(بعد عدة دقائق، لفت إنتباهه شخصاً كان واقفاً بالقرب منهم، فأصبح ينظر له بتمعن وحيرة)
سيهون: "هذا الشخص.. لما يبدو مألوفاً؟ هل رأيته قبلاً في مكان ما؟"
(أبعد نظره عنه)
سيهون: "لا يهم.."
(نظرتِ إليه وهمستِ باسمه)
أنتِ: سيهون..
(التفت ينظر إليكِ)
سيهون: ماذا؟
أنتِ: أريد الذهاب لدورة المياه..
سيهون: أوه حسناً.. هيا بنا..
(على وشك النهوض)
أنتِ: لا لا! لا داعي! أستطيع الذهاب بمفردي!
سيهون: متأكدة؟
أنتِ: أجل.. لا تقلق..
سيهون: حسناً إذاً.. لكن لا تتأخري..
أنتِ: حسناً..
(بعد عشرون دقيقة)
سيهون: "همم.. لقد تأخرت.."
(نظر بعيداً بقلق، ليقاطعه لوهان والبقية بخبث)
لوهان: إذاً سيهوناه.. ألن تخبرنا عن الفتاة؟
سيهون: ماذا؟
(مازال يدعي عدم المعرفة)
كاي: كيف تعرفت عليها؟
بيكهيون: ما علاقتك بها؟!
(تحدث تشانيول بسخرية)
تشانيول: ما كل هذا الفضول؟
لوهان: تشانيول، أتريد القول أنك لا تشعر بالفضول؟
كاي: أم أنك تعلم شيئاً نحن لا نعلمه؟
تشانيول: ماذا؟! ها هو أمامكم دعوه يخبركم!!
(سيهون لم يرد عليهم، فعقله مشغول نوعاً ما)
سيهون: "ذلك الرجل.. لما لا أستطيع التوقف عن التفكير به؟ لما هو مألوف لهذه الدرجة.. لماذا؟"
بيكهيون: صديقتك؟ حبيبتك؟ هيا أخبرنا!
سيهون: "من هو يا ترى؟ من؟ من؟"
(مازال شارذاً بحيرة)
لوهان: لما لا تجيبنا؟ بما تفكر؟ هيه سيهون!
(لمسه لوهان، ليرفع سيهون رأسه فجأةً، وتتحول ملامح الحيرة لملامح الصدمة)
سيهون: "مستحيل! لا يمكن! إنه هو!"
(نهض سيهون بإنفعال، لينظر إليه جميعهم بدهشة)
جميعهم: سيهون؟ ماذا هناك؟
(ترك مكانه مسرعاً، متوجهاً لدورة المياه)
جميعهم: مالذي جرى له؟ إلى أين ذهب؟
(أوقف فتاةً قد خرجت لتو من دورة المياه)
سيهون: لو سمحتِ يا آنسة؟!
(أمسكها وتحدث بقلق، بينما أجابته بإرتباك)
الفتاة: م-ماذا؟
سيهون: هل رأيتِ فتاةً ترتدي فستاناً قصيراً أسود اللون؟
الفتاة: أين؟ في دورة المياه؟
سيهون: أجل!
الفتاة: هناك الكثير! مالذي تقصده؟
سيهون: لا لا.. إنها أجنبية الملامح!
الفتاة: أوه! أتقصد تلك الفتاة الأجنبية الجميلة؟
سيهون: أجل! أجل! هل هي هناك؟
الفتاة: لقد غادرت منذُ قليل—
(قاطعها بإنفعال)
سيهون: حسناً! شكراً!
(أكمل البحث مسرعاً، يلتفت هنا وهناك، يسأل هنا وهناك، المكان كبير والناس كُثر، ولكنه أخيراً وجدكِ، والمفاجأة لستِ وحدكِ، فكنتِ تقفين هناك في جمود وصدمة بملامحكِ البائسة والحزينة، أمام ذلك الرجل، ليسرع سيهون بإتجاهكِ)
| قبل 10 دقائق - فلاش باك |
(خرجتِ من دورة المياه، وأصبحتِ تبحثين عنهم)
أنتِ: "يالهي.. لما لا أجدهم؟ هل أنا تائهة الآن؟ مالذي سأفعله؟ إن المكان كبير ومزدحم!"
(فجأةً، لمس أحدهم كتفكِ، فالتفتِ بسرعة، ليتحدث بإنفعال)
الرجل: لا أصدق! إنها أنتِ حقاً!
(نظرتِ إليه بحيرة)
أنتِ: عفواً، هل أعرفك؟
(نظر إليكِ وتحدث بسخرية)
الرجل: ماذا؟ تدعين عدم معرفتكِ لي أيضاً؟
أنتِ: عذراً، لكني حقاً لا أعرفك، من أنت؟
الرجل: هه! إنكِ حقاً عكس ما توقعت! لقد اعتقدتُ أنكِ فتاة مسكينة.. لم تتحمل خيانة حبيبها لها.. وأقدمت على الإنتحار.. وانتشر خبر موتكِ.. لدرجة أنني شعرتُ بالسوء.. قليلاً فقط.. ولكن ما أراه الآن مختلف تماماً.. تبدين بخير.. بل في أحسن حالاتكِ.. وبما أنكِ هنا في هذا الحفل.. فيبدو أنكِ وجدتِ لكِ أحدهم.. هه! لا يبدو أنكِ فتاة سهلة.. لقد أخطأتُ في تقديركِ حقاً.. لكني متفاجئ بعض الشيء.. كيف استطعتِ نسيان كل ذكرياتنا الرومانسية؟ لقد تسليتُ معكِ حقاً.. لكنه لا يهمني!
(تلك الكلمات جعلتكِ في صدمة، جسدكِ تيبس بمكانه، وعقلكِ المشوش بدأ يسترجع بعضاً من تلك الذكريات، وقلبكِ الممزق بدأ يمزج بعضاً من تلك المشاعر، دموعكِ كانت محبوسة في عينيكِ، أصبحتِ تنظرين إليه بحقد وغضب شديدين، أسكتيه بصفعة على وجنته، وصرختِ في وجهه بإنفعال وغضب)
أنتِ: أيها الحقير!! كيف تجرؤ على الظهور أمامي مجدداً!! كيف تجرؤ على التحدث معي مجدداً!! بعد كل ما فعلته!! بعد كل ما سببته!! كيف تجرؤ!! من طلب رأيك؟! من؟! اللعنة على ذلك اليوم الذي عرفتك فيه!! اللعنة على ذلك الوقت الذي أحببتك فيه!! اللعنة عليك وعلى أمثالك!! يوماً ما!! يوماً ما!! ستعض أصابعك ندماً!! ستعيش ما عشته من ألم!! ستتمنى لو أنك ميت!! لن تعيش مرتاح البال طويلاً!!
(أصبحتِ تجمعين أنفاسكِ المتقطعة، بينما هو تيبس بمكانه، ناظراً لكِ بعينان متسعتان من شدة الصدمة)
| الآن - نهاية الفلاش باك |
سيهون: إريل!!
(أمسك سيهون يدكِ بقوة وجركِ لأحضانه، ثم التفت إليه ورمقه بنظرات حقودة، بينما أصبحتِ تبكين بحرقة بين ذراعيه، اجتمع الناس من حولكم، وترك ذلك الرجل المكان هارباً)
سيهون: لا بأس.. اهدئي.. سنخرج من هنا..
(خلع سترته ووضعها عليكِ، ثم خرجتما، جلستما على أحد المقاعد في الهواء الطلق، أصبح ينظر إليكِ بصمت، بينما أنتِ قد غطيتِ وجهكِ بكفيكِ مخفضةً لرأسكِ)
سيهون: هل.. أنتِ بخير؟
(رفعتِ رأسكِ للسماء وتنهدتِ، ابتسمتِ بحزن وتحدثتِ)
أنتِ: لا أعلم إن كنتُ بخير أم لا.. بعد ما حدث.. هل يجب أن أكون سعيدة لأني تذكرت بعض الذكريات؟ أو أكون حزينة لأني تذكرت أسوء الذكريات؟ وبالأخص التي جعلتني أعاني للآن.. هل أضحك أم أبكي؟
(أردفتِ بإنفعال)
أنتِ: أضن أنني كنتُ ساذجة جداً لأنهي حياتي بسببه!
(كان سيهون ينظر لكِ متأملاً ومنصتاً، التفتِ إليه ونظرتِ بثقة قائلةً)
أنتِ: لكن أتعلم سيهون؟
(أجاب بإبتسامة حائرة)
سيهون: همم؟ ماذا؟
أنتِ: بما أنني مازلتُ حية للآن.. فأنا أملكُ فرصة أخرى.. ولن أضيعها مجدداً.. فأنا لستُ تلك الفتاة الساذجة بعد اليوم..
(أنهيتِ حديثكِ بإبتسامة واثقة، وضع سيهون يده على كتفكِ وأومأ برأسه مبتسماً، ثم تحدث بداخله قائلاً)
سيهون: "لا تعلمين كم أنا سعيدٌ لأجلكِ.. وأشعر بالراحة أكثر الآن.. فأنا أملكُ فرصة أيضاً.. ولن أضيعكِ مجدداً"
••• يُتبع •••
أنت تقرأ
On The Beach | على شاطئ البحر
Romance[مكتملة] تجري مسرعة، شعرها يتطاير، دموعها تتساقط، عقلها فارغ وقلبها مكسور، مشاعر الحزن والغضب تحيط بها من كل جانب. "جميعهم متشابهون.. متحيزون.. خائنون.. منافقون.. كاذبون.. لقد سئمت.. لقد سئمت هذا العالم.. لقد سئمت هذه الحياة.. لقد سئمت هؤلاء الناس...