الفصل التاسع عشر

3.7K 43 1
                                    

الفصل التاسع عشر
رواية:انين القلب وصوت العقل
بقلم:سهيلة خليل
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
التهمها الخوف ودب اوصالها من وجود فار يتسلل الى داخل الغرفة التى تقطن بداخلها،ظل سيف يتابعها دون انا يقترب وكادت انا تموت من شدة الهلع التى اصابها فجاة ،ورمقته بنظرات تحذيرية انا يبعد ذلك المخلوق عنها،ولكن ظلت على حالتها هذا،وبنظرات رجاء انا يبتعد هذا الكائن،تفحصه من اعلى راسه الى اخمض قدميها،وتكلم بصوت جهورى قائلا
انتى بقى خايفة من الفار دا حلو خالص روح يامحروس كلم جيلى هتحبك خالص تعال
جيلان كادت انا تقع مغشيا عليها،وعند اقتربه كانت تتوسل اليه الى يقترب منها قائلة:
بلاش الله يخليك ابعده عنى هموت ياسيف خلاص بقى
سيف وقد احس بشعور غريب عندما نطقت اسمه وقد رم الفار بعيدا، ظلت تصرخ باعلى صوتها قائلة:
ابعدو عنى هموت خلاص ليه ياربى انا عملت ايه بس فى دنياتى حاسة انى بموت فعلا
احس بغصة فى قلبه عندما سمع سيرة الموت على لسانها وقد كان قلبه ينطق داخليا،بعد الشر عليكى،اقترب منها وبخطى ثابته ظل يرمقها بنظرات العاشقين التى تحمل مابداخله ،واحست انى اوصالها انهارت عندما وقف امامها،لا يعى اى شئ من حواله،اتجه الى غرفة الملابس واخرج شروال قطنى وتيشرت وفك ازرار القميص،الى انا غمصت عينيها فجاة قائلة:
انت هتعمل ايه ادخل غير فى الحمام مش هنا بلاش قلة اداب بقى يالا عشان انام
رمقة بنظرات نارية وكاد انا يفتك بيه من اثر ماتفوهت بيه منذ قليل قائلا:
اولا لو ناسية بقيت جوزك خلاص اللى انتى بتعمليه دا وبعدين تانى هام لسانك مايطولش تانى مرة ياقطة انتى فاهمة ولالا متخلنيش اسمعك الا متحبيش تسمعيه ياريت؟!
تمدد على الفراش بجانبها على الجهة الاخرى،صاحت باعلى صوتها قائلة:
انت هتنام جنبى ولا ايه هو دا اللى ناقص ابعدى عنى ونام فى اوضتك لو سمحت 
وتابعت 
لو فاكر انك عشان اتجوزتنى يبقى ليك حقوق تبقى غلطان ونجوم السماء اقربلك منى 
اعتدل فى جلسته واشار لها بصمت قائلا:
اولا انتى مراتى ولو عايزانى اخذ حقى منك غصبان عنى اوى اوى اوريكى بعينك جيلان هانم 

وتابع بتحذير قائلا
واحب اقولك حاجة كمان ياريت متختبريش صبرى تانى ودلوقتى اتخمدى مش هموت عليكى يااختى
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كنت تجلس على الفراش تحاول تهدئة اولادها من الصراخ،استفاق محمد من نومه على اثر نوبة البكاء المريرة من قبل اطفاله،التقط منه حمد،وهى ظلت معاها رحمة ،واخيرا حمد غفى على يد ابوه،وضعه فى سريره،والتقتط رحمة وغفت هى الاخرى،وضعها بجانب اخوها،وسط دهشة وتعجب من نادين التى كانت غير مستوعبة اخيرا انا محمد نجح فى نوم الاطفال ،ظل يرمقه بنظرات حب واحتضتنه بشدة ومسد على شعرها بحنان قائلا:
طبعا حبيبى مستغرب الاولاد ناموا ازاى انا هقولك ياستى زمان مرات اخويا لما كان معاها عمر مرة كان بعيط على صرخة واحدة كانوا بايتن عندنا ومش راضى يسكت خالص شوفت امى خذته منها وحطت ايدها فى ظهرها لحد مااسترخى نام وبردة مرات اخويا مكنتش مصدقة زيك كدة انى عمر نام ………
نادين بامتنان :
مش عارفة اقولك ايه حبيبى غير ربنا يخليك ليا يارررب ومايحرمنش منك ابدا ياابو حمد 
محمد قد بحر فى اعينها ااتى قد تشعره انه غريق ومحتاج من ينقذه،احيانا اشعر بين يديك اننى كالطفل ولا اشعر من اكون؛بين احضانك فقط وكانى عابر سبيل قد ارتوى فى احضانك،استفاق على ارتعد جسدها قائلة:
بلاش كلامك دا عشان مش قده ولا اعرف اقول زيك ياروحى 
محمد وقد اقترب من اذنيها قائلا:
انتى مش محتاجة تقولى حاجة ياحبيبتى صدقينى انا موجود بس عشان اسعدك انتى وبس ياحياتى صدقينى
نادين من بين دموعها على مقلتيها قائلة:
مش عارفة اقولك ايه اللى هقوله مش هيوصف حبى ليك ابدا ودخلت بين احضانه بين يخليك ليا ومايحرمنش منك ويخلنا عيالنا 
محمد بنظرة تحمل كل العشق اللى فى العالم مشددا على كل حرف خارج من داخله قائلا:
انتى عشقى الاول والاخير ياقلب محمد مش عارف اقولك ايه ياروحى
نادين بعشق:
انا خلصت كل الكلام وانتى مخلتيش حاجة اقولها خالص ياحبيبى والله بحبك بحبك بحبك ياعيون نادين
استافقت ثانى بنشاط على غير العادة،القت نظرة على اطفالها،وجدتهم يسبحون فى نوم عميق،ولا يدرون على مايدورمن حوالهم اطمئنت عليهم،اقتربت من محمد وكزته براحة لكى توقظه لعملها،الى انا استفاق فى الاخير قائلا:
احلى صباح دا ولا ايه ياحبيبتى ولاد لسة نايمين ولا ايه 
نادين بهدوء:
اه وطى صوتك البركة فيك ياحبيبى قوم ادخل الحمام وهروح احضرلك الفطار
محمد بحب:
عينى ياحبيبتى بحبك اوى اوى اوى او
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كان تنتظر حبيبها عند قدومه بفارغ الصبر ،وظلت تنظر فى الساعة الهاتف،اشارت على العاشرة مساءا لم ياتى بعد ،تيقنت انه لم ياتى بعد ذلك ،تمددت على الاريكة الى فى الردهه،واتفرجت على فيلم جنبى وطفت الانوار،بعد نصف ساعة قد اتى حبيبها ،ركضت اليه وبنظرات تحمل كل الالم والاسى،اعطته ظهرها وقد اقتربت الى غرفتهم بدون انا تتفوها بكلمة ،اتجه وراءها لكى يصالحها وامسكها من خاصرها وثبتها بقوة لكى لا تفلت منه مرة اخرى،وتقابلت اعينهم فى نظرة تحمل كل معانى الحب والعشق والشوق الجارف،كانت تنظر اليه فى نظرات منبثقة ،وكادت انا تنفجر به وتقول له ،الا تتركنى اعانى الوحدة من دونك حبيبى ،الا انا هديت بين احضانه،وكانها معلنة الحرب التى كانت بداخلها اثر تركها لوحدها،ولكن عندما نظرت فى عمق عينه قد اتنست مايؤلمها بكل  سهولة ويسر،وتركت الاشياء التى تتسبب لها الالم جانبا،وكانت تود الا تساله عن سبب غيابك تلك الايام الماضية ،ولكن مالبثت وتركت النقاش للايام القادمة،وحلفت الا تضيع سحر تلك اللحظة هذا ،التى باتت لا تتكرر كثيرا ،افاقت من حالتها هذا على صوته قائلا:
حبيبتى لينا لسة زعلانة منى ياروحى غصبان عنى كان عندى شغل كثير والله وكنت تعبان
وتابع قائلا:
انا ميهمنيش الا زعلك ياروحى متكشرش كدا مقدرش على زعلك انتى خالص فين ضحكة حيدر بقى
قالت من بين دموعها:
انا مقدرش ازعل منك خالص ربنا يقدرنى على اسعادك حبيبى احضرلك العشا ياحيدر انا كنت مستنيك حبيبى ماكلتش خالص
حيدر بتعب:
لالا مش جعان حبيبتى خليكى جنبى بس كدة هبقى مبسوط اوى بردة معرفتش عامر على مكانك ياحبيبتى 
لينا قد تغيرت ملامح وجهها عند ذكرحيدر اسم والدها قائلة:
مش هرجع لجحيم تانى يادودى انا كدة مستريحة اوى اوى ياحبيبى سيبنى براحتى مش هرجع لجحيم تانى ابدا ابدا ولا انت زهقت منى بقى قول كدة
حيدر بتشكيرة:
انا زعلان منك على فكرة اوعى كدة بقى متكلمنيش تانى 
لينا بزعل مصطنع:
كدة تزعل من حبيبتك خلاص ولا انا كمان هكلمك بس سيبنى بقى 
حيدر بحب:
خلاص خلاص متزعلش مش زعلان ياستى خلاص بقى وشيله وقعد يلف بيها ايه رايك نسافر نغير جو ياحبيبتى انا وانتى فى اى مكان بقالى كثير مغيرتش جو وزهقان بالمرة افسح حبيبتى اللى زعلانة منى دا ايه رايك فى الفكرة دا بقى 
لينا بفرح:
الله الله هو دا الكلام عاش حيدر هلم شوية هدوم ونمشى على طول ياروحى
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كان جالس على السرير يحمل هموم الدنيا وخصوصا عند ترك لينا المنزل هاربا،دلفت الحاجة مديحة اليه ،وقد ربتت كتفيه ،ربنا يخفف عننا ان شاء الله،رمقها بنظرات هادية عكس ما بداخله من براكين ،وجد مجموعة من اهالى الحى يقطعون فى سيرة بنته بالباطل،وكاد يود انا يقطع السنتهم الزفرة هذا،الى انا دخل عليهم ابنهم الاكبر عماد قائلا:
عجبك اللى بنتك عملته دا خليت راسنا فى الارض كل الناس بتشاور عليه وتقول اخو عديمة التربية اهووووه مبقتاش قادر احط عينى من الناس انا هسافر انا كمان وهسبلكم الدنيا كلها مش هعيش بعار اللى سبتهونا بنتك مع هاربها يابابا وسبهم ومشى من الاوضة
لم يستحمل ماقاله ابنه منذ دقائق ،وقع وقد توفى فى حال،ظلت خديجة تصرخ الى اتى عماد مهرولا من الخارج،على صوت والدته قائلة
ابوك مات ياحبة عينى كان هيلقيها منك ولا من مقصوفة الرقبة اللى مشيت وسابت البيت
وقد انتهى مراسم دفن الحاج عامر،وقد مات بحسرته على من جلبت له العار،وكانت الحاجة خديجة لا تكف عن قراءة القران على زوجها الغالى الذى تركها ورحل،تواجه هذه الحياة المريرة،ذهبت الى المرحاض وتؤضات ،وادت فريضة الظهر،وظلت تناجى ربها ان يغفر الى زوجها الغالى والمحب الى قلبها عامر،دلفت اليها بنتها صفا التى تصغر لينا باربع اعوام قائلة:
ماما انا عايزة اقول لحضرتك على حاجة انا عارفة انى دا مش وقته بس احب تشاركنى اياد خطيبى طالب يجى ياخذ حاجته بعد انتهاء العزاء بعد اللى لينا عملته دا 
 قد عنقتها ومسدت على شعرها ،محاولة فى تهدئتها قائلة:
متزعليش على حاجة راحت حبيبتى ربنا هيعوضك ويجزيكى خير ياقلب امك صدقينى
صفا بهدوء:
ان شاء الله ياحبيبتى ماما عايزة انام جنبك النهاردة محتاجلك اوى مش عايزة حد فى الدنيا غيرك حبيبتى خلنى جنبك  ياماما
الام بحنو امومى:
فيه فى الدنيا غير حضن امك ياقلبى متزعليش حبيبتى بكرة ربنا يعوضك بسيد سيده ياهبلة ارمى حمولك عليه
صفا بابتسامة عذبة:
ونعمة بالله حبيبتى مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه ياروحى والله ربنا يخليكى ليا ومايحرمنش منك ياررررررررب
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
كانت تشعر وكانى شئ ما ينقصه وقد احست انى قد اشتمت رائحته من على قرب،شعرت بغصة فى قلبه،ولا تعلم لما انتبهه هذا الشعور المخيف فجاة،فتحت عينها ببط شديد ،لكى تتنافس بشكل طبيعيى،الى انتبهه الخوف مرة اخرى،سارت تتمشى قليلا ،لكى تبعد عنها تلك الشعور السخيف هذا التى بات يرودها فى الاوانى الاخيرة من دون ماتعلم شئ،ولكن الذى تعلمه جيدا احساس مريب بحدوث شى ما يجعلها تشعر فى ثقل فى قلبها او بمعنى اصح يوجد حجر تلاشت هذا الشعور كى لا ياثر عليها،وبدلت ملابسها لكى تخرج تشم الهواء قليلا ،لكى تهدا داخليا فقط لا غير

انين القلب وصوت العقلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن