الفصل الثاني

1.2K 28 4
                                    

الفصل الثاني
___________
بداية الجنون ....جنون
والجنون عند حواء ليس مجرد صفة ، هو أسلوب حياة فـ حافظ علي ذكري هادئة تجمعك بـ أنثي لعل وعسى ألا تتكرر مرة أخري ، الحياة رحلة ، طريق ، سفر وترحال ، لا ندري أين تأخذنا ولكننا أحببنا المسير ، نبحث في الطرقات عن الدليل ونجمع الخيوط لغزل الثوب كاملًا ويبقي السؤال حائرًا
عن هوية الغائب من بعيد ، عن قلب أضناه الشوق لرؤية قريب ، عن عيون جف منها الدمع ، عن أرواح تتهافت للسمع ، عن دنيا فرّقت الأحباب والأقراب ،
عن حياة ...!
______________
هي ليست مختلفة لكنها تبحث عن الأسباب ، تري نفسها الضحية ولها الحق في الحكم والتنفيذ ، ليس لأحدهم أيًا كان الحق في إبداء رأيه أو حتي تقديم إعتراض ، هي حواء المتلبسة رداء القوة ، متشبثة بما تبقي لها من ذكريات ، هي وقفت أمام السيل وحدها ولم يجرفها معه إذًا هي وحدها أقوي منهم ،
اتخذت دور السياف في حكايا شهرزاد وأسقطت ما يؤلمها من ذكريات بـ سيفها ، دون أن تشعر بالندم
رفضت البقاء في القاهرة ، مجرد التفكير في قربها منه يؤرقها حتي لو لم تراه أمامها يكفيها أن تشعر أنها تتنفس نفس الهواء معه ، ترفض أن تشاركه حياتها ، أن يكون جزءًا منها بعدما رحل ، لذا ما أن هبطت طائرتهما أرض الوطن وجدتا السيارة المخصصة لنقلهما إلي الواحة ومعهم مرافقهم في الرحلة شاب طويل بملابس رياضية - سترة حمراء اللون أسفلها تي شيرت أبيض وبنطال من خامة الجينز الأزرق - ، ينظر لها نظرات غريبة لم تفهم معناها ولكن أصابها الإرتباك في حضرته لتبادله النظرة ببرود تحاول جاهدة ألا تتأثر به ليعرفهم عن نفسه وأنه سيكون مرشدهم طوال الرحلة طوال حديثه يبتسم فترد عليه بإبتسامة باردة ولم تنطق حرف فقط صعدت السيارة واتخذت مكانها خلفها فاتنة ، أطلق تنهيدة طويلة تدل علي طول الطريق
ليصعد هو الآخر بجانب السائق لتبدأ الرحلة
بعد مرور بعض الوقت الجميع صامت حتي هو ..!
حاول كسر الصمت المقيت فبدأ حديثه معرفًا عن نفسه :
Hi , I'm shehab
_ مرحبًا ، أنا شهاب
قبل أن يُكمل ما كان ينويه قاطعته هي :
Yolanda ، and just stop talking we're tired , ok
_ يولاندا ، فقط توقف عن الحديث فنحن متعبون
قبل أن يكون لديه الفرصة في الرد أكملت حديثها بالعربية : ااه علي فكرة انا بتكلم عربي كويس
ليتنحنح هو حرجًا ويردف بخفوت:
nice to meet you too
لتنظر له بملل ثم تنظر للجهة الأخرى
بينما السائق بجانبه ينظر لها متعجبًا فهيئتها شيء
وحديثها شيء آخر وداخل عقله جملة واحدة يتردد صداها "طلعت من شبرا"
بجانبها فاتنة النائمة بعمق ربما ...!
ظلت شاردة طوال الرحلة تشاهد الطريق من خلف الزجاج لم تغفُ سوي لدقائق قليلة كل فترة وأخري
حتي وصلت أبواب الواحة وعلي طريقها أفاقت لتنظر حولها بذهول من المشهد الساحر
لتوقظ فاتنة من نومها وهي تمسك كتفيها وتهزها بحماس :
Fatine ، wake up ، how gorgeous
_ فاتنة استيقظي ، رائع

ردت عليها بملل : عايزة ايه سيبيني أنام
لم يختفِ حماسها وهي تخبرها : نوم إيه بقولك قومي شوفي المشهد دا أقولك هاتي الكاميرا أصور أنا
أعطتها الكاميرا لتمسك بها وتبدأ في التصوير بينما فاتنة عادت لنومها مجددًا ولكن هيهات النوم ويولاندا معها ، تصرخ بحماس كلما أعجبها مشهدًا وهي تصوره ، بعد دقائق شعرت بتوقف السيارة ثم انتفضت من نومها فزعة علي صوت صراخ رفيقتها المجنونة وهي تصرخ بمرح في الطريق ما أن رأت أمامها النخيل لتطلب من السائق الوقوف سريعًا
وقفت أمام " نخلة" وهي تحك رأسها بتفكير تحاول إيجاد طريقة ما لتجذب بعض التمور ، أمسكت حجرًا من علي الأرض ثم ألقتهُ للأعلي ليصطدم بالتمور سقطت بضع حبات ، هرولت سعيدة من مكانها تجمعهم بيدها وهي تصفق كـ الأطفال بينما فاتنة تنظر لها من السيارة وهي تمسك بالكاميرا وتلتقط لها الصور عن أنثي بـ رداء طفلة ، مرح وطفولة هي بـ حاجتهم وبالفعل هي تستحقهم لم تكن الوحيدة التي تلتقط الصور ...!
خ

ضلع أعوج حيث تعيش القصص. اكتشف الآن