الفصل السادس

2.6K 83 1
                                    


بعد منتصف الليل.

دخلت حياة البناية حتي تصعد السلالم الي دورها الثامن.

لتجد صلاح واقفاً منتظرها ليركض اليها قائلاً: "اتأخرتي اوي!"

تنظر اليه بعينيها المليئة بالدموع وبوجهها الشاحب لتقول: "معلش!"

ينظر الي يديها التي لا تزال علي آثر الجرح فيراها وهي تخبأها فيقول: "ممكن اساعدك؟"

تهز راسها نافية بحذر وهي تتنحي جانباً لتقف امام باب شقتها تحاول فتح باب شقتها، ولكن بلا جدوي فكلما حاول تشد علي عينيها لعدم استطاعتها ذلك.

ياتي صلاح من خلفها "خليني اساعدك."

لتقول صارخة حتي يصل الصوت الي مراد "مش عايزة مساعدة من حد! المساعد ربنا!"

جلست هي علي درجة السلم امام باب شقتها مربعة الايدي وتقرفص نفسها "انا هنام هنا لحد ما احس اني كويسة!"

يرفع صلاح حاجبيه: "ايوة بس-"

لتقاطعه هي: "وقول لصاحبك برافو!"

يبتعد هو عنها ليقول: "طيب طيب هقوله، متقلقيش!"

$

يطرق صلاح باب غرفة مراد.

صلاح: أنا عارف انك صاحي بس البنت اديها لسة حارقاها وشكلها كده هتفضل بيتة علي السلم.. شفلك سرفة! أنا داخل أنام!

انتظر مراد حتي آذان الفجر توضأ هو وفتح الباب ليراها مسندة علي الحائط ونائمة وترتجف من شدة البرد.

شد هو علي عينيه فهو لم يتحمل ان يراها هكذا لذلك هرول راكضاً اسفل البناية يركض ليجد ان كانت هناك اي اخزخانة مازالت فتحة حتي هذا الوقت ليجد بعد طول عناء ولحسن حظه كان مرهم الحرقان آخر عبوتين عنده. فيبتسم مراد لانه سيحاول اصلاح خطأه ولو قليلاً.

ركض هو مثل الطفل الصغير، صعد علي السلالم سريعاً رغم لهثاته وضربات قلبه غير المنتظمة وانحني بجانبها قائلا بهمس: حياة!

تفتح حياة عينيها ببطء لتجده بجانبها.

فتنتفض من مكانها وتقف وهي تشعر بالبرد ليقول سريعاً: "متقلقيش! ممكن تديني ايديك؟"

تهز عينيها برفض مثل الطفلة الصغيرة وهي تقول "بس انا مضايقة منك!"

يبلع ريقه بصعوبة "عارف، أنا آسف. مكانش قصدي!"

جارتي العنيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن