الفصل الأول

2.6K 36 5
                                    

الفصل الأول
__________
تمسك بما يخصك دومًا ولا تتركه مهما كلفك الأمر ، إن تركته يومًا فـ أنت قد لا تدركه مرة أخري ، يعطينا القدر إشاراته دائمًا لـ يخبرنا بـ همس لطيف أن الحب في الأجواء ، يُكمل لنا نهارنا ويُهدأ من روعنا في المساء ، الحب ليس العشق بين اثنين وحسب ، اختلفت مسمياته واختلفت معانيه ، لكن ستظل أسمي المعاني وأرق العلاقات هي تلك التي تقوم على الود المتبادل ، علي المحبة الظاهرة في الأعين ، علي الرحمة في التعامل ، أن تدرك ما سيخبرك به رفيقك أو رفيقتك دون حديث ، تلك النبضات المشتركة بينكما تجعل للأمر لذة مختلفة ، تأسر أصحابها في الجنون حيث لا مجال للتوقف ، فقط سلم لـ قلبك الزمام واترك عقلك يقود الرحلة .
___________
البداية هي الصباح ولكل شخص روتينه الخاص ، فـ الصباح له طابعه المميز لدي كل فرد ، هناك من يستيقظ باكرًا لـ دراسته ، لـ عمله ، للرياضة وربما كوب قهوة ، تختلف الأذواق ولكن في النهاية يظل الصباح هو الإشراق ، هو الشعور بـ دفء الشمس ، هو النشاط ، والجد ، وهي ليست من هواة الإستيقاظ باكرًا ولكنها اليوم فعلت ، استيقظت باكرًا وخرجت للرياضة ، بعد عودتها أعدت لنفسها كوب قهوة وقفت تشربه ، أنهته لتذهب إلي غرفتها وتخرج ثيابها وبجوار فراشها كانت تذاكر سفرها قابعة مكانها وكأنها تعاندها أن ترفض السفر هذه المرة ، ظلت واقفة تناظرها وكأنها ستلقي عليها محاضرة تكون نهايتها الرفض ثم تمزيقها وتُنهي الأمر ، تنهدت بخفوت وهي تتذكر إجتماعها بـ روبنسون منذ يومين وهو يخبرها عن رحلتها التالية :
You are going to Egypt after three days to write anew book
_ ستسافرين إلي مصر بعد ثلاثة أيام لكتابة رواية جديدة
صعقتها الجملة وهي تتعجب من اختياره هذه المرة :
Egypt , why Egypt
No ..I don't wanna going there
I can write about another place .but not Egypt

_مصر ...لماذا
لا ... لا أريد الذهاب ، بإمكاني الكتابة عن أي مكان آخر لكن ليس مصر

لم يوافقها إعتراضها وهو يعدد لها زياراتها الأخيرة :
No you have been to Italy ، Paris , Spain , NewYork، Now we need change

_لا..لقد ذهبت سابقًا لإيطاليا وفرنسا وإسبانيا ونيويورك نحن بحاجة للتغير

حاولت ضبط نفسها حتي لا تلكمه وهي تسأله بنزق :
Why Egypt
_لماذا

ارتفع حاجبه في سخرية وهو يخبرها :
Maybe because you speak Arabic and you are Egyption

_ربما لأنك تتحدثين العربية كما أنك مصرية

اغاظتها نبرته الساخرة وهي تردف : الله يحرقك

لم يفهم حديثها لذا صرخ فيها بغضب :
I have told you before not to speak arabic with me
_أخبرتك سابقًا ألا تتحدثي العربية أمامي

ردت عليه بنفاذ صبر :
Ok ..Fatina come with me
_حسنًا فاتنة ستأتي معي

أخبرها بعدم إهتمام :
It's ok Good luck
_ لا بأس بالتوفيق

ردت عليه بضيق :
Ok
_حسنًا
__________
ظلت تلعن وتسب في روبنسون الباقي من يومها
وفي قانون الأنثي عند الغضب فإن نفض شعرها بعصبية والرغبة في الصراخ عادة مؤكدة أو هي ربما فطرة ، فـ الأنثي مهما بلغت رقتها احذر الإقتراب منها عند الغضب ، دلفت مكتبها في الوكالة وما زالت علي حالها من العصبية ، دخلت خلفها صديقتها وهي تراها بتلك الهالة من الجنون لتتسائل : مالك متعصبة كدة ليه
ردت عليها بغضب : عرفتي هنسافر فين المرة دي
ابتسمت لها وهي تخبرها بلطف : أكيد روبنسون قالي بس متضايقة كدة ليه
نظرت لها يولاندا بنفاذ صبر : مش عايزة أروح مصر
لانت نبرة فاتنة محاولة منها لإقناعها :دي بلدك علي فكرة وكمان دي هتبقي فرصة ليكي عشان تقابلي باباكي
اتسعت عيناها أكثر وهي تردف بغضب :
My father..... i don't have one
_أبي .....أنا لا أملك واحدًا
حاولت تهدئتها قليلًا : متقوليش كدة مش يمكن هو كمان بيدور عليكي
لتكون السخرية هي نصيبها في الرد : مظنش لو كان بيفكر فيا كان دور عليا من زمان
نبرتها الهادئة أطفأت القليل من نيرانها المشتعلة : انتي مش عارفة ظروفه ايه
أرادت إنهاء الحديث : جهزي نفسك عشان نسافر بعد كام يوم
علمت أن صديقتها تُغير مجري الحديث لذا سألتها عن وجهتهم : تمام بس هتنزلي فين في مصر
صمتت لحظات بتفكير ثم ما لبثت أن لمعت عيناها وهي ترد :
Siwa
_ سيوة
أصابتها الدهشة وهي تردد : سيوة .....واشمعني سيوة
أدارت وجهها بعيدًا وهي ترد عليها بغموض : شفت صورة من فترة للمكان دا وعجبتني قصتنا المرة دي من هناك اجهزي
والحقيقة أنها أرادت أبعد مكان قد يصلها بأبيها حتي لو في نفس الدولة ..!
هي حواء التائهة في بحور الكراهية دون أن تشعر بأنها تغرق في أمواج حنقها علي أقرب الناس إليها

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن