حزن

24 1 0
                                    

سيرافقك الحزن دائما، كطيف أمسك بيدك في حين غفلة ورفض الافلات منها. حين تمشي في الحدائق وتلمس الأزهار سيرافقك الحزن، حين تعد قهوتك الصباحية، حين تسمع موسيقى عابرة في مقهى أو خلال حفل فتهرع إلى ركن تأوي إليه لتبكي، سيرافقك حين تعجز عن النوم فتهيم في ممرات منزلك تجرجر وجودك البالي، وحين تلمح أشعة شمس برتقالية آلت إلى الغروب، سيرافق حرفك وصوتك ونظرة عينيك ودموعك التي ترفض أن تسيل إلا من قلبك، سيرافق لحظاتك مع أصدقاءك وكل الأوقات التي تظن فيها أنك شفيت وأنك تضحك. لن تضحك. لن تضحك والحزن إلى جانبك. لن تضحك والحزن جالس في حجرك وينام قرب وسادتك. لن تضحك وأنت تكتب هذه الكلمات، ولن تضحك حين تقرأها. إن كنت تقرأها فلأنك حزين. لا تنكر هذا. ولا تنكر أنك في لحظة ما أخطأت وتمنيت أن يرحل الحزن عنك. أخطأت، ها؟ كيف حال ليلك الطويل؟ وإحساسك أنك ثقل على كاهل "أصدقائك". أصدقاءك الذين ما عدت تستطيع أن تحكي لهم ما يدور في خلدك. كيف حالك؟ كيف حالك وأنت تحاول استعادة الأمل، حين تنظر إلى سماء الصيف الصافية لترحل إلى عالم بعيد. دعني لا أذكرك بسماء الشتاء المبلدة بالغيوم، فحزنك اليوم يكفي، ولا داعي أن أزيد طينتك بلة، أليس كذلك؟ يزين الحزن كل إنجازاتك، وفرحتك المكتومة. هل تصدق أن هذا حصل؟ هل تذكر منذ متى أمسك الحزن بيدك؟ أتذكر؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 27, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جُـــنُـون Madness حيث تعيش القصص. اكتشف الآن