الفصل السابع عشر

822 24 0
                                    

#عند_النبضة_الأولى
#الفصل_السابع_عشر

توقف الاثنين امام بعضهما .. ينظر كلا منهم للأخر ، إسلام لا يتحدث يشعر يعقدة في لعابه لم يقوى على الحديث
وحسن يرمق الأرض ووجه ظهر عليه الشيب كأنه زاد على عمره عمر اخر
• ليه ؟
همس بها إسلام ف رفع رأسه له يجيبه
• ماقصدتش أقتلها
قطب إسلام حاجبيه بتعجب فأكمل
• كانت بتستفزني .. عارفة اني بحبها ومش هقدر انها تبعد عني؛   ماحستش بنفسي غير وانا بمسك السكينة وبضربها ، بعدها هربت .. هربت عشان خوفت

• وليه سلمت نفسك ؟

شبح ابتسامه ارتسم على ثغره وهو يجيبه
• عشان ماينفعش انت يضيع عمرك مكاني ..

اغمض إسلام عينيه فتابع حسن
• انا عارف .. هي قالتلي كل حاجه ، وورتني التحاليل اللي بتثبت اني مابخلفش

فتح عينيه بصدمة فأقترب منه حسن يحيط وجهه بكفيه هامسا بعاطفة
• بس مهما تقول ومهما تعمل .. انت ابني انا ، انا اللي ربيتك وكبرتك ... انا ماليش غيرك

ثم ابتعد يكمل
• يمكن .. دلوقتي تقدر تسامحني ، ربنا بينتقملك مني

حرك رأسه نافيا يخبره
• لا لا انا مسامحك ، مسامحك على اي حاجه حصلت

ظل حسن يتأمله قبل ان يقترب منه يريد ان يحتضنه .. حتى لو لأخر مرة وهو شعر بذلك فأقترب بدوره يسكن احضانه بينما يتنهد الاخر براحة

..........

كلما تركها وخرج تشعر بالراحة .. تشعر كأنها تعود بالزمن للخلف منذ ثلاث سنوات ...
ثلاث سنوات وهي على تلك الحالة ، ترعاها فتاة هو من اتى بها ، تحركت من الفراش ببطيء لتجلس على المقعد الذي اصبح يلازمها دائما ..
تحركت لتبقى امام المرآه تنظر إلى نفسها تتحسس ملامحها الباهته وتلك التجاعيد رغم سنوات عمرها التي لم تتعدى الثلاثون
دخلت عليها صفاء وتلك هي الفتاة الجليسة معها وتقدمت منها قائلة
• صباح الخير يا مدام شروق

أومأت لها ف توجهت صفاء نحو النافذة فتحتها لتدلف أشعة الشمس تداعب بشرتها ف تذمرت وابعدت عينيها تعود إلى المرآه تمشط خصلاتها بأصابع مرتعشه فأقتربت منها قائلة
• هاتي اسرحك انا

حركت رأسها بقوة نافية وهي تبعدها عنها بعنف فرفعت صفاء كفيها بأستسلام ثم سألتها
• طيب تحبي اساعدك ف حاجه

اشارت لها بالخروج ف خرجت وظلت هي تطلع إلى نفسها ثم ألتفتت تنظر إلى الكومود بجانب الفراش وحركت المقعد نحوه ثم وقفت امامه لثواني اغمضت عينيها بقوة وفتحت الجارور وتمد يدها لتأتي بالصورة التي تحتفظ بها
امسكت بها وهنا فقط يمكنها ان تبتسم وهي ترى ملامح صغيرها امامها ، صغيرها التي فقدته في حادث منذ ثلاث سنوات .. حادث افقدها طفلها واصاب عمودها الفقري ف اصبحت جليسة هذا المقعد طوال حياتها ونجى هو .. كم تمنت ان يموت هو ويبقى طفلها
منذ تلك الحادثة وهي لا تنطق ، يقولون الاطباء ان ذلك بإرادتها لكنها لا تستطيع ... حاولت تحريك فاهها لتقول شيئاً لكن صوتها يأبى ان يخرج
هطلت دموعها لتسقط على صورة طفلها ف مسحتها برفق وربتت على ملامحه ثم رفعت الصورة لفمها تقبله برقة وتتخيله بين احضانها كما كان
كان هو منبع قوتها حين تتشاجر مع زوجها
صوت الباب جعلها تضع الصورة مكانها وتغلق الجارور ثم تلتفت له بنظرة مستنكره ويقابلها هو بأبتسامة واقتراب
يجلس على الفراش ويجذب المقعد بها يبقيها امامه مباشرةً
• صباح الفل ..

رواية عند النبضة الأولى (كاملة) بقلم الزهراء محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن