هذه الليلة أطول من المعتاد
المقعدُ بجانبي شاغرٌ
والكأس العاشر فارغٌ من الشَراب
الضوء معطّلٌ تارةً يطفئ وتارةً أخرى يعمل
لوحاتٌ قديمة زيّنت الغرفة
هذه الليلة أطول من المعتاد
الدقائق ترفضُ السقوط من عقارب الساعة بعنادٍ شديد
الأغاني تتغنى بحزني ويأسي
الضوء المعطّل يغمض ويفتح عيناهُ مجددًا
لا زِلت جالسًا
أراقب الظِلال الحزينة مثلي،
الليلة أطولُ من المعتاد،
دموعي متصلبةٌ ترفضُ الإنزلاق
والشرابُ حارقٌ يذكّرني بأنني لم أطفأ الحريق الذي شبّ في صدري
الساعة الثانية فجرًا
وعواصِف قلبي تهيجُ
نحيبٌ مجهول الهوية أهلعني
نهضتُ حائرًا
حانقًا
أو ربما خائفًا
بحثتُ عن مصدر النواح
بحثتُ
ثم
بحثتُ
حتّى توقّفت أمام مرآة موضوعة على الحائط
رأيتهُ
يحدّق بعينين صفراوين غارقتين في الهَم
يجهشُ بالبكاء يرجو الرحمة منّي
ألم نتفق على عدم البكاء؟
لمَ خنتني؟
لقد وعدنا بعضنا بعدم البكاء فتوقف عن ذرف ذلك السائل الملحيّ!
إنهُ يوقظ أحزاني، ويطعنُ جروحي، يبللّ خيوطَ قلبي الليّنة
وما الدموع إلا سائلٌ مالحٌ بللّ أوجاعنا
ومزّق أوهامنا الورديّة.في النهاية، هذه الليلة تبدو أطول من المعتاد.
أنت تقرأ
نادي الكؤوس الفارغة
No Ficciónكانت امرأةً غريبة، تردد دومًا أنها مصابة بلعناتٍ كثيرة، لعنة حب، لعنة عائلة، لعنة حظ سيئ، من يراها يظنّها ساحرة، امرأة ثملة، تتفوه بالهراء فقط! -كتاب نصوص قصيرة- محتوى سلبي ويتضمن ألفاظ جريئة، جميع الكؤوس من كتابتي، يمنع النسخ أو السرقة، لا يسمح با...