كل شئ آيل للسقوط
كل شيئ
اوراق الشجر ما تفتئ تخظر حتى يحل الخريف فتسقطها رياح باردة لتتحول من خظرتها الباهية الى الداكن المؤلم
رقائق الثلج والمطر
الدموع
الاعمدة والابنية
كل شيئ يتداعى نحو الاسفل
حتى الانسان
في قمة بهجته بشبابه وريعان عنفوانه
يجد تلك الشعرة البيضاء اللتي تقصف فرحته بنفسه
ليدرك بعدها انه بكل عام يحتفل به فرحا بمولده
يكون قد اقترب اكثر لموته
لشيبته
لعجزه واندثاره
كل شيئ
آيل للسقوط
والموت
و
الانعدام
______
صديق المي اللذي عايش معي ذكرياتي المرة
قتل
يق دربي اللذي كانت يده الوحيدة اللتي تمتد لتساعدني للوقوف عندما ينهكني التدريب والتعذيب والتجنيد اللذي كان والدي يزاوله علي
رفيق المي اللذي رأى كل جانب مني بسيئه وجيده
الرجل اللذي كان يفهم ما ارمي اليه دون الحاجة لفتح فمي
اليوم
خسرت ذلك الصديق
خسرت ذلك الرفيق
اليوم
خسرت افضل جنودي واعز اصدقائي
لم اعتقد يوما انني قد اظطر لمعايشة هذا الشعور مجددا
اعتراني ذاك القلق والحزن والغضب والانكسار مجددا
شعرت بقلبي يتجزأ الف قطعة وكل قطعة منها تتفتت الى اجزاء اصغر وتسحق
وما ان تجلى ذلك الحزن حتى رأيت بوضوح امامي صورة الشخص اللذي كانت يده ملطهة بدم سوهو
كان يقف في خيالي مبتسما كانما قد انتصر ووضع راية امبراطوريته على ارضي للتو مفقدا اياي جنودي
اقسم انني ساحرقك بتلك الراية تشوي سان
اقسم انني سأفتت لحمك واسحق عضامك واحرق اوصالك كاملة وانثر الرماد على قبر سوهو
المسألة اليوم
لم تعد عملا فقط
بل تحولت الى انتقام ولا اتهاون في انتقامي قط
لن احيا على ارض واحدة وتحت سماء واحدة مع ذلك اللعين الدعر
اقسم انني ساجعلك تتمنى الموت ولن تناله حتى اشاء
ساجعلك عبرة لكل من يحاول الاقتراب من محيطي ورفقتي
"""
تركتها عند منزل العائلة مخافة على سلامتها رغم محاولاتها المتكررة للرفض والبقاء بجانبي
لكن جانبي محترق
ليس بآمن البتة
وخاصة عليها
ومنزل ابي الان اقل خطرا عليها ولكنه افضل الحلول واامنها لها
ودعتها بقبلة خالطتها دموعها الساخنة ظنا منها انني اودعها الى الابد
ورغم طمأنتي اياها الا انها ابت اللا ان تقلق وتتمرد خيالاتها الشائكة حولي
"فلتعدي حتى العشرة ستجدينني امامك" قلت اهدئ روعها الهائج وخلدها المرتاع
كفكفت دموعها ورافقتها لداخل المنزل
ثم اتجهت لمقابلة بيون في مكتبه
اعلم انه استبق اخبار فرقتي قبل ان تصل لي بالفعل
"اخبرت مسبقا ان تتخلص منها لكنك ابيت ان تستمع لي "
هاقد بدأنا من جديد
"لم ات الى هنا لاستمع فتات محاظرات قديمة "
قلتها انفث ذلك الهواء
لم يتبق مني من طول بال ما قد يبقى صامدا امام كلام فارغ يدخل من اذن ويخرج من اختها
وما بقي لي سيستهلك مني في المعارك القادمة
"لا اظن انك لم تعلم للان بما حدث في المخبأ لذلك سأختصر الطريق والفظ ما اتيت لاجله "
قلتها وانا اتقدم نحوه
انه يعلم بالفعل ما يتخبط داخلي لاكنه يكابر سماعه
"بني"
قالها بين انفاسه
لم افهم مغزاها ولم اتبين المشاعر التي حملتها حتى
لكنني اكملت
"حدثت بعض التغيرات في الخطة لذلك لن ننتظر كل الاشهر السبعة بل سننتهي منه باسرع وقت ممكن .. لكن "
قلت
كنت خائفا ان يرفض طلبي قبل ان ابوح به
"زوجتي ... وونيونغ.. لن اكون مطمئن البال ان لم تعطني كلمتك في حمايتها "
"حسنا .. لك كلمتي الحرة ان احميها ."
وما فتأت اطمأن حتى اكمل جملته ليهدم تلك الحجرة اللتي وضعها لتوه في سد ثقتي به
"لكن... بشرط"
كيف لي ان اثق انه لن يطلب شيئا في المقابل
انه بيون اولا واخرا
لا يقدم خدمات مجانية وان كان لابنه الوحيد
"ساعين شخصا بنفسي يستبدل مكان سوهو في الفرقة "
ان استبدل احدا فسيفتح ذلك له المجال لاستبدال فريقك باكمله
لا توافق بيكهيون لاتوافق
سنجد حلا
لكن وويونغ
ان لم اوافق فستكون اول اللاحقين بسوهو
بعد تردد لدقيقة قلت
"موافق ''
ليلتفت نحو مكتبه بسرعة البرق قبل ان اخرج ويظهر لي ملف اصفر
سلمه لي بفخر كانما كان يتوقع مني الموافقة
"ماهذا؟" قلت اداوله بين يدي
ليجيب
"العضو الجديد "
وقبل ان افتحه اطنبت
"لن اوافق ان كانت هواسا هي العضو ااجديد "
ابتسم ساخرا ليقول "انت حقا لا تحب تلك الفتاة "
ليس الامر واني لا احبها انما لا اهضمها حتى
هي فتاة تجردت من كل معاني الانوثة السامية وتستعمل جسدها في عملها بشكل قذر
فتحت ذلك الملف
قرأت الاسم ثم نظرت الى الصورة المرفقة
"أيهما العضو الجديد ؟"
قلت
كانت صورة لشابين قي العشرينات من عمرهما تقريبا
احدهما حاد الملامح والاخر اسمر البشرة ذو فك حاد كحافة سهم
"كلامها "
ايعوض واحدا باثنين ؟
"ذكرني ان اقتل مدرس الرياضيات اللذي درسك "
قلتها يسخرية منزعج
"اي معادلة هاته اللتي تساوي بين الواحد والاثنين ؟
"قد يكونا شخصين لكنها يعملان كشخص واحد
ثق بي انهما افضل جنديين رأيتهما في حياتي
لما انزعجت الان؟ الانه يمدحهما بذلك البريق في عينيه ؟ ام انه لا يعتقد انني افضل جندي رآه؟
"فلتختر واحدا فقط لن اقبل بكلاهما ''
قلت ليبدأ بمحاظرته المطولة لاقناعي
***
كيف اقنعني برؤيتهما في الميدان ؟
انه حقا الرئس بيون
لا احد يصمد امامه
وصلنا لصالة التدريب
وكان بها الفتيين فقط دونا عن الاخرين
وما ان قنصتهما حتى انبهرت بما رأيته
كانا يتحركام كأنهنا جسد واحد متعاونان بشكل لافت للانتباه
"الطويل يدعى سيهون والاخر كاي " قال بيون بينما عيناي لاتتزحزحان عن الشابين
"تربيا في اصلاحية منذ سن السادسة واكتشفهما سجان هناك . وابلغ السلطات يبلغان من العمر 26 سنة .. جميل كيف يتحركان اليس كذلك؟"
للاسف اجل
يبدوان حقا كفصي الدماغ في عملهما وكل منهما يتحكم في نصف جسد يتناغم مع النصف الاخر في سمفونية اخاذة
"علي الذهاب الان .فلتبلغهما بالقواعد ... ان اخترقا قاعدة واحدة فانك المسؤول "
قلت مهددا
....
علي توديع صديقي
_________اسفة على التأخير والاخطاء الاملائية