محاولتُكِ لإرضاء الجميع قد تُرضي الجميع فعلاً و لكنّها لن ترضيكِ حتماً...
مع مرور الوقت ستدركين كم أنَّ ابتساماتك أضحت زائفة، كم أنَّ ضحكاتك أصبحت كاذبة و كم أنَّ تصرّفاتك أمست مصطنعة...
ستصلين إلى نقطة تدركين فيها أنَّ عفويتك التي لطالما تميّزتِ بها قُمعت في سبيل إرضاء جموع من المتفرّجين، ستصلين إلى نقطة تستنكرين فيها تصرّفاتك، ستصلين إلى نقطة لن تتعرّفي فيها على نفسكِ حتّى...
كيانكِ الذي لطالما عُرف حرّاً سينقاد وراء مديح الجماهير، سوف تقتنصين الفرص في محاولة منكِ لإرضاء الجميع، سوف تتخلّين عن مبادئك في سبيل كسب رضى الزّائرين، بكلِّ بساطة سوف تتحوّلين...
تحرّكاتكِ ستكون مدروسة تماماً كما أقوالكِ، ستضحين دمية تحرّكها أهواء المشاهد، سيكون هدفكِ الأوحد هو الإرضاء...
و بعد إرضاء الجميع ستدركين كم كنتِ بائسة حين اعتقدتِ أنَّ الإرضاء دليل على المثالية...
ستنظرين للخلف و تلاحظين كم كنتِ مثالية قبل محاولاتكِ المثيرة للشفقة...
و بعدها ستندمين حين تعين أنَّ إرضاء الآخرين ليس الحلَّ بتاتاً...
لذلك من البداية لا تحاولي إرضاء أحدٍ سوى نفسكِ عزيزتي...
أنت تقرأ
فتاةُ الحديد
No Ficciónالصورة المثالية التي لطالما رسمتها للعالم لم تكن أكثر من مجرّد خيال عابر...