- إنها حفلة رائعة يا عزيزتي!
تساءلت لوسي عمن يكون هذا الرجل الذي يبتسم كالبوم ويلقي كلماته بغير وضوح , وتعجبت من قد يكون , ربما صديق لجولي, فهي بالتأكيد لا تعرفه .
وابتسمت له ابتسامة لا مبالية وقالت :
- شكراً لك.
وحاولت ان تتجاوزه لتسير في طريقها الى المطبخ, وهي تقول لنفسها: إنها ليست حفلة رائعة .. بل هي حقيرة , ولقد مللت منها, واتمنى ان يذهب الجميع!" وادهشها تفكيرها .. فهي فتاة تعرف كيف تتمتع بحياتها , ولا تحتاج الى اكثر من بضع ساعات للنوم , ومع ذلك تبقى على نشاطها .ريحانة
وامسك الرجل بذراعها , وعلى وجهه الكآبة:
- اين انت ذاهبة؟
وحاولت ان تتخلص منه, ولكنه تمسك بها , فأبقت صوتها بارداً وهي تجيب :
- ساحضر بعض الثلج.
كانت قد التقت مرة في إحدى الحفلات بشخص سمج مثله, واضطرت لتتخلص منه ان تصفعه, لتكتشف من جيرمان انه زبون مهم, ولأنها قد افقدت شركة هارولد بانهارد عقداً كانوا بأمس الحاجة اليه , ومنذ ذلك الوقت تعلمت ان تتعامل مع هذه الأمور بمرونة, وكما قال لها جيرمان , فهذا جزء من علمها.
وتابع الرجل :
- لا تتركيني.. فقد كنت احاول الانفراد بك طوال السهرة.
وشكت بهذا القول, فالحقيقة على الأرجح , انه لاحظ تسللها من الغرفة وتبعها مجرباً حظه , وهاهو الآن يسد لها طريقها الى المطبخ ويضايقها , وتنهدت بصمت , وفي نفس اللحظة رن جرس الباب وهذا ما انقذها , وفتحت الباب وهي تبتسم , ولكن الرجل الواقف على عتبة لم يرد على ابتسامتها , بل في الواقع كان التعبير على وجهه تعبير احتقار, وهذا كان امراً غريباً نظراً الى انه غريب تماماً.
وتساءلت لوسي عما إذا كان جاراً جديداً جاء ليحتج على الإزعاج بسبب الحفلة, او انه ممن يقتحمون الحفلات آملين بالتسلية .
- آنسة بانهارد؟
واستمرت بالابتسام وهي ترد عليه.
- نعم؟
- ربما نستطيع ان نتحدث على انفراد, والأفضل بعيداً عن هذه الضوضاء.
ومن انت ؟ من الشرطة , ام مساعد مأمور , أم من مصلحة الضرائب ؟ فكائنا من تكون اعتقد انك اخطأت العنوان.ريحانة
وهز رأسه , وعيناه الرماديتان الغامقتان تطوفان عليها , تتفحصان كل تفاصيل ثوبها الأسود الفاخر.
- لا اظن انني مخطئ.
وصدرت اصوات ضحكات من غرفة الجلوس , وأبعد نظره الى الباب نصف المغلق, وهو يلوي فمه , وأضاف:
- وكيف سيظهر هذا في حسابات هارولد بانهارد في النهاية ؟ الترفيه عن الزبائن ؟
- يا إلهي! يبدو انك فعلاً من مصلحة الضرائب! دع عنك المزاح, هل تمانع ان تقول لي من أنت وماذا تريد؟
- على انفراد .. نعم .. ربما هنا..
وتجاوزها ليفتح احد الابواب , فقالت لوسي ساخطة:
- وربما لا , فهذه غرفة نومي.ريحانة
- وفري عليّ الاحتجاج والتظاهر بالخجل آنسة بانهارد , فهي لا تناسب ثيابك , اؤكد لك انني لست في حالة تسمح لي بقبولها , وحتى لو كنت , فأنت تبالغين في تقدير سحرك .
وانحبست انفاسها في حنجرتها, فقالت ببطء:
- انا ... اظن انك تهينني , هل تخرج حالاً, أم استدعي من يرميك الى الخارج!
- يجب عليك إذا ان ترميني الى الخارج , وقبل ان تفعلي عليّ ان اقول لك ان جدك مريض ونقل الى المستشفى بعد ظهر هذا اليوم , وهو يسأل عنك, ومن غير المتوقع ان يعيش .
- بعد الظهر؟ ولكن لماذا لم يتصل بي احد.. لماذا لم أُبلغ قبل هذا الوقت؟
- كان ممكناً ان تبلغي لو انك لم تكوني مشغولة بضيوفك, او لو أنك تركتي سماعة الهاتف مكانها , لقد كنت احاول الاتصال بك منذ ساعات عدة, وفي النهاية قررت انه من الاسهل ان اجيء شخصياً لأقابلك.

أنت تقرأ
زهرة الرماد _ آن ميثر
Romantizmالملخص " هل هكذا يأتي الحب ؟.. كانت تتوقع دائماً ان تشعر به ينمو رغم إرادتها , ولكن لم يحذرها احد انه يمكن ان يزهر في داخلها بهذه السرعة " ولكن مهما كلف الأمر يجب ان لا يعرف مارك ايفانز حقيقة مشاعرها نحوه, فكل مايريده هو الاستيلاء على شركة جدها و إب...