الدرس الرابع عشر ٠٠٠

37 8 0
                                    

إلاداب المعنوية للصلاة

الدرس الرابع عشر ٠٠٠

جُعلَت الصلاة لأجل أن يكون العبد في حال صلاة أو لنقل "صلة" دائمة بالله عز وجل في كل شؤون حياته، وبالأخص في تعامله مع الناس.

كل الوجود في حال صلاة وتوجه لله عز وجل "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" فالتسبيح هو الميل، يعني أن يعتقد الإنسان بكمال شيء معين فيسعى له، ولكن ليس كل إنسان يصيب في هذا التسبيح، فهناك من هو متعلق بهواه فهو لا يصيب في تسبيحه، يجب أن يسبّح الله عز وجل.

كل الخلق مفطورون على هذا النسق؛ الميل والإستفاضة من الله عز وجل، وهذا هو معنى كلمة صمد حيث قيل في معناها "أن الله هو السيد المقصود في الحاجات" فالله كمال بحت لا يحتاج بل الخلق هم من يحتاجون إليه، يقول الإمام الباقر عليه السلام: "لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عزّ وجلّ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والدين والشرائع من الصمد".

ولا عجب إن كان كل العلم من كلمة صمد، فالتوحيد مبتنٍ على فهم الكيفية الصحيحة في الإرتباط بالله، وكل الخلق مرتبط به ويستمد منه، والواصل لله عز وجل هو من ينتبه لكون نفسه مرتبط بلطف الله وقائم بالله عز وجل.

كان العارف الشيخ رجب علي الخياط يقول لأحد تلاميذه: "يا فلان أتدري ما تقول في الركوع والسجود؟ وحينما تقول في التشهد: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هل تقول ذلك عن صدق؟ ألا توجد لديك أهواء نفسية؟! ألا تهتم بغير الله؟! ألا تُعنى بـ ءَأَرْبَابٌ مّتَفَرِّقُونَ؟".

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "بُنيت الصلاة على أربعة أسهم: سهمُ إسباغ الوضوء، وسهمٌ للركوع، وسهمٌ للسجود، وسهمٌ للخشوع".

وكل أفعال الصلاة إنما هي مقدمات للوصول للسجود الذي هو ذروة القرب بين العبد وربه، يجب أن يجتهد الإنسان ليصل لحقيقة السجود، وأي نعيم سينال حينها..

الآداب المعنوية للصلاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن