الفصل الأول

4.3K 52 1
                                    


#عند_النبضة_الأولى
.. الفصل الأول ..

عند النبضة الأولى أعلم أنك سقط !
ركضت سمر إلى صديقاتها وهي تهتف بسعادة
• يابنات نجحنا كلنا ..
نهضوا يهللوا بفرح يهنئون بعضهم عدا أميرة تلك التي تجلس صامتة منذ بداية اليوم فـ هتفت بها نيرة
• يابومة أفرحي أنتِ نجحتي
رمقتها بنظرة لامبالاية ورحلت سريعاً من أمامهم والدموع تتجمع بمقلتيها وهي تكبحها خشية ان تظهر ضعفها امامهم
وقفوا جميعا ينظروا إليها بينما همست فرح
• انا هروح اشوفها
وركضت خلفها سريعاً تهتف بها
• أستني يا أميرة ..
وقفت أميرة دون ان تلتفت وقد سقطت دموعها بغزاره في حين لحقت بها فرح ووقفت أمامها لتتسع عينيها من هول ما رأت فـ همست بقلق
• مالك يا أميرة ، ليه الدموع دي ؟
صمتت أميرة ولا تعرف بما تجيبها بينما همست فرح
• أميرة أحنا صحاب من زمان ، لو مش عايزة تتكلمي دلوقتي مش مشكلة ، بس ف اي وقت حبيتي تتكلمي فيه انا هسمعك
أومات لها ورحلت سريعاً بينما ظلت فرح واقفة تتابعها حتى أطمئنت انها أستقلت سيارة أجرى
كادت تلتفت لتعود إلى صديقاتها لكنها لمحت ذلك الذي يجلس بالقرب منها ينظر إليها بأبتسامة ثم يعود إلى الدفتر أمامه وكأنه يكتب او يرسم شئ
فضولها نحوه جعلها تتقدم منه سائلة
•حضرتك بتبصلي كدة ليه ؟
رفع الدفتر امام عينيها لتقابلها ملامحها منحوتة بدقة لا تنكر انها اعجبت برسمه ، كادت تهتف به تنهره انه رسمها دون علمها لكن سرعان ما توقفت الكلمات بحلقها وقد وقف لتقابلها عينيه الخضراء لا تعلم ما حدث لها فقط شعرت برجفة أجتاحت جسدها بأكمله أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس بتلعثم
• أنت .. أنت ....
أبتسم لها بعذوبية هامساً بدوره
• انا إيه ؟
رمشت بأهدابها عدة مرات وقد استعادت بعض من ثباتها فـ هتفت به
• انت ازاي وليه ترسمني ؟
أمسك بالدفتر ليقتطع منه الورقة التي رسمها بها ثم أعطاها لها قائلا
• كدة كدة كنت هديهالك ، ورسمتك لأن ملامحك جميلة اوي
قال جملته الأخيرة بهمس ثم أمسك بكفها بين يديه وأقترب معرفاً نفسه
• إسلام
تنهدت ببطئ ونظرت إلى كفها الذي أصبح أسير يديه ورفعت عينيها إليه هامسة
• فرح ..
وكأن العالم توقف من حولهم ، لم يسمعوا سوا تلك النبضة التي صدرت عن قلبيهما معاً

•••••

عادت فرح إلى المنزل وهي تمسك بتلك الرسمة خاصتها .. نظرت إلى ملامحها وحروف أسمه المطبوعة بجانبها
أبتسمت بحالمية و أتجهت ناحية غرفتها وقبل ان تدلف أستمعت إلى صوت بكاء شقيقتها من الغرفة المجاورة لها فـ غيرت أتجاهها وذهبت نحوها لتجدها تجفف دموعها بسرعة ف دلفت وجلست بجانبها على الفراش سائلة
• مالك يا فريدة ؟
رفعت فريدة عينيها إلى فرح ثم همست
• ماليش
• طب بتعيطي ليه ؟
سألت فرح لتجيبها شقيقتها
• لا بعيط ولا حاجة ، دي تقريبا عيني مطروفة
أبتسمت فرح بسخرية
• ودي الكدبة اللي المفروض اي عبيط يصدقها
صاحت بها فريدة
• انتِ عايزة إيه يافرح ؟
• عايزة أعرف مالك يافريدة !!
نهضت فريدة تقف بجانب الفراش وهي تهتف بها
• مالكيش دعوة بيا وأتفضلي أطلعي برة الأوضة خالص .. عايزة أبقى لوحدي .
نهضت فرح بحزن وخرجت من الغرفة ثم توجهت إلى غرفتها .. أرتمت على الفراش وأبتسمت بألم وهي تتذكر انها اجتازت أمتحاناتها بتفوق وستصعد إلى المرحلة الثانية .. لكنها ليس لديها أحد لتخبره بفرحتها والديها مسافران .. حتى شقيقتها حزينة ولا تعرف لما ، أمسكت بهاتفها تتطلع إلى رقمه ثم ضغط عليه لتستمع إلى الرنين الذي أستمر لثواني وجاء صوته هامساً بتعجب
• فرح !
أدركت فداحة ما فعلت .. لما هاتفته .. لاحظ صمتها وعلم انها تلوم نفسها فـ قرر نداءه
• فرح !! ردي
• انا .. انا أسفة اني كلمتك
أبتسم هامساً
• ليه بتتأسفي ؟
• مش عارفة ...
أتسعت أبتسامته وكان هو يحضر قدح من القهوة له فـ قال
• أتكلمي يافرح 
تنهدت بعنف وهمست
• انا نجحت النهاردة بقيت ف سنة تانيه
• بجد ! ألف مبروك يا فرح ..
صمتت قليلاً ثم قالت
• انا مالقيتش حد أقوله غيرك
وكان الدور عليه ليصمت هو .. هل هي وحيدة إلى تلك الدرجة
• طب ايه رأيك بالمناسبة الحلوة دي .. نخرج نتعشى الليلة سوا
قالها لتجيبه مسرعة
• لا ماينفعش انا مابخرجش بالليل
جلس على المقعد ووضع قدح القهوة جانبه قبل ان يجيبها
• ليه مابتخرجيش بالليل
• لأن ببساطة احنا ساكنين ف منطقة شعبية وكمان بابا وماما مش ف البيت
قطب حاجبيه يستوعب حديثها ثم همس
• أحكيلي عنك يا فرح
•••••
ظلت أميرة تهاتف مصطفى لكنه لا يجيب فألتقت الهاتف على الفراش ثم أرتمت بجانبه تبكي بشدة ، ماذا فعلت بنفسها وبأهلها !
أبيها سـ يقتلها حتماً ليتخلص من عارها .. وأخيها سـ يدفنها حية .
تحسست بطنها بيد مرتعشة ، هنا يكمن صغيرها !
بل هنا تكمن نتيجة خطأ أرتكبته
نظرت إلى هاتفها ولم يكن أمامها سوا مهاتفة فرح
ضغط أرقامها بسرعة ورفعت الهاتف على أذنها حتى جاءها صوت فرح الناعس فـ همست
• انا أسفة يا فرح اني صحيتك من النوم ، بس أنا في مصيبة
نهضت فرح بفزع تجلس على الفراش قائلة
• في إيه يا أميرة خضتيني
أبتلعت الأخرى ريقها بتوتر ولا تعلم هل تخبرها .. ظلت صامتة حتى هتفت بها فرح فـ همست بصوت منخفض
• عايزة أشوفك بكرة يا فرح وهحكيلك كل حاجة
ثم أغلقت الهاتف بعدها .. وجفى النوم عين فرح التي كانت تفكر بتلك المصيبة الواقعة بها صديقتها  .

رواية عند النبضة الأولى (كاملة) بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن