اخاف ان اعلنت حبي تظيعين مني كغبار ذري
اخاف ان لم اعلن يخطفك فارس غيري فاتلوى بلوعتي وحيدا
انتي الوحيدة اللتي جعلتني
طبيعي
انَّ له يتهمني بعشق غيره ؟
انَّ له ان ينفث من فمه كلاما قاسيا جارحا كهذا ؟
كيف سولت له نفسه ان يراني لغيره وان لم اخبره بحبي وعشقي له!
نذرت نفسي للرب قبلا لكنني نكثت النذر لاجله
فكيف يصدق انني قد اتخلى عنه لاي شخص كان ؟
قاس انت بيون بيكهيون
قاس
___
المتني قدماي من الركض لساعة كاملة
اشعر ان اربطة قدماي تتمزق
جفناي منتفخان ورؤيتي ظبابية بسبب الدموع المحتقنة
جسدي يتجمد بردا
لن اعيش لفجر الغد ابدا وهاقد بدأت كلاب الليل البشرية تشتم وحدتي
رغم برودة الجو الا انني تصنعت المشي بطبيعية
شارع مظلم ولا حياة فيه اللا من السكارى
لاسامح الرب قدماي اللتان قادتاني لشارع كهذا
ارتجفت اواصري خوفا عندما صرخ احد بمصوت ثمل شغوف
"البرد قارص لندفئ بعضنا ياحلوة "
ركضتمجددا خوفا ان يمسك بي فاكون بمشكلة اكبر من مواجهة البرد والموت متجمدة
لم يفارق ذهني موقفه ذلك ومشاعره اللتي اعلنت خيانتي علنا دون سماعي دفاعي
فاتهمت زورا وبدون شهادة عاقل فسجنت ابد الدهر في خانة الشك
مررت بذلك المكان اللذي كان يوما منزلي الوحيد
لكنه الان بناء نصف مكتمل
اتمنى لو لم يحصل شيئ بيننا
اتمنى لو لم يرمي بشعلته اول لقاء فاظرم بي نارا لم تنطفئ في لليوم
اتمنى لو انني قدمت له فريسته علىطبق من فضة مباركة اياه بالماء المقدس
لكنت حالمة غانمة امنة في الدير احظى بحياة هادئة
"اوه وجدتكي حلوتي " قال صوت السكران مجددا من خلفي
التفت خوفا وهلعا
لم يكن بمفرده بل برفقة شباب لم يتجاوز عمرهم الثلاثين حتما
"تعالي عزيزتي سنلهو الليل بطوله لاتخافي نحن لا نعض "
قهقه احدهم بينما الاخر قاطعه
"فلتتحدث عن نفسك فانا لا اظمنني "
تعلق بصري خاشعا بالوحوش الخمسة تبعا ومارأيتهم اللا ظباعا جائعا يشبعون نهمهم اللا متناهي بجسدي المرتعد بردا وخوفاارتجفت اواصري اكثر وتقدمت اركض لكن قلبي ماساعفني اذا اوقف قدماي ناهجا يطلب الراحة
واي راحة هاته اللتي تواتيك ياقلب وانت قد دفعتني لاسوا قراراتي على الاطلاق!
رأيت محلا صغيرا لاركض نحوه باخر فتات طاقةبقدمي وقلبي
دخلت نحوه انهج وقد رأف بحالي اذ قدم لي كرسيا صغيرا لاظهر له وزجاجة ماء فتحها لي
كان نبيلا في تعامله لوهلة حتى فهم سبب لهثي ولم افتح فمي حتى
اذ رأى الفتية قد تقدمو من محله وبان التهديد بملامحهم
نبس هامسا "بنيتي لا تستطيعين البقاء هنا مطولا . اتمنى ان تجدي يد المساعدة في مكان اخر " بهتت طاقتي وما بقي لي من ملجأ غير الرب
شددت بقميصه اترجاه لاهثة هلعا وقد تسابقت الدموع ايها تصل للأرض اولا "بحب المسيح اترجاك ان تبقيني ليديك حتى يذهبو ارجوك فاني لست بظارتك او حتى فكرت ان اظر احدا ارجوك سيدي "
ببحة صوتي البكائة تعلق وقد بانت لي نظرة البؤس عليه ثم همس
"انه مكان رزقي فان لم تظريني وانا متأكد انكي لن تفعلي فانهم ليسو بمثلك ارجوكي ان تفهميني يابنيتي فالشر مستطير من عينيهم واني لرأيت امثالهم وامثالك طوال العشرين عاما اللتي عشتها هنا . "
قبظتي رخت على قميصه وكذا قامته المتقهقرة زادت تقهقرا
وددت له انه امنني وان لم يعرفني
اردته ان يحميني فارى في الدنيا الامان مجددا
لكنه لم يكلف نفسه عناء تبليغ الشرطة او حتى تخبأتي
بل يطردني وان عسل كلامه واطربه
فانه يتلحف بالطرد جملة وتفصيلا
ذرفت اخر دمعة في ذلك المحل وقدت نفسي لهلاك لا اعلم كيف سينتهي
اما موتي او بتقطيع اواصري وبيعهااواسوا
اغتصابي
وفي كل الحالات
ساموت
قبل ان افتح ذلك الباب اوقفني صوت العجوز قائلا
"توقفي يابنتي." ظننته تراجع عن طردي
لوهلة ظننت انني نجوت
حتى طالت يده يدي وفتح كفي المرتجف ووضع به بضع عملات معدنية وقال" سادعو لك ان لا يمسك سوء وظر "
لقد مسني بالفعل سيدي
اعطاني بظهره وبقي نظري معلقا به
الم يبقى بالبشرية امان ؟
كيف سيبقى ووالدتي اللتي غذتني شهورا من لحمها وعظمها ارادت خنقي واغراقي وحرقي حية
خرجت اغلق الباب ورائي
نظرت لهم تبعا وكل نظرة منهمتسلخ جزءا من جسدي
"سود الله وجوهكم ووجهي ان فعلت ماتبغون " قلتها حانقة ولا ادري من اين تدفقت الطاقة حتى ركضت باقصى سرعة انا نفسي لم اعلم انني املكها
ركضت وركضت دون ان ارى خلفي
تجردت منحذائي وتصاعدت الحمم بي
فلم اشعر بالبرد او الخوف هنينة
كان كل همي ان اركض واركض حتى أُأَمِن نفسي بعيدة عنهم
لم ارى سمك الثلج اسفلي اللذي زاد والمتساقط فوقي
لم ارى انفاسي الساخنة والبخار اللذي نفثته رئتاي حمما
لم ارى شيئا سوى تلك الكابينة
كابينة الهاتف البعيدة
نظرت خلفي عندما دخلت احدى الزوايا المغلقة والمظلمة
وعندما لم ار احدا منهم هرعت لتلك الكابينة الزجاجية
فتحتها على عجل ورفعت سماعة الهاتف
ادخلت تلك العملات المعدنية بسرعة حتى كدت اسقط بعظها
توي انتبهت ان اصابعي تجمدت بردا ولم استطع تحريكها دون الم
ادخلت الرقم الوحيد اللذي احفضه
"بيكهيون انقذني انا ارجوك " صرخت ما ان سمعت صوته
"اين انتي " هتف وقد خيل لي قد صرخ
التمست القلق بين حواف صوته العالي
"لا اعلم اين انا ارجوك انا خائفة .. انهم خلفي " قلت والدموع قد انهمرت مجددا وصوتي قد تغمغم بالبحة مجددا
"اترين اي علامة مميزة في مكانك ؟ مبنى كبير او لافتة او اعلان"
ارتبكت وقد غزا الخوف جسدي مجددا وعاد شعور البرد اللذي نسيته لدقائق
"سوهي ركزي " صرخ
بحثت حولي بين دموعي عما قال ثم هتفت بعد ان ترائت لي لافتة من بعيد لكنها كبيرة وواظحة
"ارى لافتة اتجاهات .. مركز المدينة 15كيلومترا "
ابعدت 15مترا عن المدينة ! اركضت لذلك الحد ؟
سمعت صوتا غير صوت بيكهيون في سماعة الهاتف
"لاظافة 15ثانية يرجى ادخال 10 سنتات" تكرر ذلك القول مرتين وقطع الاتصال
جلست احتظن ركبتاي ادفئ نفسي واطمأنها
فتح الباب كعاصفة
رفعت رأسي ادعو الرب ان يكون بيكهيون قد اهتدى لمكاني
لكنني كنت مخطئة
مجددا
"وجدناكي مجددا . يبدو ان عزيزتنا تحب لعبة الغميضة !"
قال الثمل ليقهقه رفاقه الانذال بصوت عال
زحفت اخر الكابينة وقد وصلتها لكن قدماي ارادتا الزحف اكثر وما توقفتا
شد شعري بين اصابعه ورفعني اقصى من طولي حتى وقفت اتحسس الارض باطراف اصبعي الكبير
لايبدو انه ثمل كفاية لاهرب من قبظته
"اللعنة عليك ايها النتن " صرخت بها بوجهه ليقهقه رفاقه مجددا