🔺 القسم الرابع 🔺

47 4 0
                                    

✨ الذنوب والمعاصي ✨

🔺 القسم الرابع 🔺
🔹التوبة كفّارة الذنب🔹

صحيح أن للمعصية آثاراً سلبيةً في حياة الإنسان، وهي سببٌ في انحطاط الإنسان وتسافله وبالتالي استقراره في دركات الشقاء والحرمان.

ولكن هذا لا يعني أن العذاب أصبح أمراً واقعاً ولا مفرّ منه أبداً، بل لدى الإنسان فرصةٌ حقيقيةٌ لتدارك الأمر وإصلاح ما فسد، بل وللارتقاء مجدداً في مدارج الكمال والقرب من الله الرحيم لأن رحمته تعالى وسعت كلّ شي: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾،

وذلك عندما يتوب الإنسان العاصي من معصيته ويرجع إلى ربّه، فإنه سيجد عندها ربّاً توّاباً رحيماً: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

وهذا الباب من نعم الله الكبرى وألطافه العظمى التي وهبها لعباده، لأنه لو يؤاخذ الله عباده بذنوبهم لهلكوا ولما نجا منهم إلا القليل ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ﴾،

ولكن رحمته تعالى سبقت غضبه لذا ﴿يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾، رأفةً بهم وإحساناً إليهم، لأنه لطيفٌ بعباده، عطوفٌ عليهم.

والرحمة الإلهية لم تقتصر على المغفرة في حال تاب العبد ورجع إلى ربه، بل وعد الله المنيبين إليه بأن يكفّر عنهم سيئاتهم ويسترها عن الناس، ويدخلهم الجنة أيضاً: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.

#يتبع.

ولكن للتوبة النّصوح شروطاً ينبغي مراعاتها حتى تصبح مقبولةً عند الله وبالتالي تؤتي ثمارها الطيبة ،

وهذا ما بيّنه أمير المؤمنين علي عليه السلام في ردّه على من قال في حضرته: "أستغفر الله" حيث أجابه عليه السلام:

"ثكلتك أمك ... أتدري ما الاستغفار؟ إن الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان :

أولها الندم على ما مضى.
الثاني: العزم على ترك العودة إليه.
الثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه أملس ليس عليك تبعة.
الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.
الخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
السادس: أن تذيق الجسد ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية" .

⭐️ وفي الختام نلفت النظر إلى ثلاثة أمورٍ في غاية الأهمية لها علاقة بالتوبة وهي من أهم آثارها، وهي:

أولاً: أن الله تعالى يحب عبده التائب والعائد إليه بعد طول انقطاعٍ عنه:﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.

ثانياً: أن التائب من الذنب في الحقيقة كمن لا ذنب له. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

ثالثاً: أن الأعمال الصالحة تساعد الإنسان على التخلّص من آثار وتبعات الذنوب والمعاصي، وتعوّض عليه شيئاً مما فات: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾.  

والحمد لله رب العالمين

#خادمة_الزهراء

الذنوب والمعاصي💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن