يسري في جوانحنا حتى إذا ما مضى لا شيء يبقيه عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه
في كل يوم تُعيد الأمس في ملل
قد يبرأ الجرح والتذكار يحييه
إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه
ما زلتِ والله نبضاً حائراً فيه
أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي
يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه
ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي
لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة
قد ضل قلبي فقولي كيف أهديه

أدمنتكٍ يا صغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن