الفصل الحادي عشر

535 16 1
                                    

الفصل الحادي عشر
________________
" لا يحتمل جنون الأنثي وغيرتها ، إلا رجل أحبها بصدق "
_ شكسبير

لنترك حواء جانبًا بعض الوقت ونسأل آدم ..!

أخبرني هل تُحب حواء ؟

_ نعم

إذا لم تنظر لـ غيرها ؟

_ العين لا تري إلا ما يسرها

كم أنت مخادع ، تعطيها وعودًا بـ عشق أبدي وفي أقرب فرصة تنظر لغيرها .. فعل مشين ؟

_ لا بد أنكِ من هؤلاء النساء كارهين جنس آدم ، تلقون اللوم علينا ثم تخرجون آدم من الجنة ، أنتن ناكرات للجميل تودون لو يموت كل الرجال فقط لإثبات آرائكم أننا عديمي الفائدة وأننا لن نحيا بدونكم ، مثيرات للشفقة

لا أسمح لك بإهانتي ؟

_ لم أكن أقصدكِ بالتحديد يا عزيزتي أنا فقط أتحدث عمن هن مثلك ، متغطرسات ، باحثات عن الشهرة والمال

إن كنا متغطرسات كما تزعم ، فأنت شهريار البائس تبحث عن تلك الأنثي التي ترضي غريزتك الحيوانية بدهائها ومكرها ، تلقبون أنفسكم بـ شهريار لتعدد نسائكم ولكن يبدو أن الذاكرة خانتكم بعض الشئ فـ شهريار وقع تحت تأثير كلمات أنثي جعلته أسيرًا لها ، إذا أنتم من تحت رحمتنا وليس العكس والآن آخر سؤال لدي ، هل تود أن تكون شهريار بعد ؟

_ بكل تأكيد وهل أرفض أن يكون لدي كل هذا العدد من النساء

كما توقعت ولكن نصيحة من فتاة لا تعرفها خذ دور السياف مسرور حتي لا تقع أسيرًا تقبل قدم أنثي لـ رِضاها فـ شهريار مات مهمومُا بحبه لكلمات شهرزاد

_ إن كنت شهريار فأريدكُ أنتي شهرزادي وإن كنت مسرور فأعدك ألا يمس سيفي أنثي غيرك

كم أنت مغرور وأنا أكره هذا النوع ، ليس المفضل لدي علي كل حال
____________
أن تكون الأنثي واقعة بالحب فهي ستعطي جهدها لإنجاح العلاقة وإن كانت عاشقة فهنيئًا لك كل ما تملكه حتي وإن كانت روحها لن تبخل ، هي بطبعها تعطي وتعطي لكن إن وصلت لتلك المرحلة حيث نفذ مخزونها من المشاعر ، فعذرًا حينها لقد استهلكت كل ما لديها ولم يبقي شيئًا تأخذه ، وتلك الوردية تبحث عن الحب في قلب الضابط بعد إقتناعها بـ كلمات صفا وأن الحياة في الواحة تختلف وأن الحب وحده لن يبني المنازل والقصور هو فقط يُجملها لكنه لن يبقيها ثابتة وحده ، لمعت في رأسها تلك الفكرة الغريبة وأرادت تنفيذها رغم خوفها من رد فعل أخيها ذهبت إليه في الصباح وطرقت بابه ثم دخلت بعد أن سمح لها فوجدته مبتسمًا ، حيّاها بقبلة علي الجبين لتبتسم هي تلقائيًا لفرحة أخيها حتي أخبرها عن سر سعادته ، ترددت كثيرًا في طلبها حتي لمح هو إرتباك حدقتيها ليسألها بهدوء : مالك يا بسمة انتي كويسة
أشاحت بعينيها من الخجل بعيدًا وهي تتمتم : ااه .. انا كويسة
نظر لها متفحصًا إرتباكها هذا ليعيد سؤاله : طب كنتي جاية عندي ليه
أخذت نفسًا عميقًا وهي تلملم شجاعتها لتنطق بخجل : محتاجة منك مساعدة بس خايفة
نظر لها بعدم فهم وهو يردف : مساعدة ايه دي اللي خايفة منها
خجلت أكثر في إخباره لكنه الوحيد من سيساعدها : عايزاك تكلم خالد عشان أعتذرله عن اللي عملته في آخر زيارة ليه هنا
رفع حاجبه وهو يخاطبها بهدوء : وانتي عملتي ايه آخر مرة
ابتلعت ريقها بتوتر: رديت عليه بطريقة مش كويسة وكنت باردة اوي معاه في التعامل وحسيته اتضايق
هو يعلم جيدًا ما حدث هذا اليوم فـ صديقه أخبره لكنه أراد أن يلقن تلك الصغيرة درسًا يُعينها في المستقبل في تعاملها مع زوجها فـ خالد صديقه الوفي لن يجد من هو أفضل منه لتلك المشاكسة كما أنه يعلم مدي عشق صديقه لأخته لذا أخبرها بكل برود : اه فعلا خالد زعلان اوي هو حتي كلمني يومها وكان متضايق من ردك عليه
طأطأت رأسها خجلًا لتخبره برجاء : طب ممكن تتصل عليه وتقوله اني آسفة
أخرج هاتفه من جيبه وطلب الرقم ليأتيه الرد بعد ثوانٍ : خالد ، أخبارك ايه
أجابه بهدوء : أنا كويس الحمد لله طالع مهمة كمان شوية انتو أخباركم ايه
في كل مرة يعرف فيها أنه ذاهب في مهمة ينقبض قلبه ويخشي عليه ليردف بقلق : مهمة تاني يا خالد طب بالله عليك خد بالك من نفسك يا صاحبي
لو رأي صديقه أمامه حينها لعلم أنه يبتسم ليرد : حاضر هاخد بالي من نفسي وبعدين يا سيدي الأعمار بيد الله
نظر بجانبه ليري تلك الصغيرة تقضم أظافرها من القلق ما أن سمعت من أخيها كلمة مهمة وقلبها يضرب كالطبول داخل صدرها والقلق ينهشها ،
لذا قرر أن يفعل شيء ضد العادات والتقاليد أراد إعطائهم فرصة ربما تتغير تلك العلاقة بينهما فمدّ يديه بالهاتف لها لترفع عينيها إليه بدهشة ليومئ لها بهدوء وإبتسامة صغيرة علي ثغره طمأنتها فأخذته من يده بتوتر ليقرر تركها دقائق قليلة ويخرج من الغرفة ليحظيا ببعض الخصوصية ، جائها صوت خالد من الهاتف ينادي علي أخيها لترد بصوت مرتجف : ألو
اتسعت عيناه من الدهشة لينظر إلي الهاتف غير مصدقاً أنه يسمع صوتها ليرد بلهفة شعرت هي بها من نبرته : بسمة ..انتي بجد
لا تدري لم طار قلبها فرحًا من مناداته لها بإسمها هذه المرة لترد بإبتسامة يود لو يراها هو : أيوة ، أنا كنت عايزة أقولك اني آسفة علي آخر مرة كنت عندنا فيها ورديت عليك مش كويس
رد عليها بسعادة متناسيًا ما حدث : ولا يهمك
انتي كويسة
ردت عليه بهدوئها وخجلها المعتاد : أيوة الحمد لله ممكن تاخد بالك من نفسك
فاجأها بسؤاله : خايفة عليا
ازداد توترها أكثر لتردف بنبرة مهتزة : أنا .. أنا سمعت عزيز وهو بيتكلم
لأول مرة تطرب أذنها لسماعها ضحكته وهو يردف : خلاص ولا يهمك وحاضر هاخد بالي من نفسي بس انتي كمان خدي بالك من نفسك علشاني
لا تدري ما أصابها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تغلق الهاتف سريعًا وتخرج من الغرفة تهرول إلي غرفتها وهي تبتسم فأخيرًا دق قلبها لحبيبها
وأخيراً وجدته وهو ليس بغريب هو خطيبها وقريبًا زوجها ، صدقت صفا في حديثها بينما هو دوي صوت ضحكاته عاليًا لعلمه أنه أخجلها بتلك الكلمات ويود لو يراها الآن أمامه ستبدو شهية بالتأكيد كثمرة نضجت أخيرًا بينما هي ما أن دخلت غرفتها حتي تحركت لمكتبها تمسك دفترها الخاص وهي تكتب تلك الأغنية وهي تدندنها بصوت هادئ

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن