(١٤/١)

641 16 6
                                    

(أشعة الشمس المشعة تنتشر، الرياح الدافئة تداعب الستائر، صوت أمواج شاطئ البحر تتعالى، استقيظ واضعاً يده على رأسه وفتح عينيه ببطئ)
سيهون: آه.. رأسي.. يؤلمني..
(غادر فراشه ذاهباً للحمام، نظر لوجهه الشاحب في المرآة، غسل أسنانه، دموعه تتساقط، غسل وجهه، تحرك مسرعاً، فتح الباب المطل على الشاطئ، ليتنفس هواءاً نقياً، يراقب المنظر)
سيهون: همم.. ما هذا؟ (يلتفت) أهذا شخص ملقى هناك؟!
(اقترب مسرعاً للشاطئ)
سيهون: مالذي تفعله هذه الفتاة هنا؟
(نزل لمستواكِ ليراقب تنفسكِ)
سيهون: هل هي ميتة؟ (متوتر) إنها لا تتنفس..
(وضع رأسه على صدركِ)
سيهون: إن قلبها ينبض.. لكن..
(أطبق شفتيه على شفتيكِ وأصبح ينفخ، ثم يضغط ضغطات متتالية على صدركِ، حتى استعدتِ وعيكِ، عيناك متسعتان، تتنفسين بقوة وجسمكِ يرتجف، ابتعد عنكِ بسرعة)
سيهون: (ينظر بتمعن) هل أنتِ بخير؟
(هدأتِ تقريباً، تنظرين له بتعجب)
سيهون: آه صحيح "تبدو أجنبية.. لن تفهم الكورية" يا فتاة هل أنتِ بخير؟
(أومأتِ ونظرتِ له، اقترب منكِ وأمسككِ، ساعدكِ على النهوض وأدخلكِ المنزل، أجلسكِ بجانب المدفئة وأحضر لكِ منشفة، بدأتِ بتجفيف نفسكِ)
سيهون: هل مازلتي تشعرين بالبرد؟
أنتِ: أ.. أجل..
سيهون: سأحضر لكِ شراب ساخن..
(انتظرتيه وأنتِ شارذة الذهن)
أنتِ: "أين أنا.. مالذي أفعله هنا.. بل.. من أنا؟"
(بعد عدة دقائق، عاد سيهون مع كوب من القهوة)
سيهون: تفضلي..
(جلس على الأريكة المقابلة لكِ)
أنتِ: شكراً..
سيهون: كيف وصلتي إلى هنا؟
(رفعتِ رأسكِ تنظرين له بتعجب)
سيهون: أقصد.. مالذي حدث معكِ؟ هل كان حادثاً؟
أنتِ: (متوترة) أنا.. أنا.. لا أعلم..
سيهون: (متعجب) مالذي تقصدينه؟
أنتِ: أنا لا أذكر شيئاً.. أنا حتى لا أعرف اسمي..
سيهون: ماذا؟ إذاً أنتِ فقدتي ذاكرتكِ!
(أنزلتِ رأسكِ بحزن، وانتشر جو من الصمت)
سيهون: آه.. لا، لا عليكِ.. لابد أنكِ ستسترجعينها قريباً.. (ابتسم لكِ)
(رفعتِ رأسكِ تنظرين له بصمت، ثم نهضتِ فجأةً)
أنتِ: شكراً لك.. (ابتسمتِ له)
سيهون: (نهض متفاجئاً) ما.. ماذا؟
أنتِ: يجب أن أذهب..
سيهون: تذهبين؟ إلى أين؟
أنتِ: سأجد لي مكاناً..
سيهون: لكنكِ لا تتذكرين شيئاً..
أنتِ: مع هذا— (قاطعكِ)
سيهون: ابقي هنا..
أنتِ: ماذا؟ (بتفاجؤ)
سيهون: أجل.. ابقي هنا.. سيكون من الصعب عليكِ التصرف بمفردكِ هكذا..
أنتِ: لكن— (قاطعكِ)
سيهون: حتى تسترجعين ذاكرتكِ.. عندها يمكنكِ الرحيل..
(أبعدتِ نظركِ عنه وفكرتِ للحظات)
أنتِ: حسناً..
سيهون: جيد.. (ابتسم لكِ)
أنتِ: ولكن..
سيهون: ولكن ماذا؟ (قطب حاجبيه)
أنتِ: لا يمكنني البقاء هكذا.. يجب أن أفعل شيئاً بالمقابل..
سيهون: ماذا..؟! لا داعي.. فـ— (قاطعتيه)
أنتِ: دعني أقوم بأعمال المنزل! (نظرتِ له بجدية)
سيهون: آه.. حسناً.. بما أنكِ مُصرة.. (ابتسم لكِ)
أنتِ: شكراً لك.. سيدي..
سيهون: ماذا؟ سيدي؟ (قطب حاجبيه)
أنتِ: أجل.. سيـ- (قاطعكِ)
سيهون: لستُ سيدكِ فأنتِ لستِ خادمة هنا.. (ادعى الغضب)
أنتِ: أ.. (متوترة)
سيهون: اسمي أوه سيهون (ابتسم) ناديني سيهون فقط..
أنتِ: حسناً.. سيـ..ـهـو..ن (ابتسمتِ)
سيهون: همم صحيح! (بإنفعال)
أنتِ: ماذا؟ (بتفاجؤ)
سيهون: ماذا عن اسمكِ؟
أنتِ: أخبرتك.. أنني لا أتذكره..
سيهون: لذلك يجب أن نسميكِ اسماً جديداً.. للآن..
أنتِ: اسماً.. جديداً.. ما هو؟ (بحيرة)
(نظر لكِ بتمعن، ثم نظر للشاطئ عبر النافذة، بعدها أعاد بنظره لكِ)
سيهون: هممم.. أجل وجدتها!
أنتِ: ماذا؟
سيهون: إريل! (بإنفعال)
أنتِ: إ..ر..يـ..ـل؟ (بتعجب)
سيهون: أجل.. إريل.. بما أني وجدتكِ على شاطئ البحر.. فأنتِ مثل.. حورية البحر.. إريل.. ما رأيكِ؟
(ضحك بخفة، لتبادليه)
أنتِ: يالك من محلل..
(توقف فجأةً، يتمعن في ضحتكِ وإبتسامتكِ)
سيهون: يعجبكِ؟
أنتِ: أجل..
سيهون: إبتسامتكِ.. جميلة.. إريل..
(أنزلتِ رأسكِ خجلاً)
سيهون: حسناً، دعيني أريكِ المنزل..
أنتِ: أجل..
سيهون: ولكن أولاً.. يجب أن تخلعي ملابسك المبللة.. وتأخذي حماماً.. وإلا ستصابين بالبرد..
أنتِ: اممم.. ولكني لا أملك غيرهم..
سيهون: لا بأس.. يمكنكِ أن ترتدي إحدى قطع ملابسي (حك مؤخرة رأسه) وسأشتري لكِ ملابساً جديدة لاحقاً..
(أنزلتِ رأسكِ خجلاً)
أنتِ: حسناً..
(أخذكِ للغرفة التي ستصبح غرفتكِ من اليوم، غرفة هادئة ودافئة، تطل على الشاطئ)
سيهون: هذه ستكون غرفتكِ..
أنتِ: حسناً..
(ألقيتِ نظرة وتأملتِ)
سيهون: هيا خذي حماماً.. سأنتظركِ خارجاً..
(بعد أن غادر الغرفة، خلعتِ تلك الملابس المبللة، والقيتِ بنفسكِ في ذلك الحوض، تلك المياه الدافئة تتدفق على جسدكِ وأنتِ شارذة الذهن، بعد أن انتهيتِ من الإستحمام، ارتديتِ ملابسه وجففتِ شعركِ، ثم غادرتِ غرفتكِ بإحراج)
أنتِ: لقد انتهيت..
(يحاول كتم ضحكته)
سيهون: ملابسي— (قاطعتيه)
أنتِ: مضحكة عليّ.. أجل.. إنك طويل جداً..
(تحدثتِ وأنتِ تنظرين في الاتجاه الآخر، بينما هو يضحك بخفة)
سيهون: لا بأس.. إنها جيدة عليكِ..
(أدرتِ وجهكِ عنه)
سيهون: هيا دعيني أريكِ المنزل..
أنتِ : حسناً..
(أخذكِ جولة في المنزل.. وأطلعكِ على الأشياء المهمة)
سيهون: حسناً الآن.. ما رأيكِ أن نخرج للتسوق؟
أنتِ: دعني أغسل ملابسي أولاً.. فبالطبع لن أخرج هكذا!
سيهون: أوه حسناً.. (ضحك)
(ذهبتِ لتغسلي ملابسكِ.. تفقدتِ ملابسكِ قبل غسلها)
أنتِ: أوه! (بدهشة) يبدو أن هناك شيء في جيب البنطال (أخرجتيه) هاتف! إنه هاتفي المحمول!
(بإنفعال أفلتِ ملابسكِ وتوجهتِ مسرعة نحو سيهون)
أنتِ: سيهون! سيهون! سيهون!
سيهون: أوه؟ (بتفاجؤ) ماذا هناك؟
أنتِ: هاتفي المحمول! لقد وجدته في ملابسي! (بسعادة)
سيهون: حقاً! هل يعمل؟ (بإنفعال)
أنتِ: لم أجرب.. (تحاولين تشغيله) إنه لا يعمل.. (بإحباط)
سيهون: هذا يعني أنه معطل..
(صمتِ وأنزلتِ رأسكِ باحباط)
سيهون: إريل؟
(نظر لكِ بتمعن، رفعتِ رأسكِ ونظرتِ له ببؤس)
أنتِ: كان هذا أملي.. وقد تلاشى.. حتى قبل—
(قاطعكِ واضعاً يديه على كتفيكِ)
سيهون: لم يتلاشى بعد.. سنصلحه.. همم؟ (ابتسم)
أنتِ: حقاً؟ وهل سنستطيع إصلاحه؟
سيهون: أجل أجل.. مابكِ؟ لسنا في الماضي.. هيا هيا دعينا نذهب للتسوق.. يقولون أن المرأة يتحسن مزاجها فوراً عندما تتسوق!
(يضحك بخفة ويحاول أن يرطب الجو، فابتسمتِ له بخفة)
أنتِ: أجل..
(أنهيتِ غسل ملابسكِ، جففتيها وقمتِ بإرتدائها، ثم خرجتما)
| في السيارة |
أنتِ: سيهون؟
(تحدثتِ وأنتِ تنظرين للطريق)
سيهون: ماذا؟
أنتِ: أين نحن؟ في أي بلد؟
سيهون: آه.. نحن في كوريا.. كوريا الجنوبية..
(التفتِ إليه)
أنتِ: إذاً أنت كوري؟
سيهون: أجل..
أنتِ: تعيش بمفردك؟
سيهون: أجل..
أنتِ: أليس لديك عائلة؟
سيهون: ...
(لم يجيبكِ على سؤالكِ الأخير، بل تغيرت ملامحه البشوشة، لتلك الجادة والباردة)
سيهون: لقد وصلنا.
(نطق ببرود، ثم غادر السيارة، غادرتِ خلفه بتوتر، أصبح يسير مندفعاً للأمام، وأنتِ خلفه بمسافة تتبعيه، حتى التفت لكِ)
سيهون: مالذي تفعلينه؟ لما تسيرين خلفي؟
أنتِ: أوه.. آ..سـفـ..ـة..
(اقتربتِ منه وأكملتما سيركما، حتى وصلتما لأحد المتاجر، من أجل إصلاح هاتفكِ، كنتِ تراقبين بصمت ولم تنطقي بأي كلمة، فمازلتِ مصدومة بعض الشيء من ردة فعله)
العامل: أجل سيدي، سنعلمك عندما ننتهي من إصلاحه.
سيهون: شكراً لك (ببرود)
أنتِ: "يالهي.. هل هو غاضب مني؟ لم يكن عليّ أن أسئله.. فهذا ليس من شأني.. كم أنا غبية!"
(بعد أن خرجتما من المتجر، اقتربتِ منه ونطقتِ بتوتر)
أنتِ: سيـ..هون..؟!
(التفت لكِ)
سيهون: ماذا؟
أنتِ: أنا.. آسفة..
سيهون: لماذا؟
أنتِ: لأنني سألتك منذ قليل عن—
(قاطعكِ بإنفعال)
سيهون: انظري هناك! يبدو متجراً جيداً للملابس! هيا أسرعي!
(أمسك كتفيكِ ودفعكِ مسرعاً، بينما تسائلتِ بداخلكِ)
أنتِ: "هل هو بخير؟"
(تسوقتما وتناولتما الطعام، وأنتِ مازلتِ في حيرة من أمركِ)
أنتِ: "هل هو بخير حقاً؟"
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن