(١٤/٧)

207 12 0
                                    

| بعد يوم |
(وأنتِ في غرفتكِ، سمعتِ رنين جرس الباب)
أنتِ: "همم؟ ما هذا؟ جرس؟ إنها أول مرة أسمعه.. بل أقصد إنها أول مرة يأتي زائر!"
(صمتِ للحظة، ثم أكملتِ)
أنتِ: "هه! وما شأني؟!"
(أغمضتِ عينيكِ وأنزلتِ رأسكِ بضيق، لكن الجرس مازال يرن)
أنتِ: "هه! ألن يفتح الباب؟ هه! كالعادة يبدو أنه ليس بالمنزل! غبي!"
(رفعتِ رأسكِ والتفتِ لمصدر الصوت)
أنتِ: "ألن تيأس؟ لن يفتح لك أحد! فليس هناك أحد في المنزل! لذا ارحل!"
(أنزلتِ رأسكِ مجدداً وضممتِ ساقيكِ لصدركِ بقوة، ولكن الجرس مازال يرن ويرن)
أنتِ: "إذاً.. أنت مُصر جداً؟"
(خرجتِ من غرفتكِ، توجهتِ لباب المنزل وفتحتيه)
تشانيول: لما تأخرت؟! (بإنفعال) كنتُ على وشك.. (بنبرة تنخفض) كسر الباب..
(أصبح ينظر لكِ بدهشة، لتبادليه النظرات ذاتها)
أنتِ: "من هذا؟"
تشانيول: آه.. (بإرتباك) مرحباً..؟!
أنتِ: أهلاً..؟!
تشانيول: أليس هذا.. منزل أوه سيهون؟
(تحدث باللغة الكورية)
أنتِ: همم..؟! (بتعجب) "مالذي يقوله؟!" سيهون؟!
تشانيول: أجل سيهون! هذا.. (قاطعتيه)
أنتِ: سيهون ليس بالمنزل.. يمكنك أن تنتظره بالداخل..
(تحدثتِ معه باللغة الإنجليزية وبدأ بالرد عليكِ بها)
تشانيول: أوه.. (بتعجب) حسناً..
(دخل وجلس على الأريكة)
أنتِ: هل تريد أن تشرب شيئاً؟
تشانيول: "من هذه الفتاة؟"
(نظر لكِ بحيرة)
أنتِ: قهوة؟ عصير؟ ماء؟
(بادلتيه نظرات الحيرة، ليردف مبتسماً بخفة)
تشانيول: لا بأس.. أي شيء..
أنتِ: حسناً..
تشانيول: "مالذي يحدث؟ ومالذي تفعله هذه الفتاة هنا؟"
(بعد عدة دقائق عدتِ مع كوب من القهوة)
أنتِ: تفضل..
(قدمتيه له بإبتسامة بسيطة)
تشانيول: شكراً لكِ..
أنتِ: أتريد شيئاً آخر؟
تشانيول: لا.. لا شيء شكراً..
أنتِ: حسناً، إذاً عن إذنك..
(كنتِ على وشك المغادرة، لكنه أوقفكِ متحدثاً)
تشانيول: أنتِ..
أنتِ: همم؟ ماذا؟
(التفتِ إليه بتعجب)
تشانيول: لا.. لا شيء..
(أومأ برأسه)
(توقفتِ مكانكِ تنظرين إليه للحظات، ثم تحدثتِ)
أنتِ: يبدو أن هنالك الكثير من الأسئلة، التي تدور في عقلك حول وجودي هنا، أليس كذلك؟
تشانيول: ماذا؟
(رفع رأسه ينظر لكِ بتفاجؤ)
تشانيول: تستطيعين قول ذلك..
(أبعد نظره عنكِ)
تشانيول: فهو لم يخبرني بشيء.. إنه لا يرد عليّ حتى..
(قطب حاجبيه)
تشانيول: لذا جئت بنفسي.. لأرى فتاة غريبة هنا.. لقد بدأت أشك في صداقتنا الآن.. منذُ متى ونحن نخبئ أموراً مهمة عن بعضنا البعض.. لما لم يخبرني—
(قاطعتيه ببرود)
أنتِ: لا تقلق.. فالأمر ليس كما تعتقد..
تشانيول: ماذا؟! (بتعجب) مالذي تقصدينه..؟! ألستِ حبيبـ—
(قاطعتيه بإنفعال)
أنتِ: لا، لستُ كذلك!
تشانيول: إذاً ماذا؟! من أنتِ؟! ومالذي تفعلينه في منزله؟!
أنتِ: للأسف لا أعلم..
(بحزن أنزلتِ رأسكِ وأكملتِ قائلةً)
أنتِ: كل ما أعلمه.. هو أنني استيقظت على شاطئ البحر.. أمام منزله.. فاقدةً للذاكرة..
(رفعتِ رأسكِ تنظرين للشاطئ عبر الباب الزجاجي، بينما أصبح هو ينظر لكِ منصتاً)
أنتِ: بعدها.. سيهون.. أبقاني هنا حتى أستعيد ذاكرتي.. بالمقابل أهتم بالمنزل..
(صمتِ للحظة، ثم أنهيتِ حديثكِ قائلة)
أنتِ: هذا كل شيء.
(نظرتِ إليه)
تشانيول: هكذا.. إذاً.. أنا آسف.. لقد فهمتُ الأمر بشكل خاطئ..
أنتِ: لا بأس..
(ابتسمتِ بخفة)
تشانيول: هل أنتِ بخير الآن.. بعد ذلك الحادث؟
أنتِ: سأكون بخير حين تعود لي ذاكرتي فقط..
(جو من الصمت انتشر للحظات، فقاطعه قائلاً)
تشانيول: لأقول لكِ الحقيقة.. أنا تفاجأتُ ومازلتُ متفاجئاً.. عندما رأيتكِ هنا.. سيهون وفتاة.. هذا الأمر.. غريب حقاً..
أنتِ: همم؟ (بتعجب) مالذي تقصده؟
(أجاب بحزن وأسى)
تشانيول: بعد ما حدث..  لقد تغير كثيراً.. أصبح يكره كل شيء حوله.. لم يعد يخرج معنا.. لم يعد يتواصل معنا.. بدأ يتلاشى وجوده بيننا شيئاً فشيئاً.. بعدها.. جاء وسكن هنا بمفرده.. بمعنى آخر لقد انعزل عن العالم..
أنتِ: لماذا؟
تشانيول: بسبب ما حدث بين والديـ..
(صمت فجأة)
تشانيول: مالذي أقوله؟
(وضع يده على رأسه)
تشانيول: إني أثرثر كثيراً.. آسف لا عليكِ..
(نطقتِ بإنفعال)
أنتِ: أكمل!
تشانيول: ماذا؟ الأمر لا يهمكِ—
(قاطعتيه بإصرار)
أنتِ: بلى! يهمني! لذا أكمل!
(نظرتِ له بجدية)
تشانيول: لما يهمكِ الأمر لهذه الدرجة؟!
(نظر لكِ بشك)
أنتِ: لما يهمني؟
(تسائلتِ مبعدة نظركِ عنه)
أنتِ: سيهون.. لقد كان غريباً حقاً.. وكأنه يتحول لشخص آخر فجأة.. كان يتفادى الحديث عن والديه.. لقد كنتُ أشك دائماً في كونه بخير.. لكنني لم أكن أستطع تقديم المساعدة له في شيء.. فأنا لا أعرف شيئاً عنه..
(التفتِ إليه ونظرتِ بإستياء)
أنتِ: أعلم هذا ليس من شأني.. لكن.. فقط.. أنا..
(نظر لكِ بدهشة وصمت للحظات، ثم صب نظره أرضاً)
تشانيول: آه.. اجلسي.. سأخبركِ..
(جلستِ بجانبه على الأريكة وبدأتِ تنصتين إليه بجدية)
تشانيول: حدث هذا منذُ فترة..
••• يُتبع •••

On The Beach | على شاطئ البحرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن