الحلقة13

1.9K 41 0
                                    

#وآخرون_يعشقون
الحلقة( 13)
خرجت نادية من العيادة وهي تكاد ان تسقط علي وجهها من سرعة خطواتها....
اخدت اول تاكسي وتوجهت نحو البيت
وجدت باب المزرعة مفتوح دخلت كالطوفان ناحية بيت خالد طرقت الباب بحجر إلتقمته من علي الارض وتضغط علي الجرس في نفس الوقت...
وعندما لم تجد ردا ....توجهت نحو بيت الحاج محمد لتجده علي جلسته تحت الزيتونة الكبيرة المقابلة لبيته....
وقفت امامه وبكل قوتها ضربت العالة بقدمها لينتفض وهو يراها امامه ..
- وين ولدك ...؟
- انتي هبلت ؟؟
- ايه هبلت ..وين ولدك ؟؟
في هده اللحظات كان عز الدين متوجها لبيته ليجد نادية تصرخ كالمجنونة ...
اما خالد الذي كان نائما في الدور العلوي لبيت والده نهض علي صوت طرقاتها علي باب بيته ثم انتفض عندما سمع صراخها ....
نظر من النافدة ليجدها واقفة امام والده وهي تصرخ شعر بالغضب يجري في عروقه ونزل بأقصي سرعته ليؤدب هذه المخلوقة ...
اما توفيق فكان عند جدته مع والده عندما سمعوا ما يحدث فخرج هو الآخر مسرعا تاركا جدته تجاهد لتنهض وهي تنادي عديلة لمساعدتها علي اللحاق به...
خرج خالد متوجها نحوها وهو يزمجر
- انتي شكلك متربيتيش وتبي اللي يربيك ياساقطة...
لتشهق وكأنها خافت منه .
- حسك خوفتني يا خلودة ..والا بالك تحسابني وردة ممرضة مصحة الامل ...اللي كنت مصاحبها وماشي جاي انت وياها علي شقة طريق المطار.... والا بالك تحسابني صاحبتها مودة اللي ضحكت عليها ولما خوفاتك بالفضيحة تزوجتها يومين وطلقتها ...والا ..والا...انا الساقطة والا انت ياسافل ياللي منشريكش في سوق التريس (الرجالة)بقرش...
كان الجميع تقريبا بما فيهم خالد في حالة من الذهول
فخالد لم يخطر في باله ان هنالك من يعرف بأسراره
وعز الدين ارتسمت علامات الغضب علي وجهه فأكثر ما يغضبه هو المساس بالأعراض اما الحاج محمد بقي جالسا وكانه يشاهد كابوسا يتمني ان ينتهي....
اما توفيق فارتسمت ضحكة مكبوتة علي محياه فخالد اكلها بالقاضية.....وتذكر تعبير مصري كان يقوله احد زملائه الازهريين خفاف الدم ...(لقد فرشت له الملاية.)....فهو قد علم من سليمان بما فعله خالد وهو يعذرها تماما وان كان يرفض هذا الاسلوب ...لكنه يناسب هذه اللبوة...استمر في إخفاء ضحكات السخرية التي كانت ترتسم علي وجهه لكنه لم يستطع فبقي يضحك وهو يخفي وجهه بيده ....
فهذا الخالد يستحق فعلا مافعلته به نادية ....كسرت تعجرفه امام العائلة بأكملها ولن يستطيع استعراض عضلاته الاخلاقية علي احد بعد اليوم....
لقد علمت عليه....
ثم استدارت نادية ناحية الجدة وملامحها لاتبشر بالخير
- شوفي ياحاجة ولد ولدك بهدل اختي وضربها ياتاخدي حقها ياناخده انا ...
هنا تكلم خالد بحقد
- حق شنو اللي بتاخديه؟؟؟ثم اكمل بإستخفاف وحقد وبشنو بتاخديه ؟؟؟؟ يالميمة
نظرت ناحيته بشراسة
- ناخده بهذا ياروح امك
قدفت عليه الحجر الذي كان لايزال بيدها وعندما تحشاه
نزعت حذائها لتلقيه عليه ليصيب كعبه راسه ليسبب له كدمة في منتصف جبهته...توجه نحوها ليضربها
لكن هنا صرخ عزالدين بقوة
- ياسر انت وياها ياسر...ولا كلمة
هزت الجدة رأسها وتوجهت بالكلام لنادية....
- انا قلتها قبل ونقولها توا ريم تحت جناحي ..انتي بس خشي توا نبيك في كلمتين وماليك الا اللي يسرك ...
دخلت نادية مع الجدة وهي تسندها بعد ان دفعت بعديلة بعيدا...فهي لاتحب هذه العديلة ...حشرية ومحبة لثرثرة
جلست مع الجدة التي تكلمت بهدؤ:
- في الاولة يانادية اللي صار برا ...مديراش بنت البيتية المتربية ....البنت اللي ليها كبير تمشي لكبيرها وهو ياخد حقها ...ومعليش يابنتي خودي مني كلمة تنفعك ... انتي بنت والبنت ليها حدود سوا عجبتنا والا معجبتناش...المفروض جيتيني انا والا عمك احمد وشوفي اللي انديره فيه....هدي الاولة...والثانية
ثم وجهت لها سؤال مباشرا وقاطعا
- اللي قلتيه برا يانادية ..حق والا كلام ولد عم حديث...
- لا ياحاجة حق وحق الحق ...وان كنت سكت عليه السنين اللي فاتت بس لان الموضوع ميخصنيش...لكن عند ريم ويوقف...
- باهي وعندك اللي يثبت كلامك...
هنا دخلت نورية قائلة
- الشقة مزبوط موجودة في طريق المطار ورفع ريم ليها واتصل بيا انا وسليمان لما خافها تموت منه...
صمتت الجدة لدقائق قبل ان ترفع رأسها
- نورية...ناديه هو وبوه وخوه وتوفيق...
- حاضر
كان خالد واقف يستمع لمسبات عز الدين عندما سمعا صوت نورية تناديهم ...نهض الحاج محمد بصعوبة متجاهلا خالد وعز الدين ...
اما توفيق فكان جالسا مع والده في حجرة المعيشة القريبة من حجرة الجدة ...فشئ ما منعه من الابتعاد عن البيت ونادية فيه ....
دخل الجميع لحجرة الجدة التي قالت لنادية
- شن اللي يرضيك يانادية ؟؟
- اللي اديريه ماشي
- خالد اول هام ..اوراق ملكية الشقة تعطيها لعز الدين اللي يبيعها ويجيب حقها يحطه قدامي...وثاني هام ..
هنا نهضت متثاقلة ورفعت عصاها بإتجاه إبنها محمد وقالت ببرود :
ربي ولدك يامحمد.... وخود حق المسكينة اليتيمة ....توجه الحاج محمد نحوه وبدأ بضربه بكل ماوتي من قوة .....
...وكلما حاول النهوض ليخرج كان عز الدين يعيده ناحية والده الذي كان يشعر بخيبة الامل فيه لم يكن مهتم بأمر ريم بقدر ما كان مهتم بصورته امام العائلة ....فخالد حطم تماما قشور المثالية والمحافظة علي التقاليد التي تجاوزها ابنه بكل قوة....
وبعد ان انتهي منه عندما سمع والدته
تطلب منه التوقف توجهت لنادية
- فلوس الشقة تنزل في حساب ريم ...ولو مش راضية قولي يابنتي ...
- عن نفسي راضية ونص...لكن ريم منعرفش....
ونهضت نادية مستأذنة لتعود لبيتها.....وهنا طلبت من الجميع الخروج الا خالد...
- زاني ياخالد...زاني....علاش شن ناقصك... وتزوجت حتي اربعة...لكن زني ياخالد زني....انت متعرفش ان الزاني يزني به ولو بعد حين....عموما قصر الكلام ...ريم متجيش جيهتها لا بيخير ولا بشر
...تعيش معاك وفي حوشك( متطيرش عليها النسمة)
....وربك يسر الامور...
اشاحت بوجهها عنه بمعني انه انتهي الكلام...
خرج وهو يمسح الدم السائل من انفه وفمه ليجد ان نادية لم تعد للبيت انما كانت واقفة مع فاتن وكأنها كانت تنتظر خروجه لتنظر له بعين الشماتة ثم استدارت وهي تطلق ضحكة مائعة مليئة بالسخرية ...سببت ارتفاع الضغط له
بقي للحظات ينظر ناحيتها قبل ان يلتفت ليجد امامه فاتن التي نظرت له بإحتقار
- يعني ريم بس اللي شاطر توري فلاحتك عليها ..لكن ربي طيحك في اللي معندهاش الريح وين يدور ...والصراحة مسحت علي قلبي ...تستاهل...
اكمل سيره وهو يعرج فضربات وغضب والده لم يتركا بقعة لم تطالها توجه لبيت والده ليجد البيت موصد وعندما حاول فتحه سمع صوت والده
- الحوش هدا مليكش فيه مكان لين ترضي امي عليك
ياهايت ياصايع ..ياقليل التربية....
ابتعد متوجها لبيته وهو يشعر بانه كالكلب المسعور الذي يتحاشاه الجميع....

وآخرون يعشقون بقلم الكاتبة (انسام ليبيا )مزيج بين الفصحي والعامية❤ (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن