الفصل الثاني والعشرون

864 29 1
                                    

#عند_النبضة_الأولى
#الفصل_الثاني_والعشرون

دخلت إلى الشركة الصغيرة التي لا يبدو انها تأسست للتو كما اخبرتها شقيقتها
لم يكن امامها سوا إيهاب تلجأ له ليساعدها .. ف لم تكن تطلب من شقيقه وزوج اختها لانها لا تريد لأحد ان يعلم
وصلت إلى مكتب سكرتيرته وكانت ترافقها نيرة صديقتها .. وقفت امامها قائلة
- لو سمحتي .. البشمهندس إيهاب موجود

رمقتها السكرتيرة بتساؤل
- اقوله مين حضرتك

- قوليله فرح ..

أومأت لها مديرة مكتبه ودخلت تبلغه ف سمح لها بالدخول ..
دخلت هي ونيرة بينما هو نهض من خلف مكتبه مبتسماً بأشراق
- فرح نورتي شركتنا المتواضعة ، اتفضلي

ابتسمت بدورها واقتربت هي وصديقتها من المكتب .. جلست خلف المكتب ف نظر إلى تلك التي تجلس بجانبها وتتحاشى النظر له ابتسم يحييها
- ازيك يا انسة نيرة !!

ألتفتت له ترمقه ببلاهة
- هاا
ثم استدركت مسرعة واجابته
- ااا الحمدلله كويسة ..

اتسعت ابتسامته ثم نظر لفرح
- ماقولتليش يافرح ايه سر الزيارة السعيدة دي

صمتت قليلا قبل ان تقول
- ايهاب انا محتاجة مساعدتك في موضوع مهم جدا بالنسبالي

قطب حاجبيه يستمع لها بأهتمام وهي قصت عليه كل شيء بخصوص علي وشروق ف ظل صامتا لفترة حتى حثته على الحديث
- ها يا إيهاب ؟؟

- فرح انا مش فاهم انتِ دخلك ايه في كل ده

- يعني ايه دخلي ايه .. انا استحالة اسيبها معاه ده بيعذبها

نهض من مقعده يسير بالغرفة قائلا
- دي مراته ، يعني له الحق يعمل فيها اللي هو عايزة ماحدش هيدينه

وتلك المرة هتفت نيرة
- يعني ايه يعمل فيها اللي هو عايزه هي جارية عنده ولا مراته .. بدل ما يعالجها ويقف جنبها بعد موت ابنهم بيعمل فيها كدة !!!

- انسة نيرة انا ماقصدش كدة وواضح من كلام فرح ان علي ده شخصية غير ساوية يعني توقعي اي حاجة

- طيب والحل يا إيهاب

حرك رأسه
- مافيش حل غير انها تستمر في العلاج و بعد ما تقدر تقف قصاده تطلب الطلاق

- هي قالتلي اني لو قولتله اني موافقة نتجوز هيطلقها

- لا يافرح بلاش توقعي نفسك مع واحد زي ده ..

نهضت نيرة تقول بأسى
- يعني ايه ، اللي زي ده هيفضل عايش حياته عادي كدة !!

اجابها
- ربنا مابيسيبش حق حد .. ولو حسابه مش في الدنيا ف هيكون في الاخرة

.............

شهر مر على وفاتها وهو على تلك الحالة .. صامت لا يتحدث مع احد .. والده وصديقه يحاولون معه لكن دون جدوى ... ترك عمله وحياته وابنته وجلس بالمنزل ، يمسك بملابسها ويستنشقها .. رائحة عطرها وجميع لوازمها .. صورها ملئت المنزل .. يسير يتحدث معها هي فقط .. يشكوها غيابها وعندما يستوعب يجلس امام صورتها يبكي
يصحو من نومه على أمل ان يكن كل ذلك ما هو الا كابوس سيء .. وسيستيقظ على صوتها ورائحة عطرها
لكنه كما كل يوم .. يجد نفسه وحيداً بالفراش .. ينهض يبحث عنها بالمنزل عله يجدها .. لكن يكتشف بالأخير انها غادرت عالمه .. تركته وحيدًا كما تركه ابيه وامه
ألم تكن هي امه وابيه وكل من لديه بتلك الحياة

رواية عند النبضة الأولى (كاملة) بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن