البارت الخامس

429 55 4
                                    

"سحَرَ عينيها منظر المطر خارجا، تذكرته فجأة، حملت يديها لحضنها تشبكهما معاً كاستعداد لتتمنى أمنية .. 'أتمنى أنني عنيت لكَ شيئا' "







"تعالي هنا يا بقرة، ألا تتحملون رؤيتي أنعم بوقت جميل مع حبيبي لتفسدوه"
قالت و هي تجُر الاخرى وراءها.
"سورا ماللعنة لقد كنت أكلم لوكاس ذلك الوسيم كيف تجرينني هكذا من أمامه هذه وقاحة منكِ، و ما دخلي أنا بك أنتِ و قصيركِ اللعين اتركيني"
قالت هيورين و هي تفلت يدها من بين يدي سورا.
" انظري لذلك الوسيم الآخر الذي يتكلم من جيمين هناك انه يريد ان يُكلمك هيا معي"
قالت سورا تقنع الاخرى بالذهاب معها.
" أولاً إنه ليس وسيم بل لوكاس أجمل منه، ثانيا سأذهب لأجلك فقط، ثالثا ستقومين بحل فرضي المنزلي كرد للجميل"
قالت هيورين تعد باصابعها.
"حسنا لكِ ذلك تعالي فقط، انتظري لحظة أين جيسو؟ "
توقفت للحظة تتذكر الاخرى الآن
" لقد اتصلت بها والدتها، هي عادت للمنزل بالفعل "
ردت هيورين
" حسنا"

تركت سورا الاثنان جين و هيورين يتكلمان و عادت لمكانها امامه تبتسم له.

"انه مزعج، لقد أفسد جلستنا"
قال جيمين ينظر باتجاه جين.
" لا بأس بذلك "
قالت تبتسم له مرة اخرى سرح هو في وجهها  بملامحه الباردة تلك ثانية ينقل نظره بين عينيها و شفتاها، اختفت ابتسامتها تنظر لعينيه بدورها، لون عينيه اصبح اعمق، كل ذرة في جسمها تطلب منها ابعاد نظرها لكنها لا تستطيع، فقط لا تستطيع، استمرت مباراة التحديق تلك لثواني حتى أعلن جيمين انهزامه بابعاده لنظره ، صفعت هي بدورها نفسها داخليا تنزل رأسها للأرض وجنتاها تحترقان.
"هل تحملين كراساً و قلم؟"
اردف جيمين يكسر ذلك الصمت الغريب، ولكن سؤاله كان أحمق  قليلا هي أمام المدرسة و حقيبتها على ظهرها، بالطبع ستحمل قلما وورقة، حتى هو بدوره يفعل.
"نعم، أكيد ... لكن لماذا؟"
قالت مستغربة من طلبه.
"اكتبي رقم هاتفي عندكِ"
اردف، و بعد ثواني اخرجت هي كراسا و كتبت رقمه و هو يمليه عليها.
"اتصلي بي حين تكونين لوحدكِ"
قال و هو ينظر اليها
"حسنـ..
سُرعان ما قوطِع جوابها بصراخ صديقتها في وجه الذي يزعم انه 'الوسيم العالمي'.

"اسمع أيها المتعجرف الأخرق، هل تظنني ذلك النوع من الفتيات، هيا اِحمل نفسك و اغرب عن وجهي حالا واِلا صفعتك صفعة تُغير ملامحك هذه"
"حسنا سنذهب لا تصرخي"
قال جين يدور مفاتيح سيارته في اصبعه و ينظر لهيورين من راسها لاخمص قدميها عدة مرات و هو يبتعد .

"مالذي حدث"
ركضت سورا مسرعة في اتجاه صديقتها تاركة جيمين يجلس بنفس مكانه خلفها.
" هيوريين هيوريييين انتظريني يا فتاة، ااااه كيف تستطيع بقرة في وزنكِ أن تجري بهذه السرعة"
وقفت تلتقط انفاسها، استدارت لها هيورين و اردفت
" هل تعلمين مالذي قاله لي  ذلك المتعجرف،  لقد قال انه يريد مواعدتي و حين رفضت للمرة الثالثة، ضرب على سيارته و قال و هذه ألن تغير رأيك أيضاً ، أيظن حقا أنه سيغريني بماله و سيارته تلك، اقسم لو رأيته مرة اخرى أنني سأكسر تلك السيارة بيدي هاتين"
قالت و هي تلوح بيديها تكاد تنفجر من الغضب.
حسنا هي معها حق، هناك نوع من الفتيان يظنون أن الفتيات تحب المادة فقط، اي لا تهتم لشيء سوى المال، يؤمنون أنها ستترك كل شيء ورائها و حتى عائلتها لاجل المال، لكن ليس كل الفتيات هكذا، خصوصا صديقاتنا هنا.
احتضنتها سورا تعتذر منها لانها هي من جعلتها تكلمه، لتثبت له أنها تحب جيمين كما زَعمتْ، هي لا تحتاج ان تثبت ذلك لأحد، كل ما فعلته هو انها اخطأت في حق صديقتها لانها فكرت في نفسها فقط ، ربتت الاخرى على ظهرها تطلب منها ألا تعتذر فهي لم تعلم انه ذلك النوع من الفتيان.

عادت سورا لجيمين الذي مازال جالسا في نفس المكان في انتظارها
"انا اسفة جيمين هي غاضبة و اصلا يجب ان نعود للمنزل الآن، لقد تأخر الوقت"
"حسنا اذهبي الى اللقاء"
لوح لها لتعود لصديقتها و يمشيا معا للمنزل، بعد قليل من الخطوات كانت امامهم سيارة بيضاء يركب بها كل من جين و جيمين، جيمين كان قد ارتدى نضاراته بالفعل انزلهم قليلا ليلقي نظرة عليها ابتسمت بخفه ليقاطعها جين و هو يصرخ.
" هااي سورا  ، جيمين يُحِبك ايضا"
قال كرد على اثباتها له حبها من قبل.
وضعت يدها على فمها من الخجل و هي  تقهقه، هو حقا يعلم كيف يجعلها تبتسم بصدق ، لكن هل سيفعل ذلك دائماً ...!

"𝐋𝐢𝐞 |★| ٌكِـذْبـَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن