(١٤/٨)

179 11 0
                                    

| قبل شهرين - منزل عائلة سيهون - فلاش باك |
والد سيهون: لقد شبعت..
(مسح فمه بالمنديل، نظر له سيهون بدهشة)
سيهون: أبي.. لكنك لم تتناول شيئاً..
والد سيهون: عن إذنكم..
(تحدث بنبرة حادة، ثم غادر المائدة، فالتفت سيهون لوالدته)
سيهون: أمي؟!
(نظر لها بحيرة)
والدة سيهون: ماذا بُني؟
(صبت نظرها في المائدة)
سيهون: أبي.. ألا يتصرف بغرابة؟! إنه—
(قاطعته ببرود)
والدة سيهون: بُني.. أنهي طعامك قبل أن يبرد..
(نظر لها بصمت مندهشاً من ردة فعلها)
| بعد العشاء |
(صعد السلالم متوجهاً لغرفته، ماراً بغرفة والده، لفت إنتباهه صوت والده وهو يتحدث على الهاتف)
سيهون: "همم؟! مع من يتحدث في هذا الوقت؟"
(اقترب وألصق أذنه بالبابً منصتاً لحديث والده)
والد سيهون: وأنا أيضاً لقد اشتقتُ لكِ كثيراً.. أعلم أعلم.. لكن تعرفين.. العمل في الشركة شاق هذه الأيام.. أن تكون رئيس الشركة ليس بالأمر السهل.. ولكن.. خصصتُ لكِ وقتاً.. غذاً مساءاً؟ ما رأيكِ؟ (ضحك) حسناً إذاً.. سأرسل لكِ العنوان.. أجل أجل.. وأنا أيضاً.. أحبكِ أكثر..
(تيبس سيهون بمكانه بعد أن سمع تلك الكلمات الأخيرة "أحبكِ أكثر" فهو لم يسمع والده يقولها لوالدته منذ مدة، والآن ها هو يقولها مجدداً، ولكن لامرأة أخرى! ابتعد متوجهاً لغرفته وهو في صدمة مما سمع)
| اليوم التالي |
(غادر سيهون غرفته مع تلك الملامح الباردة، نزل السلالم وتوجه لغرفة المعيشة، سمع والديه يتحدثان)
والد سيهون: لا تنتظريني اليوم، سأتأخر، هناك إجتماع مهم في الشركة.
(كان يتحدث بحدة وهي تجيبه ببرود)
والدة سيهون: أجل.. كما تشاء..
(نظر لوالده بحقد)
سيهون: "هه! إجتماع؟!"
(لفت إنتباهه هاتف والده على المنضدة، اقترب والتقطه بهدوء، أضاءت الشاشة بطلب رقم القفل، فأدخل الأرقام الصحيحة)
سيهون: "هه! إذاً مازال تاريخ ميلادي هو الرقم السري!"
(بدأ يبحث بسرعة، حتى وجد الرسالة المطلوبة، والتي تحتوي على معلومات موقع اللقاء، اطلع عليها بسرعة وأغلق الهاتف، ثم أرجعه مكانه وابتعد، بعدها جاء والده، أخذ حقيبته وهاتفه ورحل)
| مساءاً |
(توجه بسرعة لباب المنزل، كان على وشك الخروج، لكن والدته أوقفته بدهشة)
والدة سيهون: بُني سيهون؟! إلى أين؟!
(التفت لها وأجابها ببرود)
سيهون: لن أتأخر..
(خرج وصعد سيارته، وتوجه للمكان المطلوب)
| في إحدى الحانات الفاخرة |
(دخل بملامحه الباردة، يلتفت هنا وهناك، يسير بخطواته الواثقة، ينظر هنا وهناك، حتى وجد والده، يجلس على تلك الطاولة بهيئته الأنيقة، يضحك تارة ويتحدث تارة أخرى، السعادة تغطيه من كل جانب، جالسة بجانبه تلك المرأة المتأنقة، ليست بعيدة عنه في السن، ولكنها تبدو أصغر منه بعشر سنوات، تنظر إليه وينظر لها، عصافير الحب تحلق بينهما، يتحسس وجهها بيديه، يداعب شعرها ويشمه، يعانقها ويقبلها، ذلك المشهد الرومانسي، كان يمر برائحة الخيانة أمامه، تيبس بمكانه من هول الصدمة، احمرت عينيه، فقد عقله وتمزق قلبه)
والد سيهون: سيـ..
(نظر له بصدمة ونطق بتوتر)
والد سيهون: سيهون..؟!
المرأة: ماذا هناك عزيزي؟ من هذا؟
(نظرت لسيهون بتعجب، بينما هو كان يتجاهل رؤيتها ويحدق بوالده بحقد)
المرأة: عزيزي؟ من هذا؟ هل تعرفه؟
(والد سيهون كان ينظر لابنه بصدمة، عاجزاً تماماً عن الكلام، حينها استدار سيهون بجسده بسرعة وتوجه للخارج)
والد سيهون: سيهون!!!
(ناداه بإنفعال، ثم تحرك على وشك اللحاق به)
المرأة: عزيزي؟! إلى أين؟ ومن هذا؟ لما لا تجيبني؟
(أوقفته بإمساكها له، ليصرخ بغضب)
والد سيهون: اتركيني!
(أبعد يدها عنه ولحق به، بينما سيهون قد صعد سيارته بالفعل)
والد سيهون: سيهون! سيهون! سيهون!
(كان والده يناديه، لكنه شغل السيارة وتحرك مبتعداً بسرعة، وبعد قطع مسافة، توقف عند الشاطئ، كان غاضباً وحزيناً، ضرب مقود السيارة بكلتا يديه وصرخ بغضب)
سيهون: "كيف لهذا أن يحدث؟! كيف؟!"
(وضع رأسه على المقود)
سيهون: "كيف يجرؤ على فعلها؟!"
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن