"لمَ تغيّرتِ؟لم أضحيتِ بلا مشاعر؟لم أصبحت قاسية إلى الدرجة التي لا تسمح لكِ بالمغفرة؟"
أسئلة تحيط بي أينما خطوتُ،أودُّ ان أجيب و لكنني أتراجع سرعان ما أدرك أنني مهما جعلت ردّي موزوناََ و متقناََ فإنني لن أسلم من ألسنتهم، من ألسنة أولئك الذين يحسبون أنفسهم مخوّلين للتدخّل بخصوصيّاتي،من ألسنة وحوش الانتقاد الذين تركوا كل ما في حياتهم ليتفّرغّوا لانتقادي و قراراتي.
و لكن أتعلمون ماذا؟
تباََ لكم!
أنا لم و لن أكون يوماََ مجبرة على التبرير،ولكن سأفعل اليوم،ليس لإرضاء فضولكم المزعج أو حتى لإسكات ألسنتكم اللعينة،إنّما فقط لكي افرّغ همومي.
أوّلاََ،أنا لم اتغيّر ، أنا فقط رأيت العالم من وجه آخر و أدركت ان كل من كان يوماََ سبباََ في سعادتي قد يكون أوّل أسباب حزني و ألمي .أنا لم أصبح بلا مشاعر،أنا فقط أضحيت اكثر حذراََ لأن جروح قلبي لم تلتئم بعد،و حتى و ان فعلت فإنها ستترك ندوباََ لا مُحالة.
و اخيراََ،تطلبون مني المغفرة؟!حقاََ؟!وماذا إن أخبرتكم أنّي حاولت بكل جوارحي أن أصفح و أسامح،أنّي تذللتُ و حطّمتُ كبريائي من أجل لعين تافه لن أستطيع يوماََ ان أُسمّيه رجلاََ،أجل،هو فقط لعين آخر اتّخذَ الرجولة تحت مبدأ العنف و الكبرياء ،استغلّ انّه ذكر ليتباهى برجولته و لكن اللعنة على كل من اعتقد انَّ كل ذكر رجل و تباََ لكل من آمن أن جرح و إذلال الأنثى قوّة.
أنا هي أنا،و لكنني النسخة المحدّثة فالنسخة القديمة تدمّرت و ما عاد ينفع وجودها في عالم الوحوش المنافقة المقنّعة،و البقاء للأقوى.
ختاماََ، أنا لم أتغيّر،أنا فقط عشتُ ما لم يعشهُ أحد منكم.

أنت تقرأ
فتاةُ الحديد
No Ficciónالصورة المثالية التي لطالما رسمتها للعالم لم تكن أكثر من مجرّد خيال عابر...