(١٤/١٣)

165 14 0
                                    

(ابتعدتِ عنه، بينما ضل متيبساً بمكانه، خرجتِ مسرعة وتوجهتِ لغرفتكِ، رميتِ بجسدكِ على الفراش وأصبحتِ تبكين بحرارة، غاضبة وحزينة، بقيتِ على هذا الوضع لفترة، تلك الرياح الهادئة قد اشتدت، تلك الغيوم الكئيبة قد اجتمعت، سرعان ما هطل المطر وتلاشى ذلك المنظر المشرق، غادر سيهون المنزل وتوجه للشاطئ، رمى بجسده على الرمال وأصبح ينظر للسماء تحت المطر، بضيق وبحزن، بقيّ على هذا الوضع لفترة)
| بعد عدة ساعات |
أنتِ: "لقد انتهى كل شيء! لا مكان لي هنا بعد الآن!"
(نهضتِ بسرعة وجمعتِ أغراضكِ، خرجتِ من الغرفة وتوجهتِ لباب المنزل، فتحتِ الباب لتريه يقف أمامكِ، جسد بلا روح ووجه بلا ملامح، قلب بلا مشاعر وعقل بلا تفكير، ملابسه وشعره جميعها مبللة، حينها صرختِ بإنفعال منصدمةً)
أنتِ: سيهون!!!
(كان على وشك السقوط، لكنكِ أفلتِ حقائبكِ وأمسكتِ به، أسندتيه وأخذتيه لغرفته، طرحتيه على فراشه وأصبحتِ تناديه بقلق)
أنتِ: سيهون؟ سيهون! هل تسمعني؟
(لم يبدي أي إستجابة، قمتِ بتحسس جبينه)
أنتِ: يا إلهي! إن حرارته مرتفعة!
(قمتِ بخلع ملابسه المبللة، ليظهر جسده المثير عارياً، أصبحتِ تنظرين بخجل)
أنتِ: "ج-جسده.."
(أبعدتِ نظركِ عنه)
أنتِ: "آه لما الجو حار؟ ركزي! ماذا كنتُ سأفعل؟ آه أجل!"
(جففتِ جسده وألبستيه ملابس جافة، وضعتِ قطعة قماش مبللة على جبينه وجلستِ بجانبه تعتنين به)
| بعد ساعتين |
(مددتِ يدكِ على وشك أن تزيلين قطعة القماش، ليقاطعكِ بمسكه ليدكِ)
أنتِ: سيهون؟! هل استعدت وعيك؟!
(نظر إليكِ بتعب وإرهاق)
سيهون: لا.. تفلتي.. يدي..
(نظرتِ إليه بدهشة، وهو مازال ممسكاً بيدكِ)
سيهون: لا تتركيني..
أنتِ: سيهون..
سيهون: ابقي بجانبي..
(صمتِ، فلم تعرفي بما تجيبيه)
سيهون: أرجوكِ..
(ترددتِ قائلةً بإبتسامة لطيفة)
أنتِ: حسـ..ـناً..
سيهون: شكراً..لكِ..
(ابتسم بإرهاق، ثم غفت عينيه، تلك الكلمات جعلت قلبكِ ينبض بحرارة، مما جعلكِ تنسين ما حدث بينكما وبقيتِ بجانبه، اعتنيتِ به طوال الليل، حتى انخفضت حرارته، بعدها غفت عينيكِ وأنتِ جالسة على الكرسي)
| اليوم التالي - مساءاً |
(استيقظتِ من النوم لتجدي نفسكِ نائمة في فراشه)
أنتِ: ماذا حدث؟ لما أنا هنا؟ أين هو؟
(نظرتِ للساعة)
أنتِ: يا إلهي!! إنها الثامنة!! هل نمت كل هذا الوقت؟!
(نهضتِ وغادرتِ الغرفة مسرعة، لتجديه جالساً على الأريكة)
أنتِ: سيهون؟!
(رفع رأسه ينظر لكِ ببرود)
أنتِ: متى استيقظت؟ أقصد.. هل تحسنت؟
(لم يجيبكِ، بل نهض واقترب منكِ، وهو يحدق بكِ بنظراته الحادة)
أنتِ: سـ..ـيهون؟
(نطقتِ بإرتباك وتوتر)
أنتِ: هل أنت بخير—؟
(قاطعكِ بإنفعال، مشيراً على حقائبكِ)
سيهون: ما هذا؟!
(فالتفتِ تنظرين أنتِ الأخرى)
سيهون: إذاً، كنتِ على وشك المغادرة؟!
(أجبتِ بنبرة منخفضة وأنزلتِ رأسكِ)
أنتِ: أ-أجل..
سيهون: هه!! بكل بساطة؟!
(التفتِ إليه)
أنتِ: ماذا؟!
(نظرتِ إليه بإستغراب)
سيهون: هل انتهى كل شيء بالنسبة لكِ؟!
(أصبح يتحدث بإنفعال وبسرعة، بينما ينظر لكِ بحدة وجدية)
سيهون: أتعتقدين أنه بهذه السهولة تدخلين وتغادرين حياة الأشخاص؟! حصلتِ على ما فقدتيه وستغادرين هكذا؟! بعد كل ما حدث بيننا ستغادرين هكذا؟! ماذا عن الذكريات التي كوناها معاً؟! حتى لو كانت بسيطة وقليلة، أليست جزء من ذاكرتكِ أيضاً؟! ألهذه الدرجة لا تهمكِ؟! مهتمة بتذكر ماضيكِ لدرجة نسيناكِ للحاضر!! أليست اللحظة التي تعيشينها الآن أهم بكثير؟! توقفي عن النظر للخلف وانظري للأمام قليلاً!! انظري إليّ!! ماذا أكون بالنسبة لكِ؟!
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن