شعر حر، حر جدا

8 0 0
                                    



في حيرتي كلام أبى أن يخرج
بين الأخوة والمحبة والصلح والإخلاص
في حيرتي دموع تنسكب دون توقف
فيها حرارة فيها عيون فيها نسل
في حيرتي أيام وسنوات صغيرة
سنوات مضت سنوات تمضي لا تزال
في حيرتي كبس وكتاب مقدس وطعام مر
وسماء ممتدة سوداء
أتساءل، يا من يسمعني، أتساءل
حتى في أذنيك الصاغيتين لدي شك
أتساءل والصمت يلفني ويقبلني، أتساءل
وأن الإجابة محالة، أعلم
ما عدت هي ولا هي عادت نفسي
ولكن قطرات المطر عن النافذة، لا تزاح
ما عدت أنا ولا هي عادت نفسي
لكن اللحن في البال لا يزال
ألحان ولدت على شفتي ودارت القلب
ثم دارت في الفضاء عالية خفاف
ألحان وموسيقى وابتسامات ودعوات
في الخفاء صعدت عاليا، في العتمة الغريبة
يلفني الصمت، تلفني العتمة، تلتهمني الحيرة
وفي هدوءي أجلس أراقب السقف وأنظر
أنتظر ألا يحصل شيء فالفراغ غدا جميلا
واللاشيء أضحى أرحم من مسيرة مخيفة
دقات قلبي لا تزال تنفجر وترتخي
ونسمات هواء تلفح وجهي بالخفاء
أرقام وهواجس تقابلني في إغماضة جفني
وابتسامتي تنتظرني في نهاية المطاف
أطفال يركضون ولهجات خلاف
وأرواح تولد من جديد تنير درب الحياة
وأنظر في تلك العينين، التي أجهلها
أبحث مجددا عن معنى الحياة
آه، كم بحثت وبحثت وليتني وجدت
وكم كنت عمياء عن إشارات لطاف
ليتني أعيش لأعرف دون عقاب
دون عتاب
ولا رصة أمعاء
ليتني أنام، أفيق، أقرأ وأجري ولا أدري
أي الأمنيات ستسكنني يوم الحساب
أخاف وأنسى وأغفل والحيرة ما زالت
تلتهم بقاياي
أأستمع أم أغفو على وسادتي
وإلى أين تذهب كل المعاني
ليت حروفي لا تتوقف فإنني
بينها أعيش وأحيا وألقا الجمال
ليتني وليتني ثم ليتني
والواقع أنني بين الأماني والخيال
أحيا وأموت وأنتقد وأغني
وأغني وأسترجع الذكريات
مفاهيم غادرتني على غفلة مني
وداعا أرجوك دون عتاب
ولا دمع ولا زجر ولا مقتبسات
أحبك أنا وطالما أحببت
مشاعر كثيرة لم تبادلني الحب
عجاب
أليست الفيزياء، والكيمياء، قوانين جذب 
بين أيونات وكواكب ومجرات
أم أن الكذب بين سطور الحقيقة يضحك بخبث
أم أن الحقيقة مغرورة لا تبان
ومن يدري ما نكون يوم الحساب
سآتي أنا، وأتيقن
أنه كان حقيقة، كان جواب
والعمى الذي أصابني، من يشفني؟
من يمسك بيدي أخيرا بعد عذاب
خذوني طفلة أرجعوني شابة
تفتن ناظرها تفتن الألقاب
خذوني ولا تذروني باكية
أكتب لمن لا يقرأ ولا يلام
أكتب لنفسي فيا نفسي انعمي
بحروف زخرف جميلة النقاب

جُـــنُـون Madness حيث تعيش القصص. اكتشف الآن