كانا كلا منهما يجلس علي احدي طرفي السرير ... ظهرهما الي بعضهما ... ما يقارب من الساعة منذ ان انهيا حفل زفافهما وقدما الي غرفتهما وهما علي هذه الوضعية والصمت سيد الموقف بينهما ...
كانت تنتظر ان يحدثها او حتي يعبر لها باي طريقة ما عن سعادته وفرحته بزفافهما الا ان صمته وبعده عنها اصابها بخيبة امل فظيعة جعلتها تشك في نواياه منها ومن هذه الزيجة ...
" اعمل ايه ... اكلمه والا استني لحد ما هو يكلمني ... هو مالو واخد جنب كدا ليه ومش بينطق ولا حتي بيقرب مني ... ايه حس بالندم دلوقتي بعد ما خلاص الفاس وقعت في الراس والا يكونش كان نايم وفاق من نومه وفهم اللي حصل كله ... معقولة كان بيضحك عليا ... معقولة كان بيلعب بيا وما كانش ناوي يكمل معايا ولما لقي نفسه اتجوزني فاق ومش عارف يطلع من الجوازة دي ازاي ... لا انا لازم افهم ايوة لازم اعرف هو كان فعلا عايزني والا كان بس بيلعب بيا ... "
وقفت والتفتت اليه ...
....... : ممكن افهم مالك ... ساكت كدا ليه من ساعة ما الفرح ما خلص وطلعنا الاوضة ...
التفت اليها ليجدها تقف امامه ... رماها بنظرة استنكار واعاد وجهه الي الجهة الاخري ...
احست بالغيظ وشعرت بان ظنونها صحيحة ...
اتجهت اليه وما ان اصبحت امامه حتي رفعت وجهه اليها ...
........ : عمر ... فهمني ليه ساكت وما بتتكلمش وباين عليك زي ما تكون مش حابب اللي حصل وندمان ...
ابعد يدها عنه ...
عمر : لميس ... يا ريت تسيبيني لوحدي وتروحي تنامي ...
لميس : انام ... ازاي عايزني انام وانا شايفاك كدا ... طب علي الاقل افهم ليه متضايق بالشكل دا
عمر : مش هينفع ... "وتركها واتجه بعيدا عنها " ... مش هينفع تفهمي حاجة ...
نظرت اليه وعلامات الشك التي كادت ان تصل الي اليقين ترتسم علي وجهها ...
الا انها حاولت ان تتاكد ... ابتلعت ريقها بصعوبة ...
لميس : عمر ... في حد ضايقك ... سمعت حاجة ... عرفت حاجة ...
التفت اليها وبنبرة تملئوها العصبية والغضب ...
عمر : قولتلك مفيش حاجة حصلت كل الحكاية اني عايز ابقي لوحدي ... ايه صعبة الحكاية دي
لميس : لا مش صعبة ولا حاجة دي سهلة جدا كمان بس لما تبقي في ظرف ووقت تاني مش زي الظرف ولا الوقت اللي احنا فيه دا ...
عمر : وايه الفرق يعني مش فاهم ...
لميس : عمر انت بتتكلم جد ...
عمر : ليه وهو انتي شايفني بهزر ...
لميس : عمر احنا من ساعة واحدة بس خلص فرحنا والمفروض دلوقتي نكون ...
