✨ الذنوب والمعاصي ✨
🔺القسم الثاني🔺
🔹منشأ الذنوب🔹- إن منشأ الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان يمكن اختصاره بكلمةٍ واحدة وهي :
رؤية الإنسان كماله وسعادته وغناه في أمورٍ أخرى لا ارتباط لها بالحق تعالى والآخرة،
بل يجد أن سعادته تكمن في ملذّات الدنيا وشهواتها، فيسعى خلفها دون أيّ وازعٍ ولا رادعٍ، حتى إذا أسرف وخالف أمر الله فيها وقع فيما لا تحمد عقباه.
لذا قالوا إن منشأ الذنوب والمعاصي يعود في الأساس إلى حب الإنسان للدنيا وانغماسه فيها،
كما في الحديث عن الإمام الصادق: "حب الدنيا رأس كل خطيئة". فالإنسان إذا سعى وراء شهوات الدنيا أعمته عن الحق تعالى وعن الآخرة حتى ينساها، والنتيجة: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ .
وليس المقصود من حب الدنيا حب الطبيعة من الجبال والأنهار وغيرها أو حب الناس، بل المراد بحب الدنيا تعلق القلب بها بحيث تشكل عائقاً أمام ارتقاء الإنسان وسفره نحو الحق تعالى.
#يتبع
.
وبشكلٍ أدقّ إن تعلق القلب بملذات الدنيا وشهواتها وأموالها وزينتها الى الحدّ الذي يحول دون توجّه عقل الإنسان وقلبه وفكره وعمله الى الله سبحانه وتعالى،
وإلى الحدّ الذي يدفعه للوقوع في الحرام هو المذموم وهو الدنيا التي ورد ذكرها في الروايات الشريفة أنها رأس كل ذنبٍ وخطيئة، ففي الحديث أنه ممّا وعظ به الله تعالى عيسى عليه السلام: "يا عيسى... واعلم أَن رأس كل خطيئة وذنب هو حبّ الدنيا فلا تحبّها فإني لا أحبّها".
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: "حبّ الدنيا يفسد العقل ويصمّ القلب عن سماع الحكمة ويوجب أَليم العقاب".
وأَوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: "إن كنت تحبني فأَخرج حبّ الدنيا من قلبك فإن حبّي وحبّها لا يجتمعان في قلب".
#يتبع
#خادمة_الزهراء.