الفصل الخامس

2.8K 86 1
                                    


كانت عيني مراد لا تري امامه وهو يدفن عظيمة في مدفنها التي حضرته واشترته هي قبل اشهر. لم يكن يستوعب انها كانت تُحضر لذلك اليوم دون اي مُقدمات. تقف حياة علي باب المدفن وهي تردد وراء الشيخ. كان الحجاب الاسود يزينها رغم عينيها الحمراوتين التي لم تخذلها في هذا اليوم وانهمرت في البكاء بصمت. علي عكس مراد الذي كانت عيناه صلبتين لم يدمع دمعة علي عظيمة، وكأنه بلا مشاعر. كانت بداخله نيران مريبة لذلك فضل الصمت عن التحدث مع اي احد. كان حياة تترقبه من بعيد وصديقيه حوله يساندانه. رغم ما فعلاه معها ودفاع مراد عنها الا انهم كانوا يعلمون الواجب، ولم يتركوا مراد حتي في العزاء في مسجد الرحمن الرحيم. كانت هي تجلس في الامام في قاعة السيدات بينما هو كذلك في قاعة الرجال. لم يفصل بينها الا حائط مزيف ولم يكتمل لآخره. حتي تراه جيداً. كان الرجال يعزوه ولكنه لم يقدر علي التحدث، حتي عيناه كانت واقفة علي عينيها. وكأنه يستند عليها بغضبه ووجه الصارم. لم يزل عينيه من عليها حتي نهاية العزاء.

رفض مراد اي احد ان يبيت معه هذا اليوم فهو لم يقبل مساعدة من احداً قط، بينما حياة كانت قد ركبت السيارة مع صديقاتها ليوصلاها لبيتها.

$

بعد مرور شهر من انعزال كلاً من حياة ومراد في شقته.

كانت حياة تجلس في المُدرج القابل له في الجامعة، لم تُكن تريد ازعاجه أو مضايقته في شئ.

بل كانت تتأمله فقط وصديقيه يحاولون التكلم معه في أي شئ ولكن بلا جدوي.

لم يُكن مراد يريد التحدث منذ ان راي عظيمة هُناك بلا روح.

ايبيك: هتفضلي بصاله كده كتيير؟

نازلي: ماجربتيش تكلميه؟

أصلي: واضح يا حبة عيني انه متأثر قوي.

كانت عينيها عليه لم تتركه لتجاوبهم قائلة: خايفة انه ينفجر في اي لحظة. سكوته غريب ومريب. حاسة اني في كابوس.

نازلي: هو انتي عملتي ايه لما جدتك توفت؟

لتلتفت اليها حياة: كُنت بعيط كل يوم لما يجي القمر يزورني.

أصلي: وكنتِ بتفضلي متمسكة طول النهار؟

تبتسم حياة ابتسامة باهتة: لا عينيا مكنتش بتسيب السماء الزرقاء الصافية والمليئة بالسَحاب. كٌنت بحس ديماً اني قريبة منها ومش هقدر اسيب..

ليقطع كلامها صوت أنور: مفيش فايدة يا حياة، حولنا معاه كتيير.

ليعترف كرم: واضح انه في صدمة كبيرة مش هتخليه يفوق!

جارتي العنيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن