الدرس الثالث عشر ٠٠٠

34 10 0
                                    

الأداب المعنوية للصلاة

الدرس الثالث عشر ٠٠٠

سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى "الذين هم عن صلاتهم ساهون": أهي وسوسة الشيطان؟ فقال عليه السلام: "لا، كلُّ أحد يصيبه هذا، ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلي في أول وقتها".

قد يكون السبب في جعل مواقيت محددة للصلاة هي لأجل أن يترك الإنسان أهوائه حين دخول وقت الصلاة، إذ أن ترك كل ما يشغل المرء عن صلاته مما يضعف الأهواء في النفس، فهو بين خيارين إما نفسه أو الله عز وجل فعندما يترك نفسه يزول التعلق بالهوى وتضعف جذور المعصية في القلب ليكسب القدرة على مجابهة نفسه.

يروى أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يترقب وقت الصلاة ظهراً فقال له ابن عباس "وهل هذا وقت الصلاة؟ إن عندنا لشغلاً بالقتال عن الصلاة" فأجابه الإمام عليه السلام قائلاً "على ما نقاتلهم؟ إنما نقاتلهم على الصلاة".

وقال النبي صلى الله عليه وآله: "ما من عبد اهتمَّ بمواقيت الصّلاة و مواضع الشمس، إلاّ ضمنتُ له الرَّوح عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنجاة من النار" لأن أحد مناشئ الحزن والذنوب هو غياب النظام فلا عجب إذا كان الإهتمام بأوقات الصلاة منجياً من الأحزان وسبباً في دخول الجنة، بل يوجد علل كثيرة غير هذه.

ينقل أيضاً أن السيد القاضي قدس سره قد قال "من صلى الصلاة في وقتها ولم يصل لمقامات عالية فليلعني" يقول آخرون بأنه قال "فليبصق في وجهي".

قال رسول الله صلى الله عليه وآله "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها" إقامة الصلاة بحدودها من موجبات حصول هذه النفحات، إن من شأن هذه النفحات فتح باب للخلاص من عذابات هذه الدنيا وهمومها.

"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ"؟

الآداب المعنوية للصلاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن