الأداب المعنوية للصلاة
الدرس الخامس عشر ٠٠٠
المطلوب من الإنسان من خلال الصلاة هو أن يكون في حالة قلبية واحدة، وهي حالة الميل والعشق لله عز وجل، يقول أحد تلاميذ الشيخ رجب علي الخياط -وكان قد رافقه حوالي ثلاثين سنة-: "يشهد الله أنني كنت أراه في الصلاة وكأنه عاشق يكلم معشوقه وهو ذائب في جماله".
ولا يمكن للإنسان أن يصل للخشوع والمحبة الدائمة إلا بإزالة المشاعر الأخرى التي تعتبر حجاباً يحجب قلب الإنسان من أن ينشغل بالله في صلاته، فكما هو معلوم أن للقلب جهة واحدة فقط.
كل مقدمات الصلاة؛ الوضوء والطهارة والصلاة في الوقت، كلها لأجل تهيئة القلب ليتمكن من خرق كل هذه المشاعر التي تشغل قلب الإنسان، إن وجود ذرة من الغضب في النفس كفيلة بجلب الأحقاد أثناء الصلاة، كما هو الحال فيما إذا كان في النفس شيء من الحرص فلا يركز في الصلاة بل يركز في المال.
فبعد تهييء المقدمات يجب أن يلتزم بشروط أخرى في الصلاة لأجل تسكين هذه الأحاسيس الظلمانية، يستحسن أن يأتي الإنسان للمسجد قبل وقت الصلاة بفترة لا تقل عن عشر دقائق ليتسنى له أن يخمد شيئاً من هذه النار عن طريق الإنشغال بالمستحبات أو فقط الصمت والجلوس في المسجد بلا شواغل.
قال الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال "ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساهٍ" التفكر هنا بمعنى التوجه لله في الصلاة.