البارت الواحد و الثلاثون

320 41 4
                                    

"إنه ليس مجرد شعور.. بل نوبة فزع
أنا أشعر أنني عاجزة عن التنفس"














"صباح الخير آنسة لي"
قال المدير عندما رأى سورا تدخل المدرسة لتبتسم له و تردها
"صباح الخير سيد جانغ"
"أنتِ جديدة هنا و لا تعلمين هذا لذا قررت اخباركِ بنفسي، اليوم ليس هناك دراسة ، اليوم هو يوم لقاء أولياء التلاميذ، سوف يأتِ كل تلميذ مع ولي أمره ليتحدثوا معكِ قليلا و يسألوا عن أولادهم، يمكنكِ أن تتوجهي نحو قسمكِ لقد أتى بعض الأولياء بالفعل و هم ينتظرونكِ هناك"
تكلم لتصمت الأخرى قليلا ثم ترد
" حسناً سيدي، شكرا لكَ على إخباري "
قالت تبتعد، حين وصلت أمام قسمها ضربت جبينها براحة يدها 'يا إلهي، أتمنى أن لا أجده هنا، لا بل أتمنى أن لا يأتي' كلمت نفسها لتأخذ نفسا عميقا و تدخل.

بعد أن التقت كل الأولياء و بمن فيهم جين اللذي عرفها و دردش معها قليلا، القت رأسها على كرسيها تزفر براحة، هو لم يأتي، ابتسمت قليلا لتسمع طرقا على الباب لتنتفض
"ا.. آسف، هل أخفتكِ؟"
سأل بنبرة هادئة بصوته الساحر ذاك، تصنمت في مكانها عيناها اتسعت قليلا، ضربات قلبها بدأت بالتسارع، صفعت نفسها داخلياً لتعتدل في جلستها على مكتبها و تردف
"تفضل سيد بارك"
قالت بنبرة باردة تخفي توترها، تقدم هو ليجلس مقابلا لها، سورا الصغيرة جلست بجانبه، ابتسمت لسورا لتسألها
"كيف حالكِ سورا؟ ، أنت تبدين جميلة جداً اليوم"
ابتسمت الصغيرة لها أيضاً لترد
"شكرا لكِ آنستي"
اتسعت عينا جيمين قليلا ليبتسم و يعيد نظره للتي تقابله
"هي لم تتكلم مع أي أستاذ من قبل، أنا حتى لم أصدق حين قال جونغكوك أنها تكلمكِ"
"أنا أعلم ذلك"
قالت ببرود تقلب عيناها و ترجع نظرها للفتاة
"هل تعلمين شيئاً، هي تذكرني بكِ كثيراً، خجلها و احمرار وجنتاها حين يكلمها أحد ما، لطافتها، و كذلك.. شعرها الطويل"
قال جيمين ينظر للأخرى ، نظرته كانت تحمل الكثير من الشوق، و لم ترد.
" لماذا قصصتيه؟ "
سألها لترجع نظرها نحوه بغضب
"هذا ليس من شأنك"
ردت بقسوة.
لاحظت الفتاة الصغيرة التوتر بينهما، نظرت سورا نحوها تبتسم لها باتساع
"سورا صغيرتي، هل أعطيكِ ورقة و قلماً لترسمي؟"
قالت سورا تحث الصغيرة لتبتسم لها باتساع و تومئ.
أخذت سورا حقيبتها و أخرجت منها ورقة و قلم لتعطيهما للفتاة و تضع حقيبتها فوق المكتب، تركيز الفتاة الصغيرة ذهب نحو القلادة التي تتدلى من جانب الحقيبة لتمسكها بيديها الصغيرتين التي تشبه خاصة والدها، عيني سورا اتسعت قليلا لتنقل نظرها نحو جيمين، كان ينظر للقلادة هو الآخر، شتمت سورا نفسها داخليا لترجع خصلة وراء أذنها و تشبك يديها ببعض، رجلها كانت تتحرك بتوتر تحت المكتب، رن هاتف جيمين لتشكر سورا اللذي اتصل الآن و ترخي عضلاتها المشدودة قليلا، استأذن جيمين ليخرج و يتكلم في الهاتف، اطلقت سورا تنهيدة تغمض عينيها و تفتحهما ثم نظرت نحو الفتاة الصغيرة التي اعجبت بالقلادة
"آنستي، من هذه؟"
سألت الفتاة الصغيرة بابتسامة واسعة، جيمين كان سيدخل لكنه توقف يراقبهما بهدوء
"هذه أنا"
أجابت سورا بمزاح تنظر هي الأخرى للقلادة
"حقاً! " قالت الصغيرة تبتسم لتكمل
"لكن أين جناحكِ الآخر؟"
صمتت سورا قليلا نظر جيمين تركز فوقها، شردت سورا في الفراغ قليلا تتذكر ذكرى مؤلمة لتصفع نفسها داخليا بسرعة و تعقد ذراعيها أمام صدرها تلقي ظهرها على الكرسي لتردف
" كسره لي أحد ما"
جيمين كان ينظر نحوها تذكر اليوم اللذي تركها به ليشعر بشيئ يعتصر قلبه، تقدم قليلا نحوهما لتلاحظه سورا، سحبت حقيبتها لتحملها و تستقيم
"إلى أين؟ "
سألها بهدوء
"أنت آخر ولي أقابله اليوم، سأعود للمنزل، وداعاً صغيرتي "
قالت ببرود تلوح للصغيرة و تبتعد، أمسكها من معصمها لتستدير و تنظر إلى مكان يده بعينين متسعتين، ابعد يده و تكلم
"انتظري سورا، دعينا نتكلم.. فقط لدقيقة واحدة "

اتجها للرواق خارج القسم وتركا الفتاة لوحدها ترسم
"حسنا تكلم"
قالت تشبك ذراعيها عند صدرها،
" سورا أنا.. حقاً لا أعلم ماذا أقول ،  منذ متى وأنتِ هنا بأمريكا، إن كنت أعلم أنكِ هنا.. أو أنكِ ستسافرين إلى هنا كنت سـ..، كانت الأمور لتكون مختلفة الآن..، أنا حقاً آسف "
تكلم بتلبك يدير احدى خواتمه باصبعه
"أولاً :على ماذا تتأسف الآن ، على خيانتكَ لي سابقاً، أم لتركك لي بتلكَ الطريقة، لرحيلكَ و ابتعادكَ عني، أم للإخلاف بوعدكَ لي، لثقتي التي خنتها أم قلبي اللذي كسرته، عليكَ أن تحدد على ماذا بالضبط أنت تعتذر ، وثانياً: لم تكن الأمور لتتحسن أبدأ لو رأيتني من قبل أو علمت بمجيئي لهنا "
رفعت ذراعها لتفتقد الساعة
" لقد انتهت الدقيقة سيد بارك "
بصقت كلماتها الأخيرة بنفس نبرتها الباردة، و بدأت بالمشي لكن يداً أمسكتها من معصمها بقوة لتديرها نحوه، أمسكها من خصرها يشدها نحوه ، اتسعت عيناها لحركته المفاجئة، و شعرت أن قلبها يكاد يخرج من مكانه، لم تكن تفصل بينهما سوى إنشات، نظر جيمين داخل عينيها
" سورا.. أنا لا أزال أحبكِ، لقد.. حاولت بالفعل نسيانكِ لكنني فقط لا أستطيع، أنا أراكِ في كل مكان حتى في أحلامي، أنا نادم حد اللعنة على كل ما فعلته، لقد كنت غبياً و طائشاً، ظننت أنكِ بهذه الطريقة ستنسينني لأنه لم تكن لدي ذرة شكٍ أو اعتقاد لعيين أنكِ ستأتين إلى هنا، و أنا مستعد لتعويضكِ عن كل ما حدث"
قال بنبرة ثقيلة و جدية ينظر نحو عينيها بانكسار، دمعة خانت سورا لتتكلم
" أترك يدي.. أنتَ تؤلمني"
انتبه لاشتداد قبضته على معصمها ليتركها و يعتذر، مسحت دمعتها لترفع رأسها نحوه
"بالنسبة لي أنا، لقد تجاوزت الأمر منذ زمن، أنت أصبحت من الماضي بالنسبة لي"
بصقت كلماتها الأخيرة و ذهبت تاركةً إياه متصنما بمكانه.

***

دخلت للمنزل تضرب الباب ورائها بقوة، انتفضت ميرا و خرجت بسرعة من المطبخ
"ماذا هناك؟؟ "
سألت ميرا لتجد الأخرى جالسة على الأريكة و تحتضن رأسها، تقدمت نحوها
"سورا؟! هل أنتِ بخير؟"
رفعت سورا رأسها لتجدها غارقة في دموعها، جلست بجانبها لتحتضنها، بكت سورا بحضن صديقتها لدقائق ثم ابتعدت
"لقد قال أنه لا زال يحبني"
قالت بنبرة مكسورة، عيناها أصبحت حمراء و منتفخة من البكاء
"لماذا ظهر الآن، لقد.. لقد كنت بخير بدونه أنا لا أريد رؤيته، لقد تجاوزت الأمر بصعوبة و بعد كل هذه السنين يأتي ليقول أنه نادم و سيعوضني، هذا رائع "
قالت باستهزاء
"سورا حبيبتي، من يعلم، ماذا لو كان يعاني كل هذه السنين مثلكِ فقط! و هو لا زال يحبكِ حقاً؟"
تكلمت ميرا بلطف، سكتت سورا وشردت قليلا لترجع نظرها لصديقتها و تستقيم تمسح دموعها
" لا أظن ذلكَ، هو متزوج و لديه فتاة بالفعل"
كانت سورا تتجه لغرفتها، لتستقيم الأخرى و تتكلم
" و اسمها سورا"
تصنمت بمكانها قليلا ابتسامة كادت أن ترتسم على ثغرها لكنها منعتها بصعوبة ثم دخلت غرفتها.

"𝐋𝐢𝐞 |★| ٌكِـذْبـَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن