الفصل الثامن

700 17 1
                                    

الفصل الثامن
____________
" من المفترض أننا أنهينا الدهشة منذ زمن وصار كل شيء قابلًا للتصديق. "
_أحمد خالد توفيق

لنبحث عن أنفسنا الضائعة في ظلام الدنيا ثم ننير مصابيح أرواحنا لترشدنا إلي الطريق ..!
هل فهمت قصدي ..؟
لا بأس حتي وإن لم تفهمه ليست مشكلة فأنا أكاد لا أعرف نفسي أحيانًا المهم ألا تفقد ذلك الجزء المتبقي من عقلك في الوسط ..
هل ستصدقني لو أخبرتك أن الأرض مثلثة ..!
وأننا نسكن عند القاعدة ..
لكن هناك أمر يحيرني ، عند دورانها حول الشمس هل نصبح نحن حينها القمة ..!
سأطلعك بنتيجة فلسفية بحتة لا إثبات لها وليس لها أي صحة سوي أننا نوقن بداخلنا أنه حتي عند دورانها سنبقي نحن في القاع ..!
عقولنا تلك الموجودة داخل جماجمنا تدرك جيدًا ما أقول لكننا نرفض أن ننفض الغبار عنها كتلك الكتب العتيقة التي لم تمسها أيادي منذ زمن
إتصال هاتفي آخر كان لها دعوة للحديث مع الوحيد الذي يعرف دواخلها جيدًا بعد مغادرة هذا الشيخ وبداخلها شيء لا تعرفه يتحرك ..!
انقطع الإتصال ثم عاد ليرن مرة أخري لتجيب صديقها اللحوح بملل :
what do you want ?
_ ماذا تريد ؟
آدم بغضب مصطنع :
Oh , stop that ...
_ كفاكِ برودًا يا فتاة ..
ردت عليه بنفس اللهجة :
You haven't told me what you want ,yet
_ لم تخبرني ماذا تريد بعد ؟
أخذ نفسًا طويلًا وأخرجه ثم أردف :
I wanted to reassure you
_ أردتُ الإطمئنان عليكِ
أخبرته بهدوء :
I am fine don't worry
_ أنا بخير لا تقلق
تحركت قليلًا لتقف في شرفة غرفتها تستنشق بعض الهواء تملأ به رئتيها ثم تخرجه ببطئ
شعر أن بها خطبًا ما ليردف بهدوء :
Tell me, is he in front of you?
_أخبريني هل هو أمامك
ردت بنفي :
No
_ لا
تسائل بفضول :
How does he look like ?
_يشبه من ..؟
أجابته بشرود :
Like him
_يشبهه
شعر بها تتألم ليغير مجري الحديث قائلًا :
What is the news of your book, did you find your story this time?
_ما أخبار كتابك ، هل وجدتي قصتك هذه المرة
ردت عليه بجدية تكتسبها عندما يخص الأمر عملها :
I have not chosen anything specific for now, but the history stories here are fun, attracted you like magnets
_ لم أختر شيء محدد للآن ، لكن قصص التاريخ هنا ممتعة ، تجذبك إليها كالمغناطيس
أردف بمزاح :
It seems that your mother country attracted you
_ يبدو أن بلادك الأم جذبتك نحوها
أصابتها جملته كالسهم داخل صدرها لترد بشرود :
Just time and everything will end
_مجرد وقت وسينتهي كل شئ
أخبرها مطمئنًا إياها كعادته :
Do not worry, no matter what happens, I wanna be with you
_ لا تقلقي مهما حدث ، سأظل جوارك
غيّرت هي مجري الحديث هذه المرة لتسأله :
Tell me, did you come up with something ?
_أخبرني هل توصلت لشيء ؟
سألها مُستفهمًا :
about what..?!
_عن ماذا ..؟!
وضحت له سؤالها أكثر :
About the identity of this who insisted on my return here
_ عن هوية هذا الذي أصر علي عودتي هنا
رد عليها بنفي :
No the only thing i know that he is looking for a new adventure within your stories so he will take care of everything
_ لا كل ما عرفته أنه يبحث عن مغامرة جديدة داخل حكاياتك لذا سيتكفل بكل شئ
لم تقتنع بحديثه فأردفت بشك :
I do not know, but inside I feel that you are hiding something from me
_لا أعلم ولكن بداخلي شعور أنك تخفي عني شيئًا ما
شعر بتوتر إستطاع إخفائه :
Is there anything that I would hide?
_ وهل هناك ما قد أخفيه ؟
ردت عليه بتعب :
I do not know .. not you I'm a bit confused I'll close to rest
_لا أعرف..لا عليك أنا مشوشة قليلاً سأغلق
لأرتاح
أغلق معها :
It's okay talking later
_ لا بأس نتحدث لاحقًا
أغلقت معه لتعود إلي عملها راحتها المفضلة
بالنسبة لها تُشغل نفسها به علّها تنسي به القليل ،  أكملت بحثها عن تاريخ هذا المعبد " معبد آمون " لتقرأ هذه المرة عن وصول الإسكندر الأكبر إلي سيوة بعد إنشاءه مدينة الإسكندرية ، قرر زيارة معبد آمون بـ سيوة ، الذي نال شهرة واسعة بعد حادثة جيش قمبيز ليتأكد هل حقًا صدق حديث كهنة هذا المعبد أم لا ، لذا أعد نفسه جيدًا وفي شتاء عام 331 ق.م وصل الإسكندر إلى معبد آمون بـ سيوة واصطحبه الكاهن الأكبر إلى قدس الأقداس ـ تلك الحجرة المظلمة لا يدخلها إلا الكاهن الأكبر والملك ـ ولم يسمح لأي من مساعديه بمرافقته ، بعد خروج الإسكندر من المعبد بدا عليه الإرتياح الشديد ، وعندما سألوه عما حدث رفض الإفصاح ، وكان كل ما قاله لأصدقائه «سمعت ما يحبه قلبي»

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن