الفصل التاسع

671 19 1
                                    

الفصل التاسع
____________
" مزق عنك قناعكَ ، فوجهُكَ غاية في الروعة
والبهاء "
_جلال الدين الرومي

" الحياة قبلة تأخذك بالزمن للأمام ثم صفعة تعيدك حيث الواقع الأليم "

" الأميرة النائمة " أفاقت من سباتها بقبلة ، مجرد قبلة من أميرها الوسيم أعادتها للحياة وأهدتها الوردية

" سنووايت " كُسرت لعنتها بقبلة لتشرق مملكتها بعودتها للحياة بعد أن فقد الأقزام حولها الأمل في رجوعها

" سندريلا " انتهت قصتها بقبلة من الأمير ليعلنها زوجة له أمام الجميع

المغزي أنني لست إحدي الأميرات وأنت لست بأميري الوسيم ، من أنتظره لـ يُحييني ، ليكسر حواجزي ويخترق حصوني
أنا واقعية بائسة تنظر للحب علي أنه مجرد أحرف أكتبها في قصصي ورواياتي لأحصد إعجاب الناس حولي أما أنت فأسوأ من أسوأ شخصية كتبتها في رواياتي ، لذا ابتعد عني وخذ لك ساتر يقيكَ رصاصاتي .
بدأ هو بقبلة لترد عليه بصفعة كسرت كبريائه
والبقية تأتي ...!
______
هناك أنواع من حواء ..!
ليست مختلفة الشكل ف الطبيعي أن جميعهن بساقين وذراعين وجسد وعينين وفم وأذنين لكن كم عقلًا تملكه ، تلك هي المعضلة ؟
ابحث عن الأنثي في كل جسد تراه لكنك لن تصل لإختلافها إلا بعد أن تفهمها ، لنقف قليلًا عند هذا الأمر ونتسائل هل يفهم آدم عقل حوائه أم أنه ما زال يفكر في طريقة يلج بها إلي دواخلها ....!
قد تحتاج لأعوام أو ربما عمر كامل لتفهم عقل
الأنثي بينما هي يكفيها دقائق لتعرف تاريخك حتي مقاس حذائك ، الفكرة ليست في مكرها ودهائها بل في قوة ملاحظتها يا عزيزي .
مهما بلغ منك العقل ، احذر من أنثي أزعجتها ولو بنظرة ثم اهرب من أمامها حتي لا تسقط بين أمواج طوفان غضبها .

ما أسوأ الإنتظار حين تفكر في النتائج ، ما أسوأ الإنتظار حين تقرر أنك مجني عليه ولست الجاني ، ما أسوأ الإنتظار حين تري الكل مخطيء ووحدك الصائب ، ما أسوأ الإنتظار حين يبلغ منك الوقت منتهاه ...!
بقيت في منزلها تنتظر بفارغ الصبر معرفة ما فعلته صنيعة يديها وما بثته من كلام مسموم بأذن عزيزها ناحية تلك الغريبة الوقحة وهل سيفلح في الإنتقام منها أم سيسقط أمامها وحينها ستذهب خطتها أدراج الرياح وكأن شيئًا لم يكن ، ولكن لا هي أبدًا لن تستلم حتي ترد لها الصاع صاعين ، ظلت تتحرك جيئة وذهابًا عدة مرات حتي شعرت بعضلات ساقيها تؤلمانها فجلست علي أول كرسي قابلها في صالة منزلها الكبير ، الذي لا يختلف كثيرًا عن بيت أخيها فزوجها عامر لديه الكثير من الأراضي ، أما عن أبنائها ياقوت وهي مخطوبة لإبن خالها وزيد الذي رفض العمل مع أبيه ليذهب للقاهرة ويعمل بإحدي شركات السياحة لم يخضع لقانون الواحة في الزواج والإرتباط فأبيه ترك أولاده علي راحتهم دون إجبار علي شيء أما ياقوت فلم يرفض طلب عزيز للزواج منها بعد أن رأي في عينيها الموافقة كما أنه ابن عمتها وسيحفظها ...
تذكرت حديثها مع عزيز منذ ساعات قليلة وهي تخبره بمكر أنثي تبحث عن الإنتقام : دي بنت مش متربية غلطت فيا جامد يا عزيز ولما قلتلها ملكيش دعوة احنا عيلة واحدة قالتلي انتو مش عيلة انتو عالم **** وشتمت جامد في أبوك الشيخ صادق وأخوك
صمتت بعدها لحظات لتكمل بخبث أكبر وهي تقترب منه تهمس له : وفيك انت كمان
ازداد غضبه ناحيتها ليردف بوجوم : وقالت ايه تاني يا عمتي
أكملت سُمها لتشعله أكثر : قالت انا مش فاهمة ازاي بنت زي ياقوت توافق علي واحد زي عزيز دا هو فاكر نفسه مين وبيني وبينك أنا خايفة كلامها يدخل في دماغ ياقوت جامد وتغير رأيها ساعتها محدش هيعرف يقول كلمة ما انت عارف أبوها مش بيرفض طلب ل أولاده
اتسعت عيناه ليرد بضيق غزا قلبه : قصدك ايه
ابتسمت إبتسامة جانبية تدل علي سعادتها بوصولها لمبتغاها لترد عليه بنبرة هادئة : قصدي انت فاهمه يا عزيز بنتي كبرت وانت اللي مأجل الجواز لو مش عايز بنتي قول فيه ألف من يتمني رضاها
شعرت أنها وصلت لما تريد عندما سمعت رده : مش قصة تأجيل يا عمتي أنا بس مستني ياقوت تكبر كفاية وعشان ماظلمهاش معايا
ردت عليه بهدوء : عمومًا اللي انت شايفة صح اعمله يابن اخويا أنا واثقة فيك ومسلماك بنتي وأنا مغمضة عشان عارفة انك هتحميها وتحافظ عليها
ابتسم بفخر بعد حديث عمته ثم إعتذر منها ورحل وهو يعدها بقرب الزواج كما اتفق مع أبيه وعندما سألته عما سيفعله مع تلك الأجنبية رد عليها : متقلقيش أنا عارف كويس هعمل ايه
تعلم جيدًا أن عزيز لن يمرر الأمر بعد ما سمعه منها لتبتسم وهي تُمني نفسها بأن يأخذ لها حقها
وتهمس : أنا هعرفك يعني إيه تقوليلي أنا يا مجنونة ، إن ما خليتك تسيبي البلد وترجعي مكان ما جيتي مابقاش أنا فاطمة
اكتملت خطتها كما أرادت وتبقي فقط أن تري نتيجة أفعالها وما عليها سوي إنتظار عودته ..!

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن