(١٤/١٢)

176 13 0
                                    

(نهض فجأة وتحدث بإنفعال)
سيهون: لنعد للمنزل!
(نظرتِ إليه بدهشة)
أنتِ: م-ماذا؟ والحفل؟
سيهون: إنه على وشك الإنتهاء!
أنتِ: ماذا عن أصدقائك؟
سيهون: سأقابلهم لاحقاً!
(أمسك يدكِ)
سيهون: هيا بنا!
(ساعدكِ على النهوض، ثم توجهتما إلى السيارة، كنتِ تنظرين عبر النافذة، وتفكرين بعمق متسائلةً طوال الطريق)
أنتِ: "لقد تذكرتُ أسوء الذكريات.. ماذا عن الباقي؟ ألا يوجد لي ذكريات جيدة؟ ماذا عن حياتي الحقيقية؟ عائلتي؟ أصدقائي؟ ماذا سأفعل الآن؟ ما هي خطوتي القادمة؟ أشعر بالضياع مجدداً! يا إلهي! ساعدني أرجوك!"
(بعدها غفت عينيكِ على تلك الكلمات، وعندما وصلتما، التفت لكِ سيهون، فوجدكِ تغطين في نومٍ عميق، نزل من السيارة متجهاً لبابكِ وفاتحاً إياه، نظر إليكِ متأملاً وأصبح يقترب شيئاً فشيئاً، حتى أصبح وجهه مقابلاً لوجهكِ تماماً، وأنفاسكما قد اختلطت معاً، حينها فتحتِ عينيكِ فجأةً وأصبحتِ تنظرين إليه بدهشة وخجل، فابتعد عنكِ فوراً وتحدث بإرتباك)
سيهون: أوه.. لقد اعتقدتُ أنكِ نائمة.. كنتُ سأحملكِ لفراشكِ..
(حك مؤخرة رأسه ببلاهة، بينما نطقتِ بتوتر)
أنتِ: م-ماذا..؟
(ثم أكملتِ بإنفعال منحرجةً)
أنتِ: أخبرتك سابقاً بأنني أستطيع الذهاب إلى فراشي بمفردي!
(قلبكِ أصبح ينبض بشدة، لذا غادرتِ السيارة بسرعة)
سيهون: حسناً، حسناً!
(ضحك سيهون بخفة، ثم وضع يده على قلبه وزفر الهواء بوتيرة هادئة)
سيهون: "هذه الفتاة حقاً!"
(ابتسم ببلاهة)
| اليوم التالي |
أنتِ: "أولاً لننسى ما حدث الليلة الماضية.. ثانياً يجب عليّ أن أقوم بما أفعله يومياً.. وبما أنه ليس موجود بالمنزل حالياً.. سأبدأ بغرفته.. فأنا لم أنظفها منذ فترة.. ثالثاً لنفكر لاحقاً.."
(توجهتِ لغرفته، لتصرخي مندهشةً)
أنتِ: هاااه!! إنها في حالة يرثى لها!!
(بدأتِ بتنظيفها وترتيبها، وأثناء تغييركِ لملاءة الفراش، أحسستِ بشيءٍ ما داخل الوسادة، فأدخلتِ يدكِ لتتفحصي)
أنتِ: م-ما هذا؟! أهذا هاتفي المحمول؟!
(قمتِ بفتحته)
أنتِ: إنه..
(أصبحتِ تصرخين بإنفعال)
أنتِ: إنه يعمل!! كيف؟! كيف!! منذُ متى؟! لما لم يخبرني بذلك!! لماذا؟! لما يخبئه عني!! لماذا؟!
(دقات قلبكِ تسارعت وعيناكِ اتسعت، يداكِ ارتجفت ومشاعركِ اختلطت، كنتِ تمسكين ذلك الهاتف، وبينكِ وبين ما فقدتيه من ذكريات حدٌ فاصل، استجمعتِ قواكِ وبدأتِ تتفحصين محتواه، من صور وفيديوهات، ورسائل وملاحظات، حتى بدأ الألم يسري في رأسكِ، فعقلكِ المشوش بدأ يسترجع بعضاً من تلك الذكريات المفقودة، شيئاً فشيئاً فقدتِ توازنكِ وسقطتِ أرضاً، تيبستِ بمكانكِ واضعة يديكِ على رأسكِ، تبكين من شدة الألم ولا تشعرين بشيءٍ مما حولكِ)
| بعد عدة دقائق |
(فتح سيهون باب الغرفة بقوة، وتحدث بإنفعال)
سيهون: ها أنتِ هنا! لقد كنت أبحث عـ..ـنـ..كِ..
(نبرة صوته أصبحت تنخفض تدريجياً، بينما أصبح ينظر لكِ منصدماً، فكنتِ جالسة على الأرضية ومسندة ظهركِ على السرير، محتضنة ساقيكِ ومخفضة رأسكِ، صُدم أكثر بعدما وجد الهاتف بين يديكِ، فنطق بإنفعال)
سيهون: إريل!!
(رفعتِ رأسكِ ورمقتيه بنظراتكِ، نهضتِ بسرعة واقتربتِ منه، وبإنفعال بدأتِ تصرخين)
أنتِ: أوه سيهون!! كيف فعلت ذلك بي!! بل لما فعلت ذلك!! لما خبأت الهاتف عني!! لماذا؟! لما كذبت عليّ!! لماذا؟! أتعلم كم كنت أريده بشدة؟! أتعلم أنه أملي الوحيد لأستعيد ما فقدته؟! أتعلم كم تحملت كل هذه المدة؟! أكان يرضيك ما وقعت به الليلة الماضية؟! كنت كالحقماء؟! بلا ذاكرة!!
(انفجرتِ تبكين بحرقة وتضربين صدره بخفة)
أنتِ: أتعلم كم وثقت بك؟! بل أنت الشخص الوحيد الذي أثق به!! فلماذا تفعل هذا بي؟! لما تعذبني هكذا؟! مالذي فعلته لك؟! مالذي فعلته؟!
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن