ربما
ربما اعتقدنا اننا على قيد الحياة فقط لاننا نتنفس ونفكر
احقا وجودنا يعتمد على قابليتنا للتفكير فقط؟
اهذا يعني ان باقي الكائنات الغير مفكرة ليست موجودة؟
اهذا يعني اننا ان لم نفكر لثوان او صفينا ذتننا من الافكار برهة سنختفي؟
لا
بالطبع لا
فالوجود مرهون بالمشاعر
واسمى شعور قد يراودنا
الالم
نعم الالم
دعكممن التراهات القائلة انه الحب
قد يكون الحب سام فقط انلم يتخالط بمشاعر مدنسة
سيكون سام فقط ان سبب الما يجير من الموت حيا
عندما يسطع الالم سيحجب كل نوع من الثشاعر الاخرى
بالرغم من انه مكروه غير مرغوب
الا انه الامثل للشعور بالوجود
وهل هناك شيئ يثبت وجود شوكة اللا الم سببته؟
ذلك الالم
**
تضجعت وسادتها مياها مالحة حتى تقطرت منها بضع قطرات علىشرشف سريرها الابيض
كانت تأن حزنا وتصرخ الما على فقدها لكل معنى في حياتها
فلا صارت تعرف للعائله معنى
ولا للمسكن معنى
ولا للرفيق معنى
بكل. دمعة سقطت من عينيها سخطت عليه
وبكل ٱهة خرجت من فاهها صلت اللا يرى النور
وبكل غصة صوت تمنت الاسوأ له
كانت من رأوسها لأخمص قدميها دعوة شر له
هو ايضا ادرك انها لن تكون فألخير له
ليس لأنه اقدم على فعلته تلك
لكن لانه يعلم انها عقاب والده على تمرده
كان يجلس على مكتبه يقلب في اوراق مهمته القادمة
مهمة من التصنيف C ولا يحتاج في تنفيذها اللا حاسوب فقط
مهمات هاته الدرجة يعتبرها تسلية وتمضبة للوقت ليس اللا
ليست كمهمات A+
الملفات الحمراء
تسلية من النوع الرائع
اللذي يشفي الصدر وينشي الروح
فترتفع. به الى اعلى قمم السعادة
يلتف يمينا ويسارا بكرسيه ذو العجلات يطالع المهمة
حتى سمع خرخشة تصدر من الخارج
اتجهت يده لا إراديا الى الدرج المقفل بالمكتب
فتحه
واخرج علبه مرصعة من داخله
ليفتحها هي الاخرى
ويخرج منهامسدسا فضير بنقشات توزعت على طول مقبضه وفوهته
كان من نوع cool عيار 45
اتجه ببطء نحو باب المكتب ووضع سمعه على الباب المبطن بالجلد الاسود
كانت الصوتكمن يقلب اغراضه
فتح الباب بهدوء ليرى رجالا ببدلات موحدة زرقاء يدخول حاملين أثاث لم يكن له يوما
ويخرجون خاليي الايدي
يقودهم سكرتير والده
"ماللذي تفعلونه ببيتي؟ ومن اعطاكم حق الدخول؟ "
برزت عروق رقبته رغم ان نبرتهلم تعلو الا انها كانت كافيةليعلم الدخلاء انه مستاء
اجاب السكرتير بهدوء يطالع العمال ولم يلتفت لمحدثه
"امرنا السيد بيون بتجهيز غرفة لإراحة الانسة سوهي خلال اقامتها هنا"
كان بالفعل يشتاط غضبا من نفسه والان صار غضبه يمد جذوره للجميع
اقفل مكتبه وترك المنزل حتى لايقدم على ماقد يتخذه والده ذريعة لمعاقبته اكثر
وكعادته دوما عندثا تضيق الدنيا به
فلا يجد من يسمعه مثلها
او بالاحرى
التراب اللذي يحتظن جسدها الصغير
كانت ملاذه دوما
بكل مرة شعر بالغضب من والده
وبكل مرة سأم القيود اللتي تحاوطه من كل جهة
بكل مرة كره مقارنات والدته له بإخوته
كان يلجأ لها
وبرغم صغر سنها
الا انها استمعت إليه دون كلل او ملل
وان لم تفهم مايقوله احيانا من مصطلحات
الا انها كانت دوما بقربه
وحتى بعد ان وارت الثرى
لا يزال يركض نحوها
فيعود به الزمن الى عمر الخامسة عشر
حين فقدها
ولم تكن قد تجاوزت ١٠ بعد
لا يزال يذكر كل ماحدث يومها
وكيف ينسى؟
وقد لازمه ذلك الحدث الى الان
فربط بين ماضيه وحاظره
بحقنة لايستطيع الاستغناء عنها واللا تحول الى قنبلة موقوتة تفتك بكل دام
مرر بيده شاهد القبر
بلمسة حانية هيأت له ان الصخر لم يكن اللا رأسها
تخيلها تعيد ترتيب شعرها متذمرة كعادتها دوما عندما كان يفعل لها ذلك
وضع زهرة الليلك المفضلة لها على التراب واردف بعد صمت
"كيف حالك جيمين"
مرت نسنة باردة ارتجفت لها اعشاش العشب النابت فوق ترابها
"تشعرين بالبرد؟ انا كذلك. يبدو ان الجو في عالمينا سيئ"
طأطئ رأسه يمنع دمعة هددت بالصقوط
"سيئ جدا" اردف ينظر للزهرة اليتيمة على خضرة القبر
"اتعلمين؟. "
قال وصمت فجأة
رفع بصره للسماء يراقب الغيوم اللتي حجبت اشعة القمر
والسماء قد صفيت من النجوم
"لقد اشتقت لكي كثيرا! الم تسامحيني بعد؟ "
ساد السكون المقبرة
انى لها والتحدث وقاطنوها قد عادو الكلام مذ قذفو ٱخر انفاسهم على هاته الارض؟
"حسنا سأذهب الان "
لم يشتكى كعادته
لم يصرخ متذمرا من واقعه المرير
لم يعاتب نفسه او اخته
لم يفعل اي شيى اعتاد ان يفعله عند مروره بها
بل اكتفى بالابتسامة والانين في، صمت
ربما قد بدأ اخيرا يفهم ان القبور لا تصد ولا ترد
ليس لها من النجوى فائدة
وليس من معاتبة الميت غيسر الحسرة والالم على الفراق اكثر فأكثر
عاد لمنزله يجر خيبته من اللغير مفهومة احيانا
يمسك بسترته الجلدية بيده الخالية ويده الاخرى قد استقرت بجيب سرواله
يرفع كميه لنصف المرفق
بدا كعارضي الازياء
منظره الفاخر ذلك اجود ان يقال ان خلف هذا الوجه الوسيم والجسد الرشيق قاتل متخف ومريض نفسي
من يراه يكاد يجزم انه ممثل لا قائ د الوحدة السرية بالمخابرات الكورية المركزية
فتح الباب ولم يجد فيه من روح غيره
تأكد ان السكرتير قد غاب مع العمال اللذين اقتحمو مقر سكناه فجاة دون سابق انذار
استدارت قدماه عند الركن المنزو بٱخر الرواق
تلك الغرفة اللتي لم يستعملها يوما
لكنه شعر بالغضب لان شخصا ما ليس هو سيستغلها
شخص غيره سيضع يديه على منتلكاته
وان كانت جدران
شخص سيخالط هواءه اللذي يتنفسه معه
شخص لا يستصيغه البتة
فتح باب تلك الغرفة
اشمأز حال رؤيته للألوان داخلها
"فاتح جدا ...مقرف"
س