الآداب المعنوية للصلاة
الدرس الثامن عشر ٠٠٠
في صفة صلاة المعراج، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "....فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي وغشي علي فألهمت أن قلت سبحان ربي العظيم وبحمده لعظم ما رأيت فلما قلت ذلك تجلى الغشى عنى حتى قلتها سبعاً أُلهم ذلك، فرجعت إليّ نفسي كما كانت فمن أجل ذلك صار في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده. فقال: ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شيء ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي ويدي فأُلهمت أن قلت: سبحان ربي الأعلى وبحمده لعلو ما رأيت فقلتها سبعاً فرجعت إليّ نفسي، كلما قلت واحدة منها تجلى عني الغشى فقعدت، فصار السجود فيه سبحان ربي الأعلى وبحمده وصارت القعدة بين السجدتين استراحة من الشغى وعلو ما رأيت فألهمني ربي عز وجل وطالبتني نفسي أن أرفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلو فغشي علي فخررت لوجهي واستقبلت الأرض بوجهي ويدي وقلت: سبحان ربي الأعلى وبحمده فقلتها سبعاً ثم رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لأثني النظر في العلو فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة...".
إن أفعال الصلاة مستقاة من معاينات جبروتية كان قد وصل لها الرسول صلى الله عليه وآله هناك، فتطبيقها موجبٌ لحصول شيء من تلك التجليات، وفي مضمون كلام الإمام الخميني قدس سره أن التجليات التي تصل لها الروح في العالم الأعلى تظهر في البدن بالكيفية التي نصليها.
كلما اعتنى الإنسان بصلاته صارت قابليته لتلقي الفيوضات أعلى، أركان الصلاة هي لأجل تهيئة الإنسان للوصول للسجود، تكرار السجود والإطالة فيه في الصلاة وفي غير الصلاة قد يوصلك إلى حقيقة السجود يوماً، بل إن أغلى نعم الوجود في هذا السجود فلا تهمله.
قال الإمام علي عليه السلام: "لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سره أن يرفع رأسه من السجود".
قال سلمان المحمدي - رضوان الله تعالى عنه - "لولا السجود لله، ومجالسة قوم يتلفّظون طيب الكلام كما يتلفّظ طيب التمر، لتمنيّت الموت".