المقدمة

5.4K 54 8
                                    

ضلع أعوج
______________
الحياة مجرد طيور ، تأخذنا علي أكتافها من مكان لآخر ، من زمن لآخر تجعلنا نتمني التحليق بأنفسنا
لندرك أننا بلا أجنحة..!
مقيدون بماضينا ، بحاضرنا ، بإشتياقنا لمستقبل لا نعرفه وفي النهاية نصفق لتكون الخاتمة
_______
مقدمة
________
خٌلق أدم في البداية لتكون له القوة والقدرة
علي تحمل الحياة وصعابها بكل أنواعها
أن يعمل ليكفل نفسه وبيته ، ميزه الله حتي في بنيته ليكون قادرًا علي حماية من يرعاه
ثم
خلقت حواء من ضلعه لتكون أقرب إليه من نفسه
هي نصفه الأخر وتكملته ، مهما ابتعد فهو يعود إليها ويندس بين أحضانها ، وهنا تكون التتمة لنفس القصة " آدم وحواء "
منذ البداية والبحث مستمر ، وبين هنا وهناك
تكون المعضلة
فـ آدم يٌمني نفسه بالتملك ، وحواء لا تملك حق الرفض في قانونه ، بينما بداخلها روح ثائرة تتمني الخلاص ، تتمني أن يأتي يوم وتصبح فيه حرة ، مستقلة ، لها كيانها الخاص الذي لطالما عملت علي تحقيقه ليحتد الصراع بين آدم وتجبره ، وحواء ورفضها للخنوع ، وفي قانون الأنثي
مهما بلغت قوتك لن تقدر يومًا علي فطنتها وذكائها
بينما في قانون آدم ، كانت له الغلبة بأن ظن أن له القدرة علي التملك ، بأن له القدرة علي جعلها كـ الصلصال يعبث به كما يشاء ، وهنا كانت النهاية وإسدال الستار ، ليقف الحب والسعي وراءه حائرين
بين طريق ممتلئ بالعقبات التي نهفو إلي أنصافنا لنعبرها ونناشد قلوبًا كنا ظلمناها سابقًا لتسامحنا
وبين قدرتنا نحن علي النسيان
....................................

“عزيز”
هو ، البداية كانت له
هو الطبيب القادم من الواحة البعيدة
لم يتفق يومًا مع عادات أهل واحته فكان له نصيب من التمرد ، وعند التمرد يصيح الأب ثائرًا وغصبًا عنه يخضع حتي وإن لم يوافق علي تلك الزيجة
فقوانين والده أمر مطاع كحد السيف
لذا عند النهاية كانت لكلمة والده الأفضلية
وكان الأمر بأن يتزوج قبل سفره ليكمل دراسته
بالقاهرة ومن أحد قوانين الواحة هي خطبة الفتاة من سن التاسعة وقبل إستكمال دراسته كان لا بد من زواجه من خطيبة لم يرها سابقًا سوي مرات قليلة لا تحصي ، ظن أنه عند سفره سينسي والده أمر زواجه والذي كان مرفوضًا بالنسبة له بينما والده لم ينسي ورفض سفره قبل إتمام زيجته فكان من نصيبه زواجه من ابنه عمه التي تصغره بـ ثلاث أعوام “غصون”
لم تكمل دراستها ، ذو جمال يُسر الناظر إليها
تزوجها بعد أن أتم الثامنة عشر من عمره بـ أيام
وسافر للقاهرة بعدها بـ أسبوعين ليكمل دراسة الطب
هو طموح للغاية ، كان يظن أن طموحه وآماله حد عنان السماء ، أنهي دراسته كاملة بعد سبع سنوات
ليُفاجأ بـ حمل زوجته ثم نزيف أثناء شهرها الرابع أودي بحياتها لتنتهي صفحتها من كتاب حياته .
حزن عليها ربما ليس بالكثير ، فهو لم يكن يبقي في الواحة الكثير ، ولكنه شعر بحزن وإنقباضه في قلبه عند وفاتها ، لم يبكي حينها ،
وهل يبكي آدم ...!
أجل هو يبكي ولكن متي وأين حسب الظروف ...!
بعد وفاتها طلب من والده السفر للخارج فوافقه والده كطريقة لينسي بها حزنه علي زوجته
التي فقدها في ريعان شبابها وطفله الذي لم يري النور ، كان هذا تفكير والده بشأنه بينما هو كان يحاول الوصول لمبتغاه أن يحلق عاليًا كالصقور
أن يلمس تلك النجوم المضيئة ، يضع اسمه عاليًا بجانبها لتكون التتمة أن آدم دومًا يسعي
للقفز عاليًا حتي يصل لعنان السماء
هو يريد ، فيفعل
هو يأمر ،  فيطاع
وكأن العالم يدور في فلكه فحسب
فلك آدم
__________
" رحيم "
هو
رحيم ، اسم  يليق به تعريفًا وشخصًا
وربما هي مجرد إحدي صفاته
هو الأخ الأكبر لـ عزيز في الثالثة والثلاثين من عمره
لم يُنهي تعليمه اكتفي بالثانوية العامة ، ليهتم بأعمال  أبيه بينما أخيه منشغلًا بأحلامه ، لم يمانع ولم ينزعج فهو بكل بساطة " رحيم "
تزوج كما تنص العادات لديهم لم يعرف الحب طريقه
إليه  يومًا أو ربما كانت زيارته قصيرة المدي
هو فقط يُؤمر فيطيع دون حق الرفض
والده شيخ قبيلتهم مكانته محفوظة بين الناس
وإن كانت كلمة ابيه سيف علي أهل القرية
واجبة التنفيذ فمن هو ليرفض او ليرد له كلمة
هو ليس كأخيه ، ليس متمردًا ولا حتي باحثًا عن النجوم ، هو فقط يناشد حياة هادئة مع زوجة تعشق الحياة دافئة وحنونة إلا أنهما لم يُرزقا بطفل
يري لهفتها فيصيب قلبه غصة ، يمسح دمع عيناها بإبتسامة هادئة تكفيها وتكن لها حياة ، ولكنه ما زال علي حيرته حتي زوجته بالرغم من زواجه منها من عشرة أعوام إلا أنه للآن لم يعلم حقيقة مشاعره تجاهها ، هل هي حب أم مجرد شعور بالمسئولية
يتزايد بداخله التساؤل ولكنها في النهاية زوجته
وسكنه ، طريقه ، هي حوائه 
وهنا يقع آدم في حيرته الدائمة ، الحب غريزة فطرية عند حواء ، بينما لدي آدم هي مكتسبة بمرور الوقت
خُلق من تراب ..ليصمد
خُلقت من ضلعه..لتكن روحه
هي التتمة
هي بدايته ونهايته
لم يخلق الله شيئًا عبثًا ، فنحن موجودون لتعمير الارض لا لننكِسها ، وهنا كان آخر ما خطّه القلم
ليبقي آدم  في بحثه ولتبقي حواء في إنتظارها له ، فهل يأتي يوم ويعشق فيه رحيم القلب ؟!
________________
" بسمة "

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن