جُـــنُـون Madness

جذور تضرب ضربا

تمامًا هكذا أشعر.
جذور.
جذورنا تتعانق.
حتى قبل أن ألتقيه.
حتى قبل أن أحفظ صوته.
تواصل.
منذ التقت أعيننا
نشأت شبكات تواصل.
لم أرها يومًا
لكنها عذبتني ليالٍ.
أتساءل
من ذا المجهول على شرفتي،
من ذا الملاك
يحرسني ليلا؟
يتراءى لي صوت بعيد.
وأذوب في كلماته رغم الأنين.
عند صحوه وقبل نومه
وليلا طويل.
من ذا الذي سكبك في قلبي سكبًا
وحبًا؟
من ذا الذي يمسح دموعي عندما تهوي،
وينقذني من الغرق فيها
وبين الشموع؟
من ذا الذي يهدئ من روعي؟

في قلبي ألف ابتسامة لم تُهب.
هيا
تعال لنعش ليلا طويلا.
هيا
فلي حكايات لم تسمعها بعد،
ولي أغنيات ودندنات مخبأة
لك وحدك.
هيا تعال،
انظر إلى عيناي،
ودع الجذور تتشابك.
هيا تعال،
لي ألف حديث مكتوم،
وألف رواية
وخمسون قصيدة
وشعر الزمان.
هيا،
ما الحياة سوى لعب وسرور،
أتظن الحياة بدوني تُعاش؟
هيا،
صاحبني هذا الدرب الطويل،
قد مللت الانتظار ومللت السكوت.
قد أتيت فلا ترحل،
عدني ستبقى.
عدني
وإن بلغ كذبك كل الحدود.
عدني
ستحدثني عن أحلامك،
وستبقي على ضياع صوتك في الصباح،
وستمحو أسماء كل البشر
وتبقي على ثلاث حروف،
هي اسمي.
عدني وإن كذبت،
فالوعد جميل شغوف.