الدرس الثالث

178 19 3
                                    

الآداب المعنوية للصلاة ..

الدرس الثالث : من إفادات الشيخ النخوذكي "ره

قوله قدس سره: " إلا أن الوصول لهذا المقام يصبح ممكناً بعد مرور الدهور والمجاهدات الكثيرة وإقامة الصلوات المسنونة والبقاء عليها".

قد يصاب الإنسان بالإحباط واليأس عند قراءة هذا الكلام لظنه أنه قد يمضي فترة مريرة في جهاده مع نفسه.

بل إن الأمر قد أصبح خلاف ذلك في زمننا هذا، فالوصول إلى الله الآن صار أسرع من أي زمن مضى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "سيأتي قومٌ من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول الله، نحن كنا معك ببدر وأُحد وحنين، ونزل فينا القرآن، فقال: إنكم لو تحمّلوا لما حُمّلوا لم تصبروا صبرهم".

ولمزيد من التوضيح؛ سُئل الإمام الصادق عليه السلام: "العبادة مع الإمام منكم المستتر في السرّ في دولة الباطل أفضل؟ أم العبادة في ظهور الحقّ ودولته مع الإمام الظاهر منكم؟ فقال: يا عمار، الصدقة في السرّ والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل..".

الذي يتمكن من نفسه في هذا الزمن يطوي طريقه بسرعة ويصل لنعيم لا يخطر على قلب بشر، يقول الشيخ بهجت قدس سره "لو كان يعلم سلاطين العالم أن الإنسان في حال الصلاة على أي لذات يحصل، لما ذهبوا وراء الملذات المادية أبداً".

بالنسبة لـ"كيف يجاهد الإنسان نفسه في زمن مغريات كهذا؟" فإن المسألة مسألة علم وعمل، قال الإمام السجاد عليه السلام في حق أهل آخر الزمان "لأنّ الله - تعالى ذكره - أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة" فعندما يرى الإنسان كل هذه الفتن والمغريات وينزعج منها ويشد رحاله ليسير نحو الله فكم سيحتاج من مهارات ليتعلمها لأجل مجابهة هذه الفتن للوصول للراحة والإستقرار؟ حيث أن الفتن على أشدها الآن فهذا يعني قلع كل أهواء النفس، وكل ذلك يستغرق فترة سنوات قليلة بل لا عجب إن قيل سنة واحدة.

أول شرط هو احترام الناس وترك التفاخر والغرور وحب النفس، هذا هو المفتاح للوصول في هذا الزمن، وأن يتوكل المرء على الله ولا يغتر بنفسه، فالوصول كله بيد الله لا بيد الإنسان الناقص المحدود الجاهل، إذا فهم ذلك وأقر به تيسر أمامه الطريق

يتبع . .

الآداب المعنوية للصلاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن